قفزة 102% للفضة منذ بداية 2025.. توقعات صعود مستمر

صعود الفضة يصل إلى ذروة غير مسبوقة، حيث لامس سعر الأوقية 58.39 دولارًا اليوم، مكملًا بذلك الارتفاع السريع بنسبة 6% يوم الجمعة الذي أوصلها إلى رقم قياسي. يستمر هذا الزخم لليوم السادس تتاليًا، مع تضاعف قيمتها هذا العام بنسبة تفوق 60%، متجاوزًا بذلك الذهب نفسه. في يوم الاثنين، ارتفعت بنسبة 2.4% لتتداول حول 51 دولارًا صباحًا بلندن، بينما قفزت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 4.5% إلى 49 دولارًا بعد قمة ليلية بلغت 58.61 دولارًا.

كيف ساهم نقص الإمدادات في صعود الفضة المتسارع

شهدت أسواق الفضة تدفقًا هائلاً للمعدن إلى لندن خلال أكتوبر، محاولًا تهدئة أزمة تاريخية في أكبر مركز تداول عالمي، لكن ذلك زاد الضغط على المراكز الأخرى؛ فقد انخفضت مخزونات بورصة شنغهاي إلى أدنى مستوياتها في نحو عقد. ما زالت تكلفة اقتراض الفضة لشهر واحد مرتفعة بشكل ملحوظ، مما يعكس التوتر المستمر. أوضح دانيال هاينز، الخبير في استراتيجية السلع بمجموعة ANZ، أن الأسواق تشعر بنقص عالمي ناتج عن الضغط الأخير في لندن، ومع تراجع الاهتمام بالذهب قليلًا، انتقل المستثمرون نحو الفضة كبديل جذاب. هذا التحول يعزز من استمرار صعود الفضة، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الإمدادات المحدودة في مواجهة الطلب المتسارع.

توقعات خفض الفائدة تدفع صعود الفضة إلى الأمام

استفادت الفضة والذهب معًا من التوجه نحو الاستثمارات الآمنة أمام التقلبات في أسواق المال العالمية، لكن الفضة برزت أكثر بسبب الاختلال بين العرض والطلب الأساسي. أفاد بول سيمس، رئيس إدارة المنتجات المتداولة في Invesco لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في حديث مع CNBC يوم الجمعة، بأن الاهتمام بالفضة ازداد بعد أن تجاوزت نسبة الذهب إلى الفضة 100 مرة، مشيرًا إلى أن مثل هذه النسبة في هذا القرن حدثت فقط خلال الجائحة وأعقبتها تصحيحات حادة. في الوقت ذاته، أشعلت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر دفعة إضافية لصعود الفضة؛ إذ تسعّر الأسواق خفضًا بنصف نقطة مئوية كاملًا، مدعومًا بضعف سوق العمل الأمريكي والتصريحات المتساهلة من مسؤولي الفيدرالي الأسبوع الماضي. أضاف ديفيد ويلسون، مدير استراتيجية السلع في BNP Paribas، أن الحركة الأخيرة جاءت من المضاربة السريعة، حيث جذب الزخم الصعودي المزيد من الاستثمارات.

لتوضيح العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع، إليك قائمة بالعناصر البارزة:

  • نقص الإمدادات العالمية الناتج عن الضغط في مراكز التداول الرئيسية.
  • زيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط التقلبات الاقتصادية.
  • تجاوز نسبة الذهب إلى الفضة لمستويات نادرة فوق 100 مرة.
  • توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر القادم.
  • تدفقات قوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالفضة بعد جني الأرباح في أكتوبر.
  • ارتفاع أسهم شركات التعدين المرتبطة بالفضة في الأسواق الدولية.

مخاطر التعريفات والنسب الفنية تعزز زخم صعود الفضة

أصبح المتداولون يتابعون عن كثب إمكانية فرض تعريفات على الفضة، بعد إدراجها في قائمة المعادن الحيوية للمسح الجيولوجي الأمريكي الشهر الماضي؛ فالخوف من علاوة إضافية في الولايات المتحدة قد يردع التصدير، مما يشدد الضغط على السوق العالمية ويعطي الفضة فرصة للارتفاع أكثر. شهد الشهر الماضي زيادة في اهتمام المستثمرين، مع تسارع التدفقات إلى الصناديق المتداولة بعد مرحلة جني الأرباح. كما شهدت أسهم شركات تعدين الفضة انتعاشًا يوم الاثنين، حيث قفزت بعضها في أستراليا بنسبة 21%، وأخرى بنحو 13%، بينما ارتفع سهم مدرج في هونغ كونغ بنسبة 14% قبل تراجع جزئي. يرى ويلسون أن التركيز يجب أن ينصب على انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة إلى ما يقارب 70، وهي نسبة تشير إلى عدد الأوقيات من الفضة اللازمة لشراء أوقية ذهب؛ فالمراقبون ينتظرون مدى تفوق الفضة على الذهب في السعر.

لتلخيص التغيرات الأخيرة في الأسعار، إليك جدولًا مبسطًا:

اليوم السعر (دولار/أوقية)
الجمعة قمة قياسية بنحو 6% ارتفاع
الاثنين صباحًا 51 دولارًا (ارتفاع 2.4%)
عقود نيويورك 49 دولارًا (ارتفاع 4.5%)
قمة ليلية 58.61 دولارًا

مع استمرار هذه الديناميكيات، تبقى الفضة تحت الأنظار كخيار استثماري حيوي في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة.