صعود دراماتيكي.. مدرب غامض يقود الريال لقب دوري الأبطال 2025

تشافي ألونسو يقف أمام اختبار مصيري مع ريال مدريد في لقائه أمام مانشستر سيتي؛ هذه المباراة قد تشكل اللحظة الأخيرة لمسيرته في النادي الملكي، الذي رحب به بآمال كبيرة عقب إنجازاته البارزة مع باير ليفركوزن، رغم تمكنه من اجتياز مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، إذ يثير تراكم الإخفاقات والتوترات الداخلية شكوكًا حول بقائه، فإدارة الريال لن تتسامح مع سلسلة الهزائم التي ألقت بظلالها على أداء اللاعبين منذ بداية توليه المهمة.

كيف أثرت صفقات تشافي ألونسو على أجواء الريال؟

سرعان ما انتشرت أنباء الإحباط داخل صفوف ريال مدريد، خاصة في صفقة ترينت ألكسندر أرنولد من ليفربول؛ أصر تشافي ألونسو على إبرام الصفقة لدعم الدفاع الخلفي، معتبرًا اللاعب عنصرًا حاسمًا للتنافس في مونديال الأندية الجديد، فدفع النادي عشرة ملايين جنيه إسترليني لإنهاء عقده قبل شهر من انتقال محتمل مجاني، مما أثار غضبًا شديدًا بين أعضاء الإدارة؛ كان يمكن تجنب هذه الخسارة المالية بتخطيط أكثر دقة، لكن اندفاع تشافي ألونسو حوّل الحماس إلى عبء يضغط على ميزانية الفريق، ولم يقدم أرنولد الأداء المأمول، مما زاد الضغط على المدرب خلال الاجتماعات العاجلة المتعددة، وأثار تساؤلات حول قراراته الأولى.

ما الذي أدى إلى تراجع أداء الريال تحت تشافي ألونسو؟

بدأ الموسم بإشراق تحت قيادة تشافي ألونسو، مع انتصارات أولية أعادت الحماسة للجماهير؛ لكن الفرحة تلاشت بسرعة بعد هزيمة الديربي أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة مذلة بخمسة أهداف، فأصبحت تلك المباراة نقطة اللاعودة التي أشعلت سلسلة من التراجعات، حيث سيطرت خسارات متتالية مع أخطاء دفاعية متكررة وفقدان السيطرة في وسط الملعب؛ لو لم يحدث فوز مفاجئ أمام برشلونة، لكان تشافي ألونسو قد غادر منذ فترة، إذ بدا اللاعبون مشتتين، والتكتيكات الناجحة في ألمانيا غير مناسبة لإيقاع الدوري الإسباني، مما دفع إلى تصريحات داخلية تشير إلى ضرورة تغيير كبير لاستعادة التوازن، وأكدت هشاشة الوضع الحالي رغم النجاح النسبي في أوروبا.

لتوضيح الخطوط الرئيسية لهذا التراجع، إليك أبرز الأحداث:

  • صفقة أرنولد المرتفعة التكلفة أحدثت خسائر مالية مباشرة.
  • هزيمة الديربي أمام أتلتيكو أثارت أزمة ثقة واسعة.
  • تسلسل الهزائم في الدوري الإسباني أضعف الموقف التنافسي.
  • اجتياز دور المجموعات في دوري الأبطال كان النجاح الوحيد المميز.
  • التوترات الداخلية بين الإدارة واللاعبين شدّت الضغط على تشافي ألونسو.
  • الفوز العرضي على برشلونة أرجأ القرار النهائي لفترة قصيرة.

هل يعيد تاريخ الريال بريقه بعد تشافي ألونسو؟

ربما يمثل رحيل تشافي ألونسو بداية لمرحلة إيجابية مع مدرب آخر، إذ يتخلل تاريخ النادي الملكي تحولات ناجحة أعادت الفريق إلى صدارة الكرة؛ في نوفمبر 1999، فصل جون توشاك عقب تعثر في دوري الأبطال، فتولى فيسنتي ديل بوسكي المهمة وعدّل الإعدادات ليؤهل الفريق إلى النهائي أمام ليفركوزن، محققًا اللقب بركلة جزاء حاسمة من زين الدين زيدان، الذي انتقل من يوفنتوس وأنهى مسيرته كلاعب بلحظة تاريخية، فمهدت له الطريق لنجاحاته اللاحقة كمدرب.

كررت التغييرات الجريئة تألق الريال، كما في يناير 2016 حين أقيل رافائيل بينتيز بعد ستة أشهر من توليه المنصب؛ تولى زيدان القيادة مستفيدًا من خبرته في تدريب الفريق الاحتياطي، فأعاد الثقة وفاز بلقب الأبطال بنهاية الموسم، متابعًا بثلاثة ألقاب متعاقبة أصبحت إرثًا أسطوريًا في البطولة الأوروبية، مما يبرز قدرة النادي على الانتعاش السريع.

لتلخيص هذه التحولات التاريخية، يقدم الجدول التالي المقارنة الرئيسية:

المدرب السابق المدرب الجديد
جون توشاك فيسنتي ديل بوسكي (فوز بلقب أبطال واحد)
رافائيل بينتيز زين الدين زيدان (ثلاثة ألقاب متتالية)

يحمل الريال في تاريخه دروسًا من الإخفاقات تحولها إلى انتصارات، مستعدًا لخطوة جديدة تحافظ على مكانته العريقة.