الذهب يواصل الارتفاع ويقترب من مكاسب شهرية غير مسبوقة

ارتفعت أسعار الذهب بقوة، متجهة نحو تحقيق مكاسب شهرية متتالية للشهر الرابع، مع تنامي التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل، ما يعزز جاذبية الذهب كأصل استثماري. بينما اقتربت الفضة من مستوى قياسي بفارق دولار واحد تقريبًا، مدعومة بشح الإمدادات وزيادة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة.

ارتفاع أسعار الذهب وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

تداول الذهب بالقرب من مستوى 4190 دولارًا للأونصة يوم الجمعة، مرتفعًا بنحو 5% خلال الأسبوع، حيث دفعت سلسلة من التصريحات الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وصدور بيانات اقتصادية مؤجلة، متداولي الأسواق إلى تعزيز توقعاتهم بشأن خفض محتمل للفائدة الشهر المقبل، وهو ما يرتبط عادة بارتفاع سعر الذهب كونه أصلًا لا يدر عوائد نقدية. ويُظهر سوق المقايضات احتمالات تتجاوز 80% للقيام بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر، ما دفع المستثمرين إلى متابعة كل مؤشر قبل دخول البنك المركزي في فترة صمت إعلامي اعتبارًا من السبت المقبل.

تأثير الإغلاق الحكومي وتأجيل البيانات الاقتصادية على سوق الذهب

أدى الإغلاق الحكومي الحالي إلى تأخير صدور العديد من البيانات الاقتصادية الحيوية، بل إن بعض الإحصاءات لن تصدر أصلاً، مما يعقد مهمة الاحتياطي الفيدرالي والمستثمرين في تقييم الوضع الفعلي للاقتصاد الأمريكي الأكبر عالميًا، ويزيد من الاعتماد على المؤشرات الأخرى لتحليل توجهات السياسة النقدية. في ظل هذه الظروف، حافظ الذهب على مكاسبه شبه الشهرية طوال العام، مع توقعات تشير إلى أن هذا الأداء يعد الأفضل منذ عام 1979.

دور مشتريات البنوك المركزية والصناديق الاستثمارية في دعم أسعار الذهب والفضة

اتسم السوق بدعم قوي من قبل مشتريات البنوك المركزية المتزايدة، إلى جانب تدفقات ملحوظة من المستثمرين غير الحكوميين نحو صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بالذهب، مما دفع المعدن الثمين لتجاوز مستوى قياسي فوق 4380 دولارًا الشهر الماضي. لجأ المستثمرون إلى الأصول البديلة بحثًا عن الملاذ الآمن، وسط تراجع اهتمام السندات الحكومية والعملات، وظلت التدفقات إلى صناديق المؤشرات مستقرة رغم التقلبات التي شهدها الذهب فوق مستوى 4000 دولار للأونصة في نوفمبر. في المقابل، ارتفعت الفضة بنسبة 1% تقريبًا، متأثرة بالعوامل نفسها وأيضًا بتوقعات خفض الفائدة، ما جعلها تقترب من أعلى مستوياتها المسجلة في الشهر السابق.