تفاصيل جديدة.. نموذج علمي يوضح انتشار الصوت في أجواء المريخ بدقة عالية

انتشار الصوت على المريخ يلعب دورًا أساسيًا في استكشاف تفاصيل الغلاف الجوي والتضاريس هناك، حيث يتبع آليات انتقال مختلفة جذريًا عن الأرض بسبب انخفاض كثافة الغازات والحرارة المتقلبة وتركيبة الهواء الفريدة. أعد باحثون أمريكيون دراسة حديثة تقدم نموذجًا متقدمًا لتتبع حركة الموجات الصوتية في هذه الظروف القاسية؛ وبهذا يتيح فهمًا أعمق لخصائص الكوكب الأحمر وتفاعله مع الإشارات الصوتية في بيئته الوعرة.

دور بيانات ناسا في صياغة نموذج انتشار الصوت على المريخ

استفاد العلماء من خزانة واسعة من المعارف لدى وكالة ناسا ليبنوا هذا النموذج، وتشمل هذه المعلومات وصفًا مفصلًا للغلاف الجوي والمناظر الطبيعية والتحولات الجوية اليومية، مثل خرائط سطحية بدقة تصل إلى متر واحد، وسجلات لتغيرات تركيب الغازات مع مرور الوقت، إضافة إلى إشارات زلزالية توضح كيفية امتصاص التربة للاهتزازات. هذا الجمع سمح بمراقبة مكثفة لكيفية انتقال انتشار الصوت على المريخ وسط الرياح المتقلبة والحرارة المتفاوتة؛ وبالتالي يرسم لوحة شاملة لسلوك الأصوات في ذلك الفضاء النائي. يؤكد هايدن بيرد، الطالب في جامعة يوتا، أن ربط مبادئ الفيزياء بالجيولوجيا وعلم الطقس ضروري للدقة، خاصة مع التفاعلات المعقدة التي قد تشكل تأثيرًا على المهمات الاستكشافية القادمة.

أسباب اختيار فوهة جيزيرو لدراسة انتشار الصوت على المريخ

ركز الفريق على فوهة جيزيرو تحديدًا لأنها تضم مسبار بيرسيفيرانس وطائرة إنجينيويتي، مما يجعلها مكانًا مناسبًا لاختبار انتشار الصوت على المريخ في الواقع. تتميز المنطقة بتلال مرتفعة وكثبان رملية تتحرك باستمرار، مع مصادر صوتية متنوعة من الأجهزة؛ يسمح النموذج بتتبع مسارات الموجات عبر هذه العقبات الطبيعية، حيث تتعرض لانعكاسات أو امتصاص فوري، ومن ثم يساعد في رسم خرائط أدق للسطح وتحسين خطط التنقل للمهمات الجديدة. أوضح بروفيسور تشارلي تشن، أحد المتورطين في الدراسة، أن هذا النهج يقدم حلولًا عملية للتعامل مع التعقيدات الصوتية في استكشاف الكواكب الأخرى.

التحديات البارزة أمام انتشار الصوت على المريخ

يواجه تسجيل الأصوات على المريخ عقبات فريدة بسبب الضغط الجوي المنخفض جدًا مقارنة بالأرض، وهيمنة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تأثيرات التباينات الجوية والرياح العاتية والحرارة المتغيرة يوميًا. يحلل النموذج هذه العناصر بعمق، مما يتيح التقاط إشارات صوتية تكشف عن حركات الهواء أو العواصف الغبارية؛ ومن أبرز هذه التحديات الرئيسية ما يلي:

  • الضغط الجوي المنخفض يبطئ سرعة انتقال الموجات الصوتية بشكل ملحوظ.
  • تركيب الغازات يعدل الترددات، فيجعل الأصوات أكثر عمقًا وأقل وضوحًا.
  • الرياح القوية تخلق تداخلات صوتية صعبة التمييز.
  • الاختلافات الحرارية تؤثر على كثافة الهواء، مما يعرقل الانتشار الثابت.
  • التربة المسامية تبلع الاهتزازات بسرعة أعلى مما يُتوقع.

يساهم هذا الفحص في الكشف عن اضطرابات الجو، كما يبرز الجدول التالي الاختلافات بين المريخ والأرض:

العامل على المريخ على الأرض
الضغط الجوي منخفض للغاية (أقل من 1%) قياسي حوالي 1013 مليبار
تركيب الهواء غالبًا ثاني أكسيد الكربون نيتروجين وأكسجين رئيسيًا
تأثير الرياح تشويش سريع التغير أقل حدة عادة
تباين الحرارة من -60 إلى 20 درجة يوميًا أقل تقلبًا يوميًا

يمهد هذا النموذج لتطوير مستشعرات صوتية متقدمة في المهام الفضائية، مع دعم التنقل في المناطق الوعرة، ويشدد تشن على أهمية الدراسات الصوتية في فهم الأجواء الكونية المعقدة، إذ تكشف تفاصيل تفوق الطرق التقليدية.