الدينار العراقي يرتفع بقوة أمام الدولار في السوق المالية

ارتفع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الاثنين في السوق الموازية، مع استقرار نسبياً في السعر بالسوق الرسمية، حيث شهد سوق العملة في بغداد والمحافظات المجاورة نشاطاً ملحوظاً رغم التفاوت الطفيف في الأسعار، مما يعكس حالة من المضاربات وتحركات التجار استعدادًا لتمويل عمليات الاستيراد القادمة.

تغيرات سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية وتأثيرها

شهد سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية ارتفاعًا هامشيًا لا يزيد عن خمسة دنانير لكل دولار مع توقعات بمزيد من الصعود، ويرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى ركود في تعاملات السوق نتج عن عمليات مضاربة من قبل التجار، الذين يعملون على خفض سعر العملة الأمريكية وسحبها من التداول تمهيدًا لتغطية نفقات الاستيراد، وتأتي الأسعار المسجلة على النحو التالي:

• بلغ سعر الدولار في بغداد عند البيع 1459 دينارًا، والشراء 1461 دينارًا، بعد أن سجل صباحًا 1465 للبيع و1470 للشراء.
• في أربيل، سجل سعر البيع 1459 دينارًا، والشراء 1461 دينارًا، مقارنةً بسعر الصباح الذي كان 1468.5 للبيع و1470 للشراء.
• في البصرة، تداول الدولار بقيمة 1460.5 دينار للبيع و1462.5 دينار للشراء مساء اليوم، مقابل 1465 للبيع و1472.5 للشراء صباحًا.

تثبيت سعر صرف الدينار العراقي في السوق الرسمية وتأثيره على الصرف

ثبات سعر صرف الدينار العراقي في التعاملات الرسمية جاء على عدة مستويات، حيث سجل سعر البيع للحوالات والاعتمادات المستندية والتسويات الدولية للبطاقات الإلكترونية 1310 دنانير للدولار، بينما كان سعر البيع العام 1305 دينارات، وسعر البيع بالمصارف موحدًا عند 1310 دنانير لكل دولار. ويعتبر البنك المركزي المصدر الرئيسي للدولار في العراق؛ إذ لا يشتري الدولار بل يبيعه عبر منصة بيع العملة، اعتمادًا على الموارد المتوفرة من صادرات النفط العالمية. كما أن البنك المركزي يفرض على المصارف سعر بيع ثابت وملزم، يخص فئة المسافرين فقط، دون ارتباط مباشر بتقلبات السوق الموازية.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي ومسارات تغيره

يتأثر سعر صرف الدينار العراقي بعدة عوامل حاسمة تلعب دورًا مهمًا في تحديد توجهات السوق، وأبرز هذه العوامل:

• مزاد بيع العملة: يحظى حجم المبيعات اليومية في المزاد بتأثير مباشر على السعر، إذ يؤدي ارتفاع الكميات إلى تعديل سعر الصرف.
• إجراءات البنك المركزي: تساهم السياسات والإجراءات التي يتخذها البنك في معالجة التحويلات الخارجية في تحقيق استقرار نسبي للسعر.
• حاجة التجار للدولار: يتزايد الطلب على الدولار من قبل التجار لاستيراد البضائع من دول تعاني عقوبات اقتصادية وخيارات محدودة للتحويل الرسمي، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع إيران، الأمر الذي يرفع الطلب مقابل العرض في السوق الموازية ويؤدي إلى تصاعد أسعار الصرف.
• عملية سحب الدولار من جهات متعاملة مع إيران: يقوم بعض التجار والسماسرة بشراء الدولار بكميات كبيرة من السوق العراقية بهدف تحويلها إلى إيران، حيث يشكل الدولار أداة مهمة في تعاملاتها التجارية نظراً للعقوبات الأميركية المفروضة عليها.
• تهريب الدينار إلى الخارج: تستغل بعض الفئات فرق سعر الصرف بين السوق الرسمية والموازية، عبر تهريب الدينار لدول أخرى، مما يضغط على السعر ويؤثر على السوق.
• مضاربات التجار بناءً على معلومات مسربة أو شائعات: تحدث تحركات سريعة للتجار نتيجة تلقيهم معلومات من داخل المصارف أو البنك المركزي عن تغييرات محتملة في آلية التعامل بالدولار، مما يدفعهم إلى رفع السعر أو خفضه أو الشراء بكميات كبيرة، وقد تكون بعض هذه التسريبات إشاعات تهدف إلى التحكم بسيولة السوق.