تفاصيل مثيرة: زوجة وابنة الكيخيا يفشيان دور القذافي في اختطافه واغتياله

فيلم بابا والقذافي عاد ليثير الاهتمام بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم وثائقي في المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بمهرجان الدوحة السينمائي لعام 2025، الذي أنهى دورته الأولى يوم الجمعة الماضي بحضور ملحوظ من المنتجين والزوار. يروي هذا العمل السينمائي قصة اختطاف المناضل الليبي منصور الكيخيا، ويسلط الضوء على جهود عائلته في كشف الحقيقة، مما يجعله شاهداً حياً على فترة مظلمة من التاريخ الليبي.

تفاصيل اختطاف منصور الكيخيا في فيلم بابا والقذافي

يُقدم فيلم بابا والقذافي، الذي أخرجته جيهان الكيخيا، رواية مفصلة عن والدها منصور الكيخيا، الذي كان وزيراً للخارجية الليبية ورئيس بعثتها لدى الأمم المتحدة في زمن معمر القذافي؛ لكنه سرعان ما انشق وانضم إلى صفوف المعارضة، وأسس المنظمة العربية لحقوق الإنسان. اختفى الكيخيا فجأة من فندق في القاهرة عام 1993 بسبب مواقفه الجريئة المعادية للنظام، ويتبع الفيلم مسار جيهان في استكشاف التفاصيل، مستلهماً صمود والدتها بهاء العمري الكيخيا، الفنانة السورية الأمريكية التي لم تتوقف عن السعي لفك اللغز لمدة تقارب تسع عشرة سنة، مما يضفي على السرد طابعاً عائلياً عميقاً يمزج بين الألم والإصرار.

كيف أزال فيلم بابا والقذافي الستار عن الجريمة

تشهد بهاء العمري في فيلم بابا والقذافي عن لحظة تلقتها معلومات من وكالات الاستخبارات الأمريكية بعد عام من الاختطاف، تفيد بأن زوجها قُتل على يد القذافي وأُلقي جثمانه في الصحراء؛ لكنها رفضت التصديق فوراً، متسائلة عن دوافع تلك المعلومات المضللة. أثبت حدسها دقة لاحقاً، إذ انكشفت الحقائق خلال ثورة فبراير 2011، حيث عُثر على جثته داخل ثلاجة في مبنى أمني تابع لنظام القذافي بطرابلس، بناءً على اعترافات عبدالله السنوسي، مدير المخابرات السابق، الذي أفصح عن نقل الكيخيا من مصر إلى ليبيا بأوامر مباشرة من القذافي، وسجنه لأربع سنوات قبل اغتياله في ظروف غامضة عام 1997، مما يبرز الفيلم دور الثورة في إعادة العدالة.

عناصر السرد في فيلم بابا والقذافي

يبرز فيلم بابا والقذافي بأسلوبه في الوثائقي من خلال تسجيلات حوارية تجسد رحلة العائلة في جمع الخيوط المتعلقة بمنصور الكيخيا، بالإضافة إلى مقابلات مصورة مع أقاربه وأصدقائه؛ هذه العناصر تبني صورة حية عن إسهاماته السياسية، بينما تضيف المشاهد العائلية لمسات شخصية من طفولة جيهان، تكشف كيف شكل الاختفاء المفاجئ حياتها، وتجعل المتابع يشعر بالتأثير العاطفي المباشر لتلك الأحداث، مع الحرص على توازن بين الواقع والتأمل.

لتوضيح إنجازات منصور الكيخيا الدبلوماسية البارزة، إليك جدولاً يلخص مراحل مسيرته:

المنصب الفترة والمكان
قائم بالأعمال الليبي فرنسا عام 1962، الجزائر عام 1963
قنصل عام جنيف 1963-1967
عضو في البعثة الليبية الأمم المتحدة عام 1968
وزير الخارجية 1972-1973
ممثل دائم لليبيا الأمم المتحدة 1975-1980

رحلة إنتاج فيلم بابا والقذافي على مدار عقد

أوضحت جيهان الكيخيا أن فيلم بابا والقذافي استغرق نحو عشر سنوات للانتهاء، إذ لمعت الفكرة في ذهنها أثناء دفن والدها، وتعززت بعد اندلاع الحرب الأهلية الليبية، مما دفعها لمواجهة المجهول بحثاً عن الصدق. مولت العمل من منح دولية وجمعيات غير ربحية، محافظة على استقلاله تماماً لتجنب التدخلات السياسية أو التبسيط إلى صراع بين الخير والشر المطلقين؛ هذا النهج سمح لها بالحفاظ على سيطرة كاملة لتسع سنوات، معتبرة إياه مشروعاً شخصياً حساساً ينير تاريخ بلد يفتقر إلى الوثائق البصرية الكافية. من بين التحديات الرئيسية التي واجهتها جيهان خلال الإنتاج:

  • جمع الشهادات من شهود نادرين في ظل الظروف السياسية المتوترة.
  • الاعتماد على أرشيف عائلي قديم لإعادة بناء الأحداث.
  • التعامل مع معلومات متضاربة من مصادر استخباراتية سابقة.
  • الحفاظ على الحياد في سرد يتعلق بتاريخ مثير للجدل.
  • تمويل مستدام دون روابط حكومية لضمان النزاهة.

بدأ الكيخيا مسيرته الدبلوماسية في عصر الملكية، ثم استمر بعد انقلاب 1969، قبل أن يختار الانشقاق، مما يجعل قصته نموذجاً للتحولات السياسية في ليبيا.