خدمات الصوت المستنسخ تتسبب في زيادة احتيالات اليوم وكيفية الوقاية منها

احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي بات يشكل تهديدًا متصاعدًا للسلامة الرقمية والأمن المالي، خاصة مع التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ساهمت في تجاوز معظم طرق التحقق التقليدية، ما عدا كلمات المرور، وفقًا لما أعلنه سام ألتمان، رئيس شركة OpenAI، خلال تصريح أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ إذ حذر من دخول عالمنا في “أزمة احتيال” كبيرة ووشيكة.

كيف تكشف علامات احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي؟

يُعد احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي من أشكال الاحتيال الخطيرة التي تنتشر بسرعة، حيث يستخدم المحتالون منصات متطورة كـ ChatGPT لاستنساخ صوت أحدهم، وغالبًا ما يكون شخصًا مقربًا من الضحية، لإقناعه بتحويل أموال أو تقديم بيانات حساسة. في المملكة المتحدة، كشفت بيانات بنك Starling لعام 2024 أن نحو 28% من السكان تعرضوا لمثل هذه العمليات خلال العام الماضي، مما أدى إلى زيادة الجرائم المالية بنسبة 46% خلال الفترة نفسها. وفي تصريحاتها، أوضحت سارة لينيت خبيرة الجرائم المالية أن كثيرين يجهلون كيفية تمييز علامات هذا النوع من الاحتيال، وأبرزها:

• نبرة صوت غير طبيعية أو أكثر هدوءًا من المعتاد، تناقض الشخصية المتحدثة.
• ضوضاء خلفية غير معتادة أو توقفات غريبة في الكلام، تعطي انطباع عدم اتساق.
• تغير مفاجئ في طريقة النطق أو الأسلوب لا يتناسب مع المتحدث الأصلي.
• محتوى الطلب أو الرسالة لا يتماشى مع طبيعة المتحدث أو سياق العلاقة.

تحذر لينيت من الاستجابة لطلبات المال أو المعلومات الشخصية عبر الهاتف دون إجراء تحقق شامل، إذ يعد ذلك الأساس للحماية من الاحتيال.

أفضل الطرق لحماية نفسك من احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي

تتطلب مواجهة تهديد احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي وعيًا واسعًا وتطبيق استراتيجيات أمنية صارمة تحمي الأفراد من الوقوع ضحية، من بينها:

• إنشاء “عبارة أمان” سرية تجمع بين العائلة والأصدقاء، وتستخدم كوسيلة تحقق تشبه كلمات المرور، شرط أن تكون العبارة فريدة ولا يمكن التخمين أو العثور عليها إلكترونيًا.
• طرح أسئلة خاصة عند تلقي اتصالات تطلب معلومات حساسة، مثل ذكر مواقف وأحداث خاصة لا يعرفها أحد غير المتحدث الحقيقي.
• الحد من نشر البيانات الشخصية والمقاطع الصوتية والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يكفي المحتالين بضع ثوانٍ من التسجيل الصوتي لنسخ الصوت بدقة.
• اختيار قبول طلبات الصداقة أو المتابعة فقط من أشخاص معروفين جيدًا لتقليل احتمالات استهدافك من المحتالين.
• التوعية المستمرة ونشر المعلومات بين العائلة والأصدقاء كخط دفاع أول ضد الاحتيال، إذ يمكن للمعرفة الوقائية تقليل نسبة الوقوع في مثل هذه الفخاخ.

تأثير احتيال استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي والاتجاهات العالمية

تشير التقارير العالمية إلى أن الخسائر المالية الناتجة عن الاحتيال، خاصة بما يتعلق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استنساخ الصوت، تجاوزت في عام 2024 مبلغ 1.03 تريليون دولار عالميًا، وفقًا لتحليلات التحالف العالمي لمكافحة الاحتيال، وهو رقم يعكس سرعة انتشار هذا النوع من الجرائم وتطور أساليبها بشكل مقلق. كما يؤكد سام ألتمان أن الذكاء الاصطناعي أصبح يتفوق على الوسائل التقليدية للتحقق من الهوية، بما عدا كلمات المرور، مما يجعلنا أمام تحد كبير في الحفاظ على الأمن الرقمي والمالي على حد سواء، ويتطلب تطوير حلول أمنية مبتكرة تتماشى مع هذه التحديات المتجددة.

الذكاء الاصطناعي يحوي فرصًا هائلة لتحسين حياة البشر، لكنه في الوقت ذاته يشكل خطرًا مزدوجًا متناميًا يتطلب تضافر الجهود لتطوير أدوات تحقق جديدة تحمي الهوية الرقمية وتحول دون استغلال التقنيات لعمليات الاحتيال الصوتي وغيرها، مما يستدعي منا حذرًا متزايدًا وإجراءات وقائية مستمرة.