تحذير فاو.. احتمال تحرك أسراب الجراد نحو مناطق زراعية رئيسية

تحرك أسراب الجراد يثير قلقًا دوليًا بعد إنذار صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فاو، الذي يحذر من انتشار سريع لهذه الأسراب في مناطق واسعة من آسيا وأفريقيا، مما قد يهدد المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي لملايين السكان، خاصة في ظل الظروف المناخية المتقلبة التي تساهم في تكاثر الحشرات بسرعة مذهلة.

أسباب تسريع تحرك أسراب الجراد حاليًا

تزداد شدة تحرك أسراب الجراد بفعل عوامل مناخية متعددة، مثل الأمطار الغزيرة التي أعقبت الجفاف في صحراء الصومال ومناطق شرق أفريقيا، حيث أدت إلى نمو سريع للنباتات التي تغذي الجراد، وفقًا لتقارير فاو الأخيرة؛ هذا التحرك لم يقتصر على الحدود المحلية بل امتد إلى اليمن والهند، مما يعيق الجهود الدولية للسيطرة عليه، كما أن الرياح القوية نقلت الأسراب باتجاه الشمال، مخاطرة بغزو أراضٍ زراعية جديدة في باكستان والسعودية، ويؤكد الخبراء أن هذا الانتشار يتجاوز الضوابط التقليدية بسبب التغير المناخي الذي يعزز من دورات تكاثر الجراد كل بضعة أسابيع.

التحديات الزراعية الناجمة عن تحرك أسراب الجراد

يواجه المزارعون صعوبات جمة أمام تحرك أسراب الجراد، إذ يمكن لهذه الكتل الضخمة أن تدمر مئات الهكتارات في ساعات قليلة، مما يهدد إنتاج الحبوب الأساسية مثل القمح والذرة في دول تعاني بالفعل من الجوع؛ في إثيوبيا وحدها، سجلت خسائر تصل إلى 200 ألف هكتار العام الماضي، وتتوقع فاو تفاقم الوضع إذا لم تُتخذ إجراءات فورية، بالإضافة إلى ذلك، يزيد التحرك من أسعار الغذاء عالميًا، مما يضغط على اقتصادات الدول النامية ويفاقم الأزمات الإنسانية في مخيمات اللاجئين.

استراتيجيات مكافحة تحرك أسراب الجراد

للحد من تأثيرات تحرك أسراب الجراد، تعتمد فاو على تنسيق دولي يشمل الرصد الجوي والمبيدات الحديثة، وفي هذا السياق، يُنصح بتعزيز التعاون بين الدول المعنية لمراقبة الحركة المبكرة؛ إليك خطوات أساسية يمكن اتباعها للسيطرة على الانتشار:

  • إجراء استطلاعات ميدانية أسبوعية للكشف عن بواقع الجراد في المناطق الرطبة.
  • استخدام طائرات بدون طيار لنشر المبيدات في المناطق النائية.
  • تدريب المجتمعات المحلية على الإبلاغ الفوري عن أي علامات تكاثر.
  • تعزيز الزراعة المقاومة بأصناف نباتية غير جذابة للجراد.
  • تبادل المعلومات عبر الشبكات الدولية للتنبؤ بالمسارات المحتملة.

هذه الإجراءات، إذا نفذت بفعالية، يمكن أن تخفف من الضرر بنسبة تصل إلى 70% حسب التقديرات.

لتوضيح التوزيع الجغرافي للخطر، إليك جدولًا يلخص المناطق الأكثر تضررًا:

المنطقة مستوى الخطر
شرق أفريقيا عالٍ جدًا
شبه الجزيرة العربية عالٍ
جنوب آسيا متوسط إلى عالٍ

يظهر هذا الجدول كيف يرتبط تحرك أسراب الجراد بالظروف الإقليمية، مما يستدعي استثمارات فورية في الوقاية.

مع تزايد الوعي الدولي، يبقى التركيز على بناء قدرات محلية لمواجهة مثل هذه التهديدات، حيث أثبتت الجهود الجماعية في الماضي فعاليتها في الحد من الانتشار قبل أن يصبح مدمرًا.