أحمد الخميسي يهاجم: ليبيا بلا وزير خارجية.. أي دبلوماسية نناقشها؟

دبلوماسية ليبيا تواجه تحديات عميقة في ظل غياب قيادة واضحة لوزارة الخارجية، حيث يتساءل الخبراء عن فعاليتها الحقيقية بدون وزير خارجية يمثل الدولة بشكل ملموس، ودون خطوط سياسية خارجية مترابطة. أحمد الخميسي، مدير مركز أويا للدراسات والبحوث، يبرز في تصريحاته كيف أصبحت هذه الدبلوماسية مجرد شكل فارغ، خاصة مع الإنفاق الهائل على بعثات خارجية دون فائدة ملموسة للمواطنين الذين يواجهون قيودًا في السفر.

غياب الوزارة يعيق تمثيل ليبيا دوليًا

دبلوماسية ليبيا تفتقر إلى الوجود الفعال، إذ تظل وزارة الخارجية بعيدة عن الأضواء تمامًا، لا تصدر مواقف واضحة تجاه الأحداث الجارية، ولا تقدم تفسيرات للاتفاقيات التي توقعها أو المشاركات التي تتخذها. هذا الغياب يجعل الصورة الدبلوماسية الليبية غامضة، حيث يشعر المواطنون بالحيرة أمام عدم الشفافية في التعامل مع القضايا الخارجية. الخميسي يؤكد أن مثل هذه الثغرات تحول دون بناء ثقة دولية، وتضعف القدرة على الرد على التحديات الإقليمية بفعالية، مما يعكس فجوة كبيرة بين الدور النظري للوزارة كواجهة للدولة والواقع الميداني الذي يفتقر إلى النشاط.

الإنفاق الزائد على بعثات دون مقابل حقيقي

تصل تكاليف الـ141 بعثة الدبلوماسية الليبية في الخارج إلى أكثر من نصف مليار دولار سنويًا، وهو رقم يثير الاستغراب خاصة مع قيود السفر التي يواجهها الليبيون، إذ لا يمكنهم دخول سوى أقل من 39 دولة بدون تأشيرة مسبقة. دبلوماسية ليبيا هنا تكشف عن تناقض، حيث يذهب الإنفاق الكبير دون تحقيق فوائد مباشرة للمجتمع، مثل تسهيل التنقل أو تعزيز الروابط الاقتصادية. الخبراء يرون أن هذا الوضع يعكس سوء إدارة، يجعل الجهود الدبلوماسية تبدو غير موجهة نحو احتياجات الشعب، بل مجرد عبء مالي يثقل كاهل الاقتصاد الوطني في ظل الظروف الصعبة.

  • غياب التواصل الرسمي يعيق فهم السياسات الخارجية.
  • عدم وجود وزير خارجية يقلل من الاستجابة السريعة للأزمات الدولية.
  • الإنفاق غير الفعال يؤثر سلبًا على الميزانية العامة.
  • قيود التأشيرات تعكس ضعف الدبلوماسية في تسهيل الحركة.
  • التصريحات غير المدعومة بأرقام تثير الشكوك حول الإصلاحات.

موقف ليبيا غير معروف من القضايا الإقليمية

يبقى موقف ليبيا من النزاعات الإقليمية والدولية مجهولاً لدى معظم المواطنين، ولا توجد بيانات رسمية توضح الرؤية الدبلوماسية تجاه مثل هذه الأمور الحساسة. دبلوماسية ليبيا بهذا الشكل تخسر فرصة في تعزيز صوتها العالمي، إذ يفتقر الجمهور إلى معلومات دقيقة عن المفاوضات أو التحالفات الممكنة. الخميسي يشير إلى أن هذا الغموض يعيق بناء علاقات قوية مع الدول المجاورة، ويجعل السياسة الخارجية تبدو عشوائية، بعيدة عن الاستراتيجية الطويلة الأمد التي تحتاجها البلاد لاستعادة مكانتها.

تناقض بين التصريحات والأرقام الرسمية

في أبريل الماضي، أعلن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة عن تقليص 25 بعثة دبلوماسية ليبية خارجية، لكن بيانات البنك المركزي تكشف الصورة الحقيقية من خلال ارتفاع إنفاق المرتبات للعاملين في الخارج إلى 165 مليون دولار. دبلوماسية ليبيا هنا تظهر تناقضًا واضحًا، حيث لا تتوافق الإجراءات المعلنة مع الواقع المالي، مما يثير تساؤلات حول مصداقية الإصلاحات. هذا الاختلاف يعمق الشعور بالفوضى في الإدارة الخارجية، ويحول دون تحقيق أي توفير حقيقي للموارد.

الجانب التفاصيل
عدد البعثات 141 بعثة خارجية
الإنفاق السنوي أكثر من نصف مليار دولار
دول بدون تأشيرة أقل من 39 دولة
إنفاق المرتبات 165 مليون دولار

دبلوماسية ليبيا تحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية لاستعادة دورها الفعال، مع تعزيز الشفافية وتوفير قيادة قوية، لتلبية احتياجات الشعب في عالم معقد مليء بالتحديات.