صفقة كبرى.. استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز يثير تساؤلات حول سي إن إن

استحواذ نتفليكس على وارنر صفقة هزت عالم الإعلام، حيث أعلنت الشركة عن استحواذها على وارنر براذرز ديسكفري مقابل 83 مليار دولار يوم الجمعة، مما أثار تساؤلات فورية حول مصير شبكة سي إن إن، التابعة تاريخيًا لوارنر، إذ لم تشملها الصفقة مباشرة، وأصبحت جزءًا من كيان مستقل يواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة في عصر التدفق الرقمي.

التغييرات الهيكلية بعد استحواذ نتفليكس على وارنر

في إطار هذه الصفقة الكبرى، سيتحول هيكل الشركات بشكل جذري، حيث يدخل استحواذ نتفليكس على وارنر مرحلة فصل سي إن إن عن الجسم الرئيسي، لتصبح ضمن مجموعة “ديسكفري غلوبال” المستقلة، التي تضم قنوات مثل تي إن تي سبورتس وديسكفري تشانل، إلى جانب شبكات أخرى كفود نتورك وبليشر ريبورت؛ وفقًا لتصريحات ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذي لوِارنر، فإن هذا الفصل سيكتمل قبل الربع الثالث من العام القادم، وسط تراجع مشاهدات التلفزيون التقليدي، حيث تتخلف سي إن إن عن منافسيها مثل فوكس نيوز وإم إس إن بي سي المعروفة الآن باسم إم إس ناو، مما يجعل الاستقلال هذا خطوة حاسمة نحو إعادة الترتيب الإعلامي.

تحديات اقتصادية تواجه سي إن إن خارج استحواذ نتفليكس على وارنر

مع فصل سي إن إن عن استحواذ نتفليكس على وارنر، تبرز تحديات مالية واضحة، إذ يرى الخبراء أن هذا الكيان الجديد سيواجه ضغوطًا بسبب انخفاض الإيرادات من الإعلانات التقليدية، وفقدان سي إن إن لدعم الإنتاج السينمائي الذي كان يعود بالفائدة السابقة؛ تامي مادسن، أستاذة الإدارة في جامعة سانتا كلارا، وصفت هذا الفصل بأنه “عبء مالي يتنكر كاستقلال تحريري”، مشيرة إلى أن قيمة الشبكة تحولت من مؤسسة إخبارية عالمية إلى هدف سياسي محدود الموارد، خاصة مع صغر حجم ديسكفري غلوبال مقارنة بالشركة الأم، مما يزيد التركيز على الأداء المالي لكل وحدة، ويجبر الإدارة على إعادة هيكلة الميزانية لعام 2026 التي تشهد زيادة طفيفة رغم الظروف.

رؤى الخبراء والموظفين حول فوائد الاستقلال من استحواذ نتفليكس على وارنر

رغم التحديات، يعبر خبراء الصناعة وموظفو سي إن إن عن تفاؤل نسبي بمستقبل الشبكة بعد استحواذ نتفليكس على وارنر، إذ يؤكد جيريمي غولدمان من شركة إي ماركيتر أن عدم انضمامها إلى “حفلة نتفليكس” يمثل فرصة للتركيز على التحول الرقمي دون عبء التدفق الفوري، حيث أصبحت ميزانيتها مستقرة وغير عرضة للتقاذف السياسي؛ وفي استطلاعات داخلية، أعرب موظفون عن ارتياحهم تجنب اندماج محتمل مع سكاي دانس باراماونت، الذي كان يهدد بتغييرات جذرية كالتسريحات والصدامات الثقافية، مشابهة لما حدث في شبكة سي بي إس تحت إدارة باري فايس بعد استحواذ ديفيد إليسون عليها، والذي دافع عنه بشدة رغم مخاوف التسييس، مما يمنح سي إن إن اليوم مساحة لرسم مسارها الخاص.

لتوضيح الاختلافات في هيكل الشبكات بعد الصفقة، إليك جدولًا بسيطًا يقارن بين سي إن إن والكيانات المرتبطة:

الشبكة الوضع بعد الصفقة
سي إن إن جزء من ديسكفري غلوبال، تركيز على الرقمي
تي إن تي سبورتس مدمجة في ديسكفري غلوبال، دعم رياضي
ديسكفري تشانل تحت ديسكفري غلوبال، محتوى تعليمي
فود نتورك شبكة مستقلة في الكيان الجديد، برامج طعام

من بين الخطوات الرئيسية التي تخططها سي إن إن لتعزيز استقلالها، يبرز التركيز على التحول الرقمي من خلال:

  • إطلاق خدمة اشتراك رقمي جديدة في أكتوبر، لزيادة الوصول عبر الإنترنت.
  • إعادة توزيع الموارد لتعزيز الإنتاج الإخباري المستقل.
  • تعزيز الشراكات مع منصات رقمية لمكافحة تراجع المشاهدة التقليدية.
  • تطوير برامج تدريبية للموظفين على التقنيات الرقمية الحديثة.
  • مراقبة الأداء المالي لضمان الاستقرار في ميزانية 2026.

في رسالة لفريقه يوم الجمعة، أكد مارك تومبسون، الرئيس التنفيذي لسي إن إن، ثقته في الاستراتيجية الحالية، مشيرًا إلى أن هذا الاستقلال يفتح طريقًا لتحول ناجح، رغم استمرار الضجيج الإعلامي حول بيع الشركة الأم.