قفزة جديدة للذهب في اليمن.. 200 ألف ريال للجرام بعدن

أسعار الذهب في اليمن تتجاوز الحدود المتوقعة، حيث يصل سعر الجرام الواحد إلى 200 ألف ريال يمني في أسواق عدن وصنعاء؛ هذا الارتفاع السريع يعكس واقعًا اقتصاديًا معقدًا، يجعل الشراء يعادل راتب موظف حكومي لستة أشهر كاملة. يتسارع السعر كل ساعة، مما يثير الذعر بين التجار والمواطنين، ويغير مسار الادخار التقليدي؛ اليوم، أصبح الذهب ليس مجرد مجوهرات، بل ضرورة للحفاظ على الثروة في ظل الانهيار النقدي.

كيف وصلت أسعار الذهب في اليمن إلى مستويات قياسية؟

في أسواق عدن وصنعاء، يتراوح سعر جرام الذهب عيار 21 بين 192 ألف و200 ألف ريال، مع فجوة تصل إلى 8 آلاف ريال بين الشراء والبيع، وهي تعادل أجر أسبوعي كامل لموظف؛ يصف يوسف، أحد التجار، الحركة اليومية بأنها “تحريكات مجنونة تتجدد كل ساعة”، حيث يتردد المشترون تحت أضواء المتاجر بتوتر واضح. أما أم محمد، ربة منزل من صنعاء، فتعبر عن صعوبة الظروف بقولها إنها لم تعد قادرة على توفير طقم ذهب لابنتها العروس، إذ تحولت الأسعار إلى أرقام بعيدة المنال تمامًا. هذا الواقع يبرز كيف أصبحت أسعار الذهب في اليمن مؤشرًا حيًا للضغوط اليومية، حيث يتجنب الكثيرون الاقتراب من الأسواق خوفًا من الخسارة الفورية.

دور الأزمة الاقتصادية في دفع أسعار الذهب في اليمن

منذ اندلاع الأزمة اليمنية عام 2014، شهدت العملة المحلية انهيارًا بنسبة تفوق 400%، مما دفع أسعار الذهب في اليمن إلى قمم غير مسبوقة؛ الحرب والاضطرابات الاقتصادية أضفت طبقة أخرى من التعقيد، مشابهاً للأزمات الإقليمية السابقة التي أثرت على الأسعار. يحذر الدكتور عبدالله، خبير اقتصادي، من ظهور فقاعة في أسعار الذهب في اليمن، متوقعًا استمرار الارتفاع يوميًا إذا لم تتدخل عوامل خارجية؛ هذه الديناميكيات تجعل الذهب ملاذًا آمنًا للبعض، بينما يرى آخرون فيها تهديدًا مباشرًا للاستقرار المالي. في الوقت نفسه، يزداد الاعتماد على الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة، خاصة مع تراجع الثقة في العملة الورقية.

تأثيرات أسعار الذهب في اليمن على الحياة اليومية

يمتد تأثير الارتفاع في أسعار الذهب في اليمن إلى جوانب الحياة اليومية، حيث يضطر الناس إلى تعديل عادات الإنفاق وتأجيل المناسبات الكبرى مثل الأعراس؛ يبرز نمو تجارة الذهب المستعمل كحل بديل لعدم القدرة على شراء القطع الجديدة، مما يفتح أبوابًا للفرص بين الأثرياء الذين يستغلون التقلبات. تحذر الجهات المتخصصة من خطر انهيار هذه الفقاعة، كما حدث في حالات سابقة؛ فاطمة من عدن، على سبيل المثال، اضطرت لبيع مجوهرات جدتها لتمويل علاج ابنها، محققةً مبلغًا تفوق توقعاتها. لمواجهة هذا، يُنصح باتباع استراتيجيات استثمارية متنوعة.

للتعامل مع الارتفاع في أسعار الذهب في اليمن، يمكن اتباع هذه الخطوات الأساسية:

• تقييم الوضع المالي الشخصي أولاً، لتحديد القدرة على الاستثمار دون مخاطر كبيرة.
• البحث عن مصادر موثوقة للذهب المستعمل، حيث يوفر خيارات أقل تكلفة مقارنة بالجديد.
• تنويع الاستثمارات خارج الذهب، مثل العقارات أو العملات الأجنبية الآمنة.
• مراقبة الأخبار اليومية للأسواق، للكشف عن أي إشارات للانخفاض المحتمل.
• استشارة خبراء اقتصاديين قبل أي قرار شراء أو بيع.

مع اقتراب أسعار الذهب في اليمن من مستويات أعلى، يصبح التخطيط الذكي أمرًا حاسمًا للحفاظ على الاستقرار؛ سواء وصل السعر إلى مليون ريال أم لا، فإن التحرك المبكر يبقي الخيارات مفتوحة للجميع.