عمرها ملايين السنين: ناسا تلتقط فراشة عملاقة تتحرك على سطح المريخ

فوهة الفراشة على المريخ تبرز كصورة مذهلة أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية، حيث يشبه تصادم صخرة فضائية سطح الكوكب الأحمر بجناحي فراشة عملاقة؛ هذا الاكتشاف يفتح أبوابا لفهم أعمق لتاريخ المنطقة الجيولوجي، معتمدة على صور من مركبة مارس إكسبريس التي التقطت تفاصيل دقيقة في سهول إيدايوس فوساي الشمالية المنخفضة.

كيف نشأت فوهة الفراشة على المريخ؟

في منطقة إيدايوس فوساي، التقطت المركبة المدارية مارس إكسبريس هذه التشكيلة الاستثنائية التي تبدو ككائن حي يتفتح؛ الجسم الرئيسي لفوهة الفراشة على المريخ يأخذ شكلا بيضاويا، بينما يمتد حطام صخري في اتجاهين متقابلين يرسمان ملامح الجناحين البارزين، مما يجعل الصورة تبدو كلوحة فنية طبيعية. يقيس عرض هذه الفوهة حوالي عشرين كيلومترا من الشرق إلى الغرب، وخمسة عشر كيلومترا من الشمال إلى الجنوب؛ لكن السبب الرئيسي لهذا الشكل غير الدائري يكمن في مسار الاصطدام نفسه، إذ دخلت الصخرة الفضائية بسطح المريخ بزاوية حادة ومنخفضة، مما أدى إلى توزيع الحطام بشكل غير متساوٍ بدل الانتشار المتوازن الذي نراه عادة في الفوهات التقليدية. يؤكد علماء الوكالة أن هذا النوع من الاصطدامات النادرة يساعد في رسم خريطة أدق لكيفية تفاعل الأجسام السماوية مع سطح الكوكب الأحمر.

ما تكشفه فوهة الفراشة عن تركيب التربة المريخية؟

تتجاوز أهمية فوهة الفراشة على المريخ مجرد مظهرها الجذاب، إذ تكشف عن أسرار دفينة في طبقات التربة؛ الحطام المحيط بها يظهر سطحا ناعما ومستديرا بشكل ملفت، مما يوحي بأن الاصطدام وقع في منطقة مشبعة بالجليد المائي تحت السطح، حيث أدى الحرارة الشديدة الناتجة عن الصدمة إلى ذوبان هذا الجليد وتحويله إلى سائل طيني يتدفق بسرعة، مساهما في تشكيل تلك الامتدادات الشبيهة بالأجنحة. ويحافظ هذا الشكل على تماسكه عبر ملايين السنين، رغم التعرض لعوامل التآكل؛ بهذا الشكل، توفر فوهة الفراشة دليلا حياً على وجود موارد مائية سابقة، مما يعزز النظريات حول بيئة المريخ القديمة. لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل، يمكن تقسيم عوامل التشكل الرئيسية كالتالي:

  • زاوية الاصطدام المنخفضة التي أدت إلى توزيع غير متماثل للحطام.
  • وجود الجليد تحت السطح الذي تحول إلى طين سائل.
  • حرارة الصدمة التي شكلت الامتدادات الجانبية.
  • التأثيرات طويلة الأمد مثل الرياح والغبار التي حافظت على الشكل.
  • الخصائص الجيولوجية للمنطقة الشمالية المنخفضة.

التضاريس المحيطة بفوهة الفراشة وتاريخها البركاني

لا تقف صور فوهة الفراشة على المريخ عند حدودها الخارجية، بل تكشف عن مناظر محيطة غنية بالتفاصيل؛ هناك هضاب مسطحة ترتفع إلى أكثر من ألف متر، مع حواف مظلمة تعرض طبقات بركانية قديمة تكشف عن تاريخ نشاط بركاني مكثف في المنطقة، حيث تراكمت الحمم والرماد عبر فترات زمنية طويلة قبل أن تتعرض للتحلل والتآكل الناتج عن الظروف الجوية القاسية. وفقا لتحاليل الخبراء، تحتوي هذه الطبقات على عناصر مثل الحديد والمغنيسيوم، مما يرسم صورة حية لعصر بركاني سابق؛

العامل الجيولوجي الخصائص الرئيسية
الطبقات البركانية غنية بالحديد والمغنيسيوم، مسطحة القمة
الحواف المظلمة تكشف عن تآكل قديم وتراكم رماد
ارتفاع الهضاب يصل إلى 1000 متر أو أكثر

تُعد فوهة الفراشة نموذجا نادراً، مشابه لأخرى في هيسبريا بلانوم بالجنوب، وتساهم دراستها في فك رموز الاصطدامات المتنوعة والطبقات المخفية، مضيفة لمسات جديدة إلى قصة تطور المريخ.