قفزة أسعار الذهب العالمية مع تفاؤل بخفض الفائدة الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا اليوم الجمعة، مسجلة مكاسب جديدة تدفع المعدن النفيس نحو شهر رابع من الارتفاع المتواصل، وسط موجة تفاؤل واسعة بين المستثمرين حول احتمال خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة في الشهر المقبل، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ استثماري آمن وسط تقلبات الأسواق الدولية وتحركات الدولار ونمو المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية.

أسعار الذهب تصل لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر وسط توقعات خفض الفائدة

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 4189.61 دولارًا للأوقية، وهي أعلى قيمة له منذ منتصف نوفمبر، مع توجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تقترب من 3% وشهرية تصل إلى 3.9%، كما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.5% وصولًا إلى 4221.30 دولارًا للأوقية؛ ويُعزى هذا الصعود إلى ارتباط أسعار الذهب بشكل مباشر بتوقعات السياسة النقدية، إذ يزداد الطلب على المعدن الأصفر في ظروف خفض أسعار الفائدة نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عوائد نقدية، مما يجعله بديلاً جذابًا مقارنة بالأدوات الاستثمارية التقليدية.

ارتفاع احتمالات خفض الفائدة وتأثيرها على سعر الذهب

أظهرت بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME أن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر وصلت إلى 87% بعد أن كانت 85% قبل يوم فقط و50% في الأسبوع السابق، مما يعكس تحولًا سريعًا في توقعات الأسواق نحو سياسة نقدية أكثر مرونة، تزامنًا مع تصريحات ماري دالي وكريستوفر والر من مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي أكدت الحاجة إلى مرونة نقدية إضافية نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي؛ ومن جانب آخر، أثرت تصريحات كيفن هاسيت، المرشح المحتمل لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، الداعية إلى ضرورة تخفيض الفائدة، بشكل مباشر على تراجع قيمة الدولار، الأمر الذي عزز من تفضيل المستثمرين للذهب المسعر بالدولار كمخزن للقيمة أمام ضغوط العملة الأميركية.

تثبيت أسعار الذهب وسط مخاوف التضخم وتزايد الإقبال على المعادن النفيسة

وسط هذه الأجواء المتقلبة، يحث مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي على توخي الحذر ومراقبة مستوى التضخم بدقة قبل الشروع في أي خفض جديد لأسعار الفائدة، خشية أن يؤدي التسرع إلى ارتفاع أسعار المستهلكين مجددًا وتعقيد التوقعات الاقتصادية؛ في المقابل، يجد المستثمرون في الذهب ملاذًا أمينًا في ظل عدم وضوح مستقبل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا، مع ارتفاع ملحوظ أيضًا في المعادن النفيسة الأخرى، حيث صعدت الفضة بنسبة 1.4% إلى 54.18 دولارًا للأوقية مع مكاسب أسبوعية تزيد عن 7%، وقفز البلاتين بنسبة 1.7% إلى 1634.82 دولارًا مع مكاسب مماثلة، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 1428.62 دولارًا لكنه متجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تبلغ 4%، مما يدل على اتجاه الأسواق نحو الأصول الملموسة ذات القيمة العالية في ظل التقلّبات النقدية والاقتصادية.