السعودية تسحب قواتها من قصر عدن الرئاسي ومواقع حيوية أخرى 2025

انسحاب القوات السعودية من اليمن يمثل تحولاً ملحوظاً في الديناميكيات الأمنية جنوب البلاد؛ حيث أكد مصدر حكومي يمني، في تصريح أدلى به يوم السبت الموافق السادس من ديسمبر، أن المملكة العربية السعودية أنهت وجودها العسكري الكامل داخل قصر معاشيق الرئاسي بعدن، العاصمة المؤقتة، بالإضافة إلى عدة مواقع أخرى غير محددة. هذا الانسحاب يعكس نهاية مرحلة من الدعم المباشر الذي استمر لسنوات، وسط تطورات سياسية وعسكرية متسارعة في المنطقة.

أسباب انسحاب القوات السعودية واستبدالها بقوات محلية

لم يحدد المصدر الرسمي أسباب الانسحاب بشكل مباشر، لكنه أشار إلى أن الرياض ربما وصلت إلى قناعة بأن الوجود العسكري المباشر لم يعد ضرورياً، خاصة بعد إكمال برامج التدريب والتسليح لقوات يمنية محلية. من أبرز هذه القوات “درع الوطن”، التي أُسست في عام 2023 تحت إمرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة في الجانب الحكومي. خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت هذه القوات في نقاط استراتيجية بمحافظتي المهرة وحضرموت شرق اليمن، مما يعزز من قدرة الحكومة المعترف بها دولياً على السيطرة الأمنية دون الاعتماد الكلي على التحالف الخارجي. هذا التحول يأتي في سياق محادثات إقليمية طويلة الأمد، حيث سعت السعودية إلى تقليل مشاركتها العسكرية تدريجياً لتجنب التورط الدائم.

دور قوات درع الوطن في تعزيز الاستقرار الأمني

قوات درع الوطن ليست مجرد وحدة عسكرية جديدة؛ بل تمثل خطوة نحو بناء قدرات محلية مستقلة، حيث ركز التدريب السعودي على مهارات الدفاع والحماية. تحت قيادة العليمي، أصبحت هذه القوات مسؤولة عن حماية المواقع الحساسة، بما في ذلك القصور الرئاسية والمنشآت الاستراتيجية. انتشارها الأخير في الشرق اليمني يشير إلى تنسيق مع الجهات الحكومية لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، ويقلل من الحاجة إلى القوات الأجنبية. ومع ذلك، يثير هذا الانتشار تساؤلات حول كيفية تفاعلها مع الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة.

في الوقت نفسه، يشهد الجنوب اليمني تصعيداً سياسياً؛ إذ أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم السبت، عن بدء اعتصام مفتوح في محافظة حضرموت لدعم خيار الانفصال وإقامة “الدولة الجنوبية”. محمد عبد الملك الزبيدي، رئيس الفرع المحلي في وادي وصحراء حضرموت، أكد في كلمة مصورة أن الاعتصام سيبدأ من فجر الأحد في مدينة سيئون، ويستمر على مدار الساعة حتى تحقيق المطالب. كما أعلن عن اعتصام متزامن في المكلا، عاصمة المحافظة، داعياً أنصاره إلى المشاركة الفعالة تحت شعارات الحرية والاستقلال. تأسس المجلس الانتقالي عام 2017، وهو يسيطر حالياً على عدة محافظات جنوبية، مطالبًا بالانفصال عن الشمال لاستعادة الدولة الجنوبية السابقة. هذا التحرك يضغط على دول التحالف العربي بقيادة السعودية، والمجتمع الدولي، لاحترام إرادة الشعب الجنوبي، وسط مخاوف من تفاقم التوترات الأمنية.

سيطرة قوات موالية على حقول النفط في حضرموت

قبل يومين، أعلنت قوات النخبة الحضرمية، الموالية للمجلس الانتقالي، سيطرتها على حقول النفط في هضبة حضرموت، بعد خلافات داخلية بين قادة المجاميع المسلحة. هذه الخطوة جاءت بعد سيطرة قوات حماية حضرموت، التابعة لحلف قبائل حضرموت، على المنشآت قبل أسبوع تقريباً، مما يعكس تصعيداً عسكرياً داخلياً. الآن، أصبح المجلس الانتقالي شبه مسيطر على المحافظة بأكملها، التي تمثل ثلث مساحة اليمن وتحتوي على موارد نفطية حيوية. لفهم هذه التطورات، يمكن الرجوع إلى الجدول التالي الذي يلخص الجهات الرئيسية:

أما بالنسبة لتفاصيل الاعتصام، فإن المجلس حدد عدة خطوات لتنفيذه بفعالية، تشمل:

• التجمع في سيئون والمكلا من فجر الأحد، مع الالتزام بالشعارات الرئيسية.
• الضغط على دول التحالف والأمم المتحدة للاعتراف بإرادة الجنوب.
• تنظيم الدوريات الأمنية لضمان سلامة المشاركين طوال اليوم.
• نشر بيانات يومية لتوثيق التطورات وجذب الدعم الدولي.
• التنسيق مع القبائل المحلية لتوسيع النطاق الشعبي.

هذه الأحداث ترسم صورة معقدة للوضع في اليمن، حيث يتداخل الانسحاب السعودي مع الطموحات الانفصالية، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي في الأشهر القادمة.