انفجار كوني قادم.. سماء الأرض تضيء نهارًا في 2025

V Sagittae يثير إعجاب علماء الفلك في كوكبة السهم بتغيراته السريعة الناتجة عن قوى جاذبية قوية، إذ يمثل هذا النظام النجمي الثنائي تهديدًا بتفجير هائل يتجاوز التوقعات؛ سيزيد إشعاعه لدرجة يُرى في وضح النهار كما في ظلام الليل، مُحوّلًا السماء إلى مشهد تاريخي يُدون في سجلات الملاحظات السماوية. يقع على بعد حوالي عشرة آلاف سنة ضوئية، ويُظهر آليات الابتلاع النجمي بوضوح؛ يضم قزمًا أبيض يشبه الشمس في قوته، مع رفيق أكبر يفقد محتوياته تدريجيًا تحت تأثير الجاذبية الشديدة، كما أظهرت أحدث الدراسات المنشورة في مجلة الجمعية الفلكية الملكية الشهرية.

مسار V Sagittae نحو الاقتراب الحاسم

يتقاسم النجمان في V Sagittae مدارًا مشتركًا قصيرًا يمتد 12.3 ساعة؛ خلال كل دورة، يقل المسافة بينهما ببطء لا رجعة فيه، مدفوعًا بسحب القزم الأبيض لشريكه الأكبر دون توقف. يتفوق هذا الابتلاع السريع على أي أمثلة سابقة في الأنظمة الثنائية المشابهة؛ فالقزم يجمع الغازات والجزيئات بدقة فائقة، مُبنيًا طبقات تثير تفاعلات نووية عنيفة. أشارت بحث من جامعة توركو في فنلندا إلى أن هذا الاقتراب سيصل إلى نقطة حاسمة تؤدي إلى الالتصاق الكامل؛ حيث يصطدمان، مُنتجين انفجارًا يُدعى مستعر أعظم، بإشراق يفوق الشمس آلاف الضعف، مُغيّرًا مظهر السماء لأسابيع أو شهور ممتدة. يُفسر بابلو رودريغيز، عالم في معهد الفيزياء الفلكية بجزر الكناري، المراحل الأولى كسلسلة من الانفجارات النووية الصغيرة؛ إذ تتراكم المواد على سطح القزم الأبيض، مُسببة ومضات نوفا متفرقة تجعل V Sagittae مرئيًا بدون أدوات في السنوات القريبة، قبل ذروة إضاءته النهائية التي تُسيطر على النجوم العادية.

العناصر الرئيسية في اندماج V Sagittae

يُشع V Sagittae أشعة سينية خفيفة كمصدر نادر، مُعبرًا عن نشاطه كنواة نووية في مدار ضيق؛ يحيط بالقزم الأبيض قرص من الغاز المسروق من الرفيق، مُحاطًا بهالة غازية تغطي الثنائي بأكمله، مُرفعًا سطوعه مئة مرة عن نظائره في الفترات الهادئة. توفر هذه التركيب كفاءة عالية في الجمع، مُعجّلة تراكم الهيدروجين على سطحه، مُهيئة لتفاعلات نووية متتالية. يؤكد فيل تشارلز، الأستاذ الفخري في جامعة ساوثهامبتون، أن V Sagittae يُمثل حالة استثنائية في تطور الأنظمة النجمية الثنائية؛ حيث تحول الجاذبية النجمين إلى وحدة واحدة، مدعومة بتدفق المادة الذي يحافظ على حياتهما المشتركة. لتلخيص السمات الجوهرية في V Sagittae، إليك جدولًا يُبرز العناصر الأساسية:

موعد انفجار V Sagittae وتداعياته

تُعيق التعقيدات في مسارات النجوم التنبؤ الدقيق، لكن دراسة من جامعة ولاية لويزيانا في 2020 تُقدّر الذروة حول عام 2067؛ يستند هذا الرأي إلى سرعة الابتلاع الحالية، مُجعلًا V Sagittae حدثًا يشهده الأبناء والأحفاد. في المراحل الأولى، لن يُدمّر الانفجار القزم الأبيض تمامًا، بل سيُحدث ومضات نوفا متكررة؛ أما الاصطدام النهائي فيُعدّل إضاءة السماء مؤقتًا، مُحوّلًا هذا النظام إلى أبرز الظواهر في درب التبانة. تُكشف هذه التغييرات إمكانيات الكون في الإثارة؛ ومع اقتراب الموعد، يتعزز إثارة الراصدين الذين يتابعون كل تحرك. لتوضيح تسلسل الحدث، إليك الخطوات الرئيسية:

• جمع تدريجي للمواد من النجم الرفيق، مُزيدًا من حجم القزم الأبيض.
• تكدّس الهيدروجين على السطح، مُولّدًا ومضات نوفا متلاحقة.
• تضييق المدار خلال الدورات، مُقرّبًا بينهما نحو الالتصاق.
• الاندماج النووي النهائي، مُصدرًا مستعر أعظم يُضيء النهار.
• تعديل إشراق السماء لفترة محدودة، بدون ضرر مباشر للأرض.

يُبرز V Sagittae قوى الكون الخفية بأجمل تعبيراتها، مُقدّمًا عرضًا فلكيًا نادرًا يمزج الدهشة بالتلاشي في وئام سماوي.