رواد التواصل ينتقدون: “الكعبة للعبادة مش الدعا” بعد دعاوى أسرية مثيرة

فيديوهات الدعاء انتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من التفاعلات والآراء المتنافرة؛ فقد شاهد الكثيرون مقاطع تظهر فيها امرأة تتحدث عن معاناتها مع ابنها الجاحد، فتدعو عليه بكلمات حادة تعبر عن ألمها العميق، بينما في فيديو آخر تروي زوجة قصتها مع الظلم الذي تعرضت له من زوجها، محملة كلماتها بالغضب والاستياء.

انتشار فيديوهات الدعاء وتأثيرها على الجمهور

أصبحت فيديوهات الدعاء جزءاً من الترندات اليومية على إنستغرام وتيك توك وتويتر، حيث يشارك المستخدمون تجاربهم الشخصية في لحظات الغضب أو اليأس؛ فالأم في الفيديو الأول، التي تبدو وجهها يعكس سنوات من التضحية، تكشف عن رفض ابنها لمساعدتها بعد أن كانت قد بذلت جهوداً كبيرة في تربيته، مما دفعها إلى اللجوء إلى الدعاء كوسيلة للتعبير عن إحباطها. أما الزوجة، فقد وصفت معاملة زوجها المهينة التي جعلت حياتها جحيماً يومياً، فاستخدمت الكاميرا لتصفح مشاعرها المكبوتة. هذه المقاطع لم تقتصر على التعبير الشخصي، بل أثارت نقاشات واسعة حول حدود الخصوصية في العالم الرقمي، إذ يرى البعض أن مشاركة مثل هذه اللحظات تعزز الشعور بالعدالة، بينما يحذر آخرون من مخاطر التصعيد العاطفي الذي قد يؤدي إلى خلافات أكبر.

الجدل المثار حول فيديوهات الدعاء العلني

شهدت تعليقات المتابعين تنوعاً كبيراً في وجهات النظر، حيث انتقد الكثيرون قرار النساء بتصوير هذه الدعوات العلنية؛ فواحد من المعلقين، الذي شارك قصته الطويلة، أكد أن وسائل التواصل ليست مكاناً مناسباً لمثل هذه التصريحات، معتبراً إياها مخالفة لروح الدعاء الحقيقي الذي يجب أن يكون سراً بين العبد وربه. روى هذا الشخص كيف تعرض لظلم أكبر من ذلك، فقد سُلب ممتلكاته وأولاده وحقه، لكنه اختار الدعاء في الأماكن المقدسة بدلاً من الإفصاح العلني. زاره السعودية مرتين، وقف أمام الكعبة المشرفة، ولم ينطق بكلمة لعنة، بل طلب العوض والحماية من الله، متمنياً التعويض عن ماضيه المؤلم. يرى هذا النوع من التعليقات أن فيديوهات الدعاء قد تتحول إلى أداة لجذب المتابعين أكثر من كونها تعبيراً صادقاً، مما يثير تساؤلات حول نوايا المشاركين الحقيقية في عصر الشهرة الرقمية.

كيف تتعامل مع فيديوهات الدعاء في التواصل الاجتماعي

في ظل انتشار فيديوهات الدعاء، ينصح الخبراء ببعض الخطوات للتعامل مع مثل هذه المحتويات بوعي؛ يجب على المستخدمين التحقق من مصداقية الفيديو قبل التفاعل، فالعديد منها قد يكون مُفبركاً لأغراض ترويجية. كما يُفضل عدم الرد بعواطف مشحونة، بل التركيز على دعم الضحايا من خلال نصائح إيجابية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنصات تحسين خوارزمياتها للكشف عن المحتوى العاطفي السلبي، وتشجيع الدعاء الخاص كأداة للشفاء النفسي بدلاً من العلني الذي قد يعمق الجراح.

• تحقق من سياق الفيديو من خلال البحث عن تفاصيل إضافية قبل الحكم.
• شجع على الدعاء السري لتجنب التصعيد العام.
• قدم دعماً نفسياً للأشخاص المعنيين عبر رسائل خاصة.
• تجنب مشاركة فيديوهات الدعاء إذا كانت تثير كراهية أو عنفاً.
• استشر متخصصين إذا كان الفيديو يعكس مشكلة حقيقية تحتاج تدخلاً قانونياً.

مع تزايد الوعي بمخاطر فيديوهات الدعاء، يبقى التركيز على بناء مجتمعات رقمية أكثر إيجابية، حيث يساعد الدعاء الحقيقي في الشفاء دون إثارة الفتنة.