سعاد صالح تتصدر تريند جوجل.. فما السبب وراء ذلك؟

لماذا تصدرت سعاد صالح تريند جوجل بسبب تصريحاتها الفقهية المثيرة للجدل في الشأن الديني؟ لقد كانت تصريحات الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، محور نقاش واسع على منصات التواصل، خاصةً بعد ظهورها الإعلامي الأخير حيث أثارت آراءها عن جواز تدخين الحشيش وترقيع غشاء البكارة حالة من الجدل العميق، مما دفع المؤسسات الرسمية إلى إصدار ردود فعل صارمة.

تصريحات سعاد صالح وأسباب تصدرها تريند جوجل

تصدرت سعاد صالح تريند جوجل بعد ظهورها في برومو دعائي لبودكاست “السر” مع الإعلامية إيمان أبو طالب، حيث أدلت بتصريحات فقهية أثارت ضجة واسعة؛ منها القول بجواز تدخين الحشيش شرعًا لعدم تأثيره على العقل كالخمور، إضافة إلى فتواها بجواز ترقيع غشاء البكارة لحماية ستر المرأة. هذه الآراء لم تلقَ قبولًا من مختلف القطاعات الدينية والإعلامية، إذ اعتبرها كثيرون تجاوزًا للخطوط الشرعية والاجتماعية، مما دفع النقاش ليصل إلى ذروته على الساحة الرقمية، وهو ما يفسر لماذا تصدرت سعاد صالح تريند جوجل بهذه القوة.

ردود الجهات الرسمية بين رفض وتصعيد الجدل

بعد انتشار تصريحات سعاد صالح، جاءت ردود وزارة الأوقاف ودار الإفتاء حاسمة ونفيًا قاطعًا لما أُثير حول جواز تدخين الحشيش، فقد شدد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، على أن الحشيش حرام شرعًا مثل الخمر، معتبراً هذه التصريحات تضليلًا متعدد الأبعاد يشكل خطرًا دينيًا واجتماعيًا، ومشيرًا إلى مضاعفة الإثم عند التعاطي أثناء القيادة أو ممارسات الحياة اليومية. من جهتها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن جميع أنواع المخدرات محرمة شرعًا لمخالفتها حفظ النفس والعقل، وهما أحد الضروريات الخمس التي بُني عليها التشريع الإسلامي، مستندةً إلى نصوص قرآنية واضحة تحرم كل ما يفسد العقل ويدمر النفس.

موقف وزارة الأوقاف

أوضح الدكتور أسامة الأزهري أن الادعاء بجواز تعاطي الحشيش يُعد تضليلًا يحمل في طياته مخاطر شرعية ومجتمعية جسيمة لا تحتمل، معتبراً أن هذه التصريحات تفتح أبواب الانحراف وتزيد من الأضرار الاجتماعية.

فتوى دار الإفتاء المصرية

أكدت دار الإفتاء أن التحريم يشمل كل المواد التي تضرّ بالعقل والجسد، مبينة أن حفظ النفس والعقل من الضرورات التي لا تقبل المساس بها، وهي قاعدة فقهية راسخة تعزز موقفهم الرافض لأي تبرير لتعاطي المخدرات.

تحذيرات صندوق مكافحة الإدمان وتأثير تصريحات سعاد صالح

بجانب الجدل الديني، أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بيانًا حذّر فيه من خطورة ترويج مادة الحشيش، مصنفًا تلك التصريحات بأنها غير مسؤولة وتساهم في تفشي الإدمان، خصوصًا بين الشباب. وأفاد البيان أن الحشيش يحتوي على مواد تؤدي إلى الهلاوس والتشويش الذهني والضلالات، كما تسبب أمراضًا صحية كثيرة تشمل تليف الرئة وضعف الذاكرة واضطرابات في النوم والسلوك. وأظهرت إحصائيات الصندوق أن 50% من المتصلين بالخط الساخن “16023” يتعاطون الحشيش، ما يعكس حجم المشكلة وانتشارها.

  • مخاطر صحية خطيرة للحشيش تشمل الهلوسة واضطرابات النوم
  • تأثيرات سلبية على الذاكرة وتركيز المدمن
  • زيادة نسبة تعاطي الحشيش بين الشباب ودور التربية والتوعية

الحشيش في ميزان الشرع والعقل وأهمية ضبط الخطاب الديني

أجمع علماء الإسلام، قديمًا وحديثًا، على تحريم الحشيش، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه “زهر العريش” الذي أكد تحريم تعاطيه، وكذلك العلامة عبد الله بن الصديق في “واضح البرهان”. يرى أهل الفقه أن المادة التي تؤثر في العقل وتضعفه حرام شرعًا، ويُعد ذلك قاعدة فقهية لا تقبل الجدل. وفي ظل هذه الإجماع، أعادت تصريحات سعاد صالح التأكيد على الحاجة الملحة لتوحيد المرجعيات الفقهية، كما طرحت تساؤلات مهمة حول حدود حرية الفتوى في الإعلام ودور الجهات المختصة في ضبط الخطاب الديني، خصوصًا مع تنامي التحديات في مواجهة آفة الإدمان التي تواجهها الدولة.

الجهة الموقف من الحشيش
وزارة الأوقاف حرام كحرمة الخمر، ويُعد تعاطيه تضليل وخطر كبير
دار الإفتاء المصرية تحريم كافة أنواع المخدرات دستورياً للحفاظ على النفس والعقل
صندوق مكافحة الإدمان تحذير من مخاطر صحية ونفسية جمة، وتأكيد على مسؤولية الإعلام

تصريحات سعاد صالح أعادت فتح ملف حساس يتداخل فيه الدين، والمجتمع، والإعلام، في ظل حاجة ملحة لتعزيز الوعي والحرص على ما يصدر عن العلماء من آراء تتناسب مع ثوابت الدين، وتلتزم الواقع المجتمعي، خصوصًا في ظل سعي الدولة المستمر لمكافحة الإدمان والحد من انتشار المخدرات بين فئات الشباب المختلفة. يظل ضبط الخطاب الديني مسؤولية مشتركة بين العلماء والجهات الرسمية لضمان حماية المجتمع وتماسكه.