الداخلية السعودية تصدر قرارًا بمنع تسمية الأطفال بأسماء محددة في المملكة

لقد أثار قرار وزارة الداخلية السعودية الجديد بمنع تسمية الأطفال بأسماء معينة ضجة واسعة في المجتمع، حيث يأتي هذا القرار ضمن جهود المملكة للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية وتعزيز الانسجام الوطني، وخصوصًا منع تسجيل أسماء تعزز التعصب الرياضي أو تتعارض مع العادات والتقاليد والقيم الدينية.

حظر تسمية الأطفال بأسماء الأندية الرياضية وتأثيره على المجتمع السعودي

بدأ القرار بعدما تداول أحد المواطنين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) سؤالًا حول إمكانية تسمية أبنائه على اسم ناديه الرياضي المفضل مثل “الهلال” أو “النصر”، لترد وكالة الأحوال المدنية بحزم بعدم السماح بتسجيل أسماء الأندية للمواليد الجدد، لما يحمله ذلك من احتمالية إثارة الفتنة والتعصب الكروي وسط المجتمع، وهو ما يتناقض مع التوجهات الرسمية التي تسعى لتقوية الوحدة الوطنية ونبذ الانقسامات بين فئات المجتمع المختلفة. فلا تسمية الأطفال بأسماء الأندية الرياضية تُعد طريقة للحفاظ على تماسك المجتمع وتقليل النزاعات العائلية أو المجتمعية الناجمة عن الخلافات الرياضية.

تفاصيل قائمة الأسماء المحظورة في السعودية وأسباب المنع

لم تقتصر الضوابط الجديدة على أسماء الأندية، بل شملت قائمة طويلة من الأسماء المحظورة نظرًا لما تحمله من دلالات غير ملائمة أو تعارض مع القيم الدينية، أو لأنها تحمل إيحاءات أجنبية أو مسيحية لا تتوافق مع التعاليم الإسلامية. وتضمنت القائمة أسماء لكل من الذكور والإناث مثل: سيتاف، كبريال، بسيل، بنيامين، حزن، حرب، بسملة، تبارك، بالإضافة إلى أسماء إناث مثل ملكتينا، نانسي، آيلين، مملكة، ملكة، راما، تولين، زوزو، ليندا، وألاس. هذه الأسماء اختيرت بعناية لتجنب أي آثار سلبية على المجتمع، سواء من ناحية دينية أو اجتماعية، إضافة إلى تفادي إثارة الحزن أو الخلافات نتيجة لمعانيها المثيرة للجدل.

دور الأهالي في اختيار أسماء أطفالهم وأهمية التوافق مع الهوية الوطنية

شددت وزارة الداخلية بوضوح على مسؤولية أولياء الأمور في اختيار أسماء تتناسب مع الهوية الوطنية والدينية، باعتبار الاسم جزءًا لا يتجزأ من شخصية الفرد ويظل رفيقًا له طوال حياته؛ لذا فإن اختيار أسماء تتسبب في التفرقة أو السخرية أمر غير مقبول. كما أوضحت الوزارة أن نظام الأحوال المدنية يعمد إلى رفض تسجيل أي اسم مخالف فورا، مع إلزام صاحب الطلب باختيار اسم بديل يتفق مع المعايير المعتمدة، مما يعزز احترام الهوية الوطنية ويقلل من النزاعات الاجتماعية المرتبطة بالتسمية.

تتجلى أهمية هذا القرار في تحفيز المجتمع على اختيار أسماء تليق بقيمه الثقافية والدينية، مانعة بذلك وصول أي أسماء قد تخلق انقسامات أو مضايقات في الحياة اليومية، وبخاصة في بيئات المدرسة والأسرة.

خطوات عملية لتقنين عملية اختيار أسماء الأطفال في السعودية

• رفض التسجيل الفوري للأسماء المخالفة لشروط الأحوال المدنية
• طلب اختيار أسماء بديلة تتفق مع القيم الدينية والثقافية
• توفير منصة مفتوحة لاستقبال استفسارات المواطنين والتوضيحات
• تحديث قائمة الأسماء وفق المتغيرات الاجتماعية والثقافية المستمرة

توضح الإجراءات المتبعة حرص الجهات المختصة على جعل عملية التسمية منظمة تحترم بيئة المجتمع السعودية المتنوعة والمتحضرة دون المساس بثوابته الأساسية.

يأتي هذا القرار الجديد متواكبًا مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز القيم الأخلاقية وترسيخ الهوية الوطنية، إذ تضمن منع الأسماء المثيرة للجدل بيئة أكثر تلاحمًا بين أبناء المجتمع؛ وتجنب المواقف التي قد تثير التفرقة أو السخرية، خصوصًا بين الأطفال في المدارس ودوائر الحياة اليومية، حيث تبذل السعودية جهودًا مستمرة لتطوير أنظمة الهوية الوطنية وتنظيم عملية التسمية بما يراعي التنوع دون الخروج عن الثوابت المجتمعية. كما أشارت وزارة الداخلية إلى أن قائمة الأسماء المحظورة ليست نهائية وقابلة للتطوير تبعًا للظروف الاجتماعية، وذلك مع ضمان الشفافية من خلال استقبال الاستفسارات عبر المنصات الرسمية.