نمو سوق الشوكولاتة السعودي 2.5% سنويًا مع استيراد يتجاوز 2.6 مليار ريال

تشهد سوق الشوكولاتة ومنتجات الكاكاو في السعودية نموًا سنويًا مستمرًا بنسبة 2.5%، مع زيادة واضحة في حجم الاستيراد الذي تجاوز 2.6 مليار ريال خلال عام واحد، مما يعكس اتساع الطلب وترسخ مكانة هذه الحلويات ضمن عادات المستهلكين المحليين.

ارتفاع واردات الشوكولاتة في السعودية وتنوع مصادر الاستيراد

تُظهر بيانات الهيئة العامة للإحصاء أن واردات السعودية من الشوكولاتة ومنتجات الكاكاو وصلت في عام 2024 إلى أكثر من 2.6 مليار ريال سعودي، حيث تعتمد السوق بشكل كبير على استيراد هذه المنتجات من دول متعددة أبرزها الإمارات، المملكة المتحدة، مصر، الأردن، وتركيا؛ ما يضمن تنوع الخيارات أمام المستهلكين ويُعزز حجم الاستهلاك المحلي المتزايد.

استهلاك 51 ألف طن من الشوكولاتة سنويًا وتفضيلات المستهلك السعودي

أوضح يوسف الفيروز، المدير التنفيذي لشركة “توزين التجارية”، أن مبيعات الشوكولاتة اليومية في السعودية تبلغ حوالي 11 مليون ريال، ما يعادل استهلاك سنوي بنحو 51 ألف طن من الشوكولاتة. ويُفضل السعوديون أنواع الشوكولاتة بالحليب، الداكنة والبيضاء، مع اهتمام خاص بالمنتجات المحشوة بالمكسرات مثل البيكان، البندق، والفستق، بالإضافة إلى حشوات مبتكرة كالفراولة والمانجا والليمون التي تضيف تنوعًا ونكهة مميزة تلبي مختلف الأذواق.

تغيرات في سلوك الشراء وتراجع الطلب على الشوكولاتة الفاخرة

يشير الفيروز إلى انخفاض ملحوظ في الطلب على الشوكولاتة الفاخرة نتيجة ارتفاع أسعار هذه الأصناف، مما دفع المستهلكين للتركيز على الخيارات الأقل تكلفة دون التنازل عن الجودة والطعم. يعكس هذا التحول زيادة الوعي المالي لدى المستهلكين مع حفاظهم على التمتع بالنكهات المميزة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على ديناميكية سوق الشوكولاتة ويُبرز أهمية توازن الأسعار وجودة المنتج.

تطور الصناعة المحلية للشوكولاتة في السعودية رغم هيمنة الاستيراد

يُلاحظ نمو ملموس في قطاع الصناعة المحلية للشوكولاتة داخل السعودية، حيث بدأت العلامات التجارية المحلية تخطو خطوات قوية للمنافسة مع المنتجات المستوردة من حيث الجودة والتنوع. هذا التطور يعكس توجهًا إيجابيًا نحو تعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد مع تقديم بدائل تلبي احتياجات السوق المتنوعة بشكل أكبر.

ارتفاع استهلاك الشوكولاتة خلال المواسم وزيادة الطلب على الأنواع الصحية

تتزايد معدلات استهلاك الشوكولاتة في السعودية بشكل ملحوظ خلال مناسبات الأعياد والإجازات، حيث يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي حوالي 11 مليون ريال. أما توجه المستهلكين في الآونة الأخيرة فقد تغيّر بوضوح نحو المنتجات الصحية، خاصة الشوكولاتة الداكنة قليلة السكر، مع وعي متزايد بأهمية التغذية المتوازنة والتقليل من الأضرار الناتجة عن الاستهلاك المفرط للسكر.

أعداد السجلات التجارية في نشاط الشوكولاتة تكشف عن نمو القطاع

بلغ عدد السجلات التجارية المتعلقة بنشاط الشوكولاتة والكاكاو داخل السعودية 3,532 سجلًا بنهاية 2024، مع تصدر الرياض القائمة بـ1,490 سجلًا، تليها مكة المكرمة بـ909 سجلات، ثم المنطقة الشرقية بـ416، القصيم بـ213، والمدينة المنورة بـ149 سجلًا، مما يُبرز النمو المتسارع والمنافسة الكبيرة في السوق المحلي.

الجهود الحكومية لمكافحة الاستهلاك المفرط وتحذيرات طبية

رغم الإقبال الكبير على محلات الشوكولاتة موسمياً، إلا أن الجهات الصحية السعودية تدعم مبادرات تقنين استهلاك السكر ضمن السياسات الصحية لمحاربة السمنة والسكري، وهي من المشكلات الصحية المتفاقمة في البلاد. وحذر الدكتور نايف العنزي، استشاري جراحة السمنة، من أن الشوكولاتة تعد عاملًا رئيسيًا في فشل عمليات التكميم، مع ارتباط 60% إلى 70% من حالات السمنة مباشرة بالاستهلاك المفرط للحلويات التي تحتوي على السكر.

السعودية في مقدمة الدول الإقليمية باستهلاك الكاكاو ونمو سوق الشوكولاتة

استحوذت السعودية على نسبة 65% من إجمالي استهلاك الكاكاو الإقليمي، بمقدار 79 ألف طن في 2024، بمعدل استهلاك فردي يصل إلى 2.2 كجم، متبوعةُ الإمارات وسلطنة عمان، حيث تسجل عمان أعلى معدل بواقع 2.5 كجم للفرد. وتُظهر السوق السعودية نموًا سنويًا قدره 2.5%، مما يؤكد مكانتها كأحد أبرز الأسواق الواعدة في منطقة الشرق الأوسط.

تركيز تركيا على صادرات الشوكولاتة وأهمية السوق الإقليمي

يبلغ حجم سوق استيراد الشوكولاتة والكاكاو الإقليمي نحو 2.3 مليار دولار في 2024، مع تصدر السعودية والإمارات والعراق قائمة المستوردين. أما تركيا فتمتلك الحصة الأكبر في التصدير، حيث تصل إلى 77% من الكميات و70% من القيمة الإجمالية لصادرات الشوكولاتة في المنطقة، مما يبرز دورها الحيوي كمصدر رئيسي وتنافسها العالمي في هذا القطاع الحيوي.