استراتيجية سعودية.. استثمار التعليم يعد قوة عاملة جاهزة لـ2026

الاستثمار في التعليم السعودي يمثل ركيزة أساسية لتعزيز القدرات البشرية في المملكة، خاصة أمام التحولات السريعة التي يشهدها القطاع نحو أساليب أكثر فعالية وشمولا؛ ففي مؤتمر الاستثمار التعليمي بمدينة الرياض، أبرز ماجد المطيري، الرئيس التنفيذي لشركة المسار الشامل، كيف يساهم هذا الاستثمار في صياغة مهارات تلبي متطلبات المستقبل، مستندا إلى مبادئ رؤية 2030 التي حولت السعودية إلى مركز جذب للاستثمارات الإقليمية، مما يمهد لبرامج تعليمية حديثة تركز على الاندماج الاجتماعي والاستقلال الشخصي.

دور الاستثمار في التعليم السعودي بدعم الرعاية الخاصة

تُظهر شركة المسار الشامل كمثال نموذجي للابتكار في تقديم الخدمات التعليمية والرعائية الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أخذت في التوسع الأخير لمواجهة الطلب المتزايد على مبادرات تعزز التكامل الاجتماعي والتطور الفردي؛ فمن خلال ذراعها في التنمية البشرية، تشرف الشركة على 39 مركزًا تعليميًا ورعائيًا، إضافة إلى 14 مدرسة متخصصة وثلاث عيادات، وكلها نالت تصنيفًا عاليًا بدرجة +A من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حتى أواخر سبتمبر 2024، وتغطي خدماتها أكثر من 7950 طفلًا وشابًا وبالغًا منتشرين عبر أنحاء المملكة، مما يعبر عن التفاني في الحفاظ على معايير التميز ضمن إطار الاستثمار في التعليم السعودي الذي يؤكد على الشمولية والوصول العادل للجميع.

مناقشات المؤتمر حول مستقبل الاستثمار في التعليم السعودي

اجتمع المؤتمر الرابع للاستثمار في التعليم بالسعودية قادة الرأي والمنظمين والممارسين في الرياض، بهدف دفع اقتصاد المعرفة إلى الأمام وفق أهداف رؤية 2030؛ وفي جلسة بعنوان “من الطموح المحلي إلى الرؤية العالمية”، شرح المطيري آليات مساهمة الاستثمار في التعليم السعودي في تعزيز التعليم الخاص والجامعي، مع الإشارة إلى الإجراءات التنظيمية الحالية وإمكانيات التوسع، بالإضافة إلى ضرورة خلق بيئات تعليمية متميزة، خاصة مع الارتفاع في الاهتمام بالاستثمارات الخارجية التي تحفز النمو في القطاع، وقد غطت المناقشات اتجاهات الانتشار الدولي مقابل تعزيز التماسك المحلي، إلى جانب العناصر الدافعة للتدفقات عابرة الحدود.
في تلك الجلسة، ساهم خبراء بارزون في إثراء الحوار، ومن أبرزهم:

• أحمد وهبي، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة مصر للتعليم ومنصة سبارك التعليمية.
• شون كوت، نائب الرئيس الدولي والمدير العام لكلية نياجرا بالسعودية.
• هيلين بايك، مديرة مدرسة ماغدالن كولدج بأكسفورد.
• عائشة خضر، الشريك والرئيس المشارك للاستثمار في AKG Investment.
• الدكتور سامي الشويرخ، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز نمو للتعليم.
• هيثم أومزين، شريك في TPG.
• الدكتور بابلو فيتر، عضو مجلس الإدارة في أكاديمية رأس الخيمة والجامعة الأمريكية هناك.

التزام رؤية 2030 بالاستثمار في التعليم السعودي

يشدد المطيري على أن رؤية 2030 تسعى لصناعة مجتمع يضمن توزيعًا متوازنًا للخدمات المتخصصة، مع زرع مبادئ التعاطف والإلمام لدى المتعلمين لبناء أفراد قويين الاستقلال؛ فكل طفل يحق له فرصة الازدهار، ويمتد هذا الدعم إلى مساعدة الخريجين في الاندماج بسوق الشغل، مما يقوي الاقتصاد الوطني من خلال إنتاج الكفاءات داخليًا، وتتناغم جهود شركة المسار الشامل مع اللوائح التابعة لوزارة التعليم التي تفتح أبواب التعلم في إعدادات أقل صرامة، مدعومة ببرنامج التحول الوطني الذي يستهدف زيادة عدد الطلاب ذوي الهمم من 77575 إلى 200000، مع الثقة في تأثير التدخلات المبكرة الذي يظهر يوميًا، ومع تدفق الاستثمارات الإقليمية والعالمية، يصبح من الممكن دعم المزيد من الأسر لتحويل الخطط إلى إنجازات ملموسة.

بالإضافة إلى نشاطها البارز في السعودية، تمتلك المسار الشامل امتدادًا قويًا في الإمارات عبر مجموعة نما القابضة، التي تضم جامعات مثل ميدلسكس في دبي وأبوظبي وليوا، مما يجعلها أكبر كيان تعليمي عالٍ خاص هناك، وتخدم قرابة 28000 طالب في المنطقة لتعزيز رأس المال البشري.