تحديات عنيفة في التريند.. بيئة رقمية تهدد أطفالاً دون 12 عاماً

امتلاك الأطفال للهواتف الذكية قبل سن الثانية عشرة أصبح مصدر قلق يتزايد يوماً بعد يوم، خاصة مع شهادات الأمهات التي لاحظن تحولات مفاجئة في سلوك أبنائهن؛ فبعضهن يصفن أطفالهن بأنهم يغرقون في عالم افتراضي يبعدهم عن الواقع المحيط، بينما يعانين من نوبات غضب غير مبررة ترتفع مع الاستخدام اليومي. وفي الوقت نفسه، يحذر الأطباء والمتخصصون من تفاقم هذه الظاهرة، مشددين على ضرورة تدخل تشريعي فوري للحد من الآثار الضارة على الصحة النفسية والتطور الإدراكي، حيث أظهرت الدراسات أن الدماغ في هذه المرحلة العمرية حساس للغاية تجاه التحفيز الرقمي المكثف.

كيف يؤثر امتلاك الأطفال للهواتف الذكية على حياتهم اليومية

تحكي الأمهات قصصاً شخصية تكشف عن التناقض الذي يعيشه الأطفال بين الذكاء الطبيعي والانفصال المفاجئ؛ فمثلاً، وصفت موزة المزروعي ابنها عبيد، البالغ عشر سنوات، بأنه يفقد تركيزه تماماً بعد ساعات من التصفح، إذ يتجاهل الأسئلة البسيطة ويبتعد عن التفاعل الأسري، ليعود حيوياً فور ابتعاده عن الشاشة. وأضافت فاطمة إبراهيم المعيني أن طفلها راشد بدأ يظهر عصبية شديدة، تصل إلى الاعتداء على أخته الصغيرة للحفاظ على الجهاز، مما دفعها إلى فرض حظر تام على الاستخدام. أما أم أخرى، فهي ترصد الاتجاهات الرائجة على وسائل التواصل لتجنب تعرض طفلها للتحديات الخطرة التي قد تؤدي إلى حوادث، مشيرة إلى إعجابه الزائد بالمحتوى العنيف الذي يغريه بتجربته دون وعي بالمخاطر.

التأثيرات العلمية لاستخدام الأطفال للهواتف الذكية المبكر

يؤكد الدكتور إبراهيم علام، استشاري أمراض الأعصاب، أن امتلاك الأطفال للهواتف الذكية قبل سن الثانية عشرة يعرض الدماغ لتحفيز مفرط يعطل نموه الطبيعي؛ فالفص الجبهي، المسؤول عن التحكم في الانفعالات واتخاذ القرارات، لا يزال في طور التكوين، مما يجعل الإشعارات المتواصلة ترفع مستويات الدوبامين بشكل غير متوازن، فتؤدي إلى إدمان سلوكي وتقليل القدرة على التركيز. وأوضح أن الدراسات تثبت تأثيراً مباشراً على الحُصين، الذي يدير الذاكرة والتعلم، وعلى اللوزة الدماغية لتنظيم العواطف؛ حيث يضعف التنقل السريع بين التطبيقات القدرة على التعمق في المعرفة، ويزيد من التوتر المزمن الذي يظهر لاحقاً كقلق أو اكتئاب. كما أشارت الدكتورة بونم سي أواتاري إلى أن نقص النوم بسبب السهر على الهاتف يرفع خطر الاكتئاب بنسبة 30%، ويقلل الأداء الدراسي بنحو 20%، مع زيادة القلق بنفس النسبة تقريباً.

  • انخفاض التركيز والانتباه بنسبة تصل إلى 20% بعد التعرض اليومي للشاشات.
  • ارتفاع مستويات القلق والعصبية بنسبة 30% مرتبطة بضعف النوم.
  • ضعف الذاكرة العاملة وصعوبة التحكم في الاندفاعات لدى الأطفال المعرضين.
  • ميل متزايد نحو العزلة الاجتماعية مع الإدمان على المحتوى الرقمي.
  • زيادة تعرضهم للتنمر الإلكتروني بنسبة 18%، وفقاً للإحصاءات الأخيرة.

دور التشريعات في مواجهة مخاطر امتلاك الأطفال للهواتف الذكية

يشدد الخبراء، مثل الدكتور سامح عبدالعظيم، على أن الإرشادات الصحية لتقليل وقت الشاشات ليست مجرد نصيحة، بل ضرورة للحفاظ على التطور الجسدي والذهني؛ فالأطفال في هذه السن لا يملكون القدرة على تنظيم الاستخدام، مما يعرضهم لمحتوى عنيف أو خادش للحياء، بالإضافة إلى التحديات الرائجة التي قد تهدد سلامتهم الجسدية. ويؤيد الدكتور جاسم المرزوقي سن قوانين تحد من الامتلاك المبكر، معتمداً على تكامل دور الأسرة في وضع الضوابط، والمدارس في التوعية الرقمية، والجهات الرسمية في فرض سياسات مثل تقييد البيع للأطفال دون السن المحددة. أما المستشار القانوني طارق درديري، فيؤكد أن قانون وديمة يلزم الآباء بحماية الطفل من التهديدات الرقمية، ويقترح إلزام الشركات بإعدادات أمان افتراضية غير قابلة للتعديل بسهولة، مع غرامات على المخالفين.

الإحصائية النسبة
استخدام الأطفال (8-12 عاماً) للهواتف يومياً 72%
مراجعة الآباء للنشاط الرقمي بانتظام 43%
حاجة الأسر لإدارة أفضل للوقت 42%
زيادة التنمر الإلكتروني 18%

كشفت إحصاءات مجلس الأمن السيبراني في الإمارات ارتفاع استخدام الهواتف بين الأطفال، مما يعزز الحاجة إلى توازن بين التكنولوجيا والحماية؛ فالمرشدة فاطمة إبراهيم البلوشي ترى أن الضوابط القانونية مع التوجيه الأسري تبني جيلاً آمناً، يتجنب مخاطر العالم الرقمي دون حرمان تام.