ذكرى توفيق الدقن: «الشرير الظريف» الذي أبدع في جذب القلوب والنفور معًا

تحل في مثل هذا اليوم ذكرى وفاة الفنان توفيق الدقن، الذي برع في تقديم أدوار الشر بخفة ظل فريدة تعكس جانبه الإنساني، ليصبح رمزًا لـ”الشر الظريف” في السينما المصرية عبر تاريخ طويل من التميز الفنّي.

طريق توفيق الدقن في الفن وأسلوب “الشر الظريف”

ولد توفيق الدقن في 3 مايو 1923 بمركز بركة السبع في المنوفية، وبدأ مشواره الفني بسيطًا خلال دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية من خلال أدوار صغيرة، لكنه لاحقًا حقق حضورًا بارزًا بفيلم “ظهور الإسلام” عام 1951؛ إلا أن المسرح كان مسرح إنطلاقه الحقيقية. قضى سبع سنوات في المسرح الحر قبل انضمامه للمسرح القومي، حيث بقي عضوًا فعالًا حتى تقاعده، الأمر الذي منح الدقن خبرة فنية وثقافية عميقة ساعدته على إتقان أدواره المتنوعة التي جمعت بين الشر والظرافة.

الإيفيهات الشهيرة وكيف صنع توفيق الدقن شخصية الشر المحبب

تميز توفيق الدقن بصياغة إيفيهات خاصة به، شكلت علامة بارزة في ذائقة الجمهور، ومنها: “أحلى من الشرف مفيش”، “ألو يا أمم”، “صلاة النبي أحسن”، و”العلبة دي فيها فيل”. هذه العبارات تعكس براعة فريدة في إضفاء بعد إنساني على أدوار اللصوص والبلطجية والمدمنين، ما جعل الشخصيات الشريرة أمام المتفرج محبوبة ومميزة. وقد حقق الدقن نجاحًا باهرًا في أدوار الشر التي ظلت عالقة في الذاكرة، مثل أدواره في أعمال “ابن حميدو”، “سر طاقية الإخفاء”، “في بيتنا رجل”، و”مراتي مدير عام” التي كانت تتسم بالمصداقية والإقناع بحيث لامس الجمهور شخصية الشر بشكل حقيقي.

مسيرة توفيق الدقن الفنية المتنوعة وتكريماته المستحقة

لم تقتصر موهبة توفيق الدقن على التمثيل في السينما والمسرح فقط، بل تعدت ذلك إلى الإذاعة والتلفزيون، حيث تألق في مسلسل “سمارة” الإذاعي، وأعمال تلفزيونية تنوعت بين “أحلام الفتى الطائر” و”القط الأسود”، مما أدى إلى إشعاع فني شامل. حصل الدقن على عدد من الجوائز والتكريمات العريضة، من بينها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، ووسام الاستحقاق عام 1978، ما يعكس الاعتراف الرسمي بموهبته وإبداعه المتجدد. توفي عن عمر ناهز 65 عامًا إثر مضاعفات فشل كلوي، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا خالدًا يُحتفى به حتى اليوم.