خليل الحاسي يصف تفويض حفتر بأكبر مهزلة في التاريخ الليبي

تفويض حفتر يُعدّ أحد أبرز التحركات السياسية في ليبيا مؤخراً، إذ أثار جدلاً واسعاً بين الرأي العام والمحللين. يرى الإعلامي السابق في قناة “218”، خليل الحاسي، أن أصحاب هذه الفكرة قد قدموا ما يُشبه أكبر مهزلة تاريخية في البلاد، حيث تحولت المبادرة إلى عرض بائس يثير الشفقة بدلاً من تعزيز أي نفوذ حقيقي. لم يكن الأمر زخماً شعبياً حقيقياً، بل محاولة سياسية فاشلة اعتمدت على افتراضات خاطئة تجاه ردود الفعل الدولية، مما يعكس عمق التشويش في المشهد الليبي الراهن.

لماذا اعتبر تفويض حفتر مهزلة سياسية؟

في تصريحاته الأخيرة، أكد خليل الحاسي أن تفويض حفتر لم يحمل أي وزن فعلي خارج الدوائر المحلية الضيقة، حيث كان المسؤولون عنه يتوقعون تأثيراً كبيراً على المجتمع الدولي. ومع ذلك، سرعان ما تبيّن أن التحرك لم يتجاوز كونه عرضاً درامياً يفتقر إلى الأسس القانونية أو الشعبوية الحقيقية؛ فقد اعتمد على تجميعات محدودة بدت مصطنعة، مما جعلها تبدو كمحاولة يائسة لفرض واقع جديد في ظل التوترات الداخلية المستمرة. هذا الرأي يعكس مخاوف أوسع بشأن كيفية تعامل القوى المحلية مع الفراغ السياسي في ليبيا، خاصة بعد سنوات من النزاعات التي أضعفت الثقة في مثل هذه المناورات. بالإضافة إلى ذلك، يشير الحاسي إلى أن اللاعبين الرئيسيين في هذه الفكرة أغفلوا الدروس من التجارب السابقة، مما أدى إلى إحراج دولي للدولة بأكملها.

كيف رأى العالم تفويض حفتر خارج ليبيا؟

لم يلقَ تفويض حفتر أي اهتمام جاد من الدول الكبرى، التي اعتبرته مجرد حلقة في سلسلة المهازل السياسية الليبية المتكررة. وفقاً للحاسي، رأى الجميع فيه مشهدًا مثيراً للشفقة، بينما ظل أصحاب الفكرة وحدهم يتمسكون بوهم تأثيره؛ فالقراءات الدولية ركزت على عدم جديته، معتبرة إياه خطوة غير مدعومة بإجماع داخلي أو خارجي. هذا الإهمال الدولي يبرز هشاشة مثل هذه التحركات في سياق الدبلوماسية العالمية، حيث تفضل الدول الكبرى الاستقرار النسبي على المغامرات غير المحسوبة. وفي الوقت نفسه، أثار الأمر تساؤلات حول دور الإعلام المحلي في تضخيم مثل هذه الأحداث، مما ساهم في تعزيز الانقسامات الداخلية بدلاً من حلها.

عوامل فشل فكرة تفويض حفتر في ليبيا

لتحليل أسباب الانهيار السريع لتفويض حفتر، يمكن النظر إلى عدة جوانب مترابطة؛ أولاً، غياب الدعم الشعبي الحقيقي الذي حول المبادرة إلى مجرد عرض مسرحي، ثانياً، الافتقار إلى التنسيق مع الجهات الدولية التي أدى إلى عزلة سياسية، ثالثاً، التأثير السلبي على سمعة اللاعبين المعنيين الذين بدوا غير مدركين للواقع. هذه العناصر مجتمعة جعلت التحرك يُقابل بضحك أو استنكار، مما يذكّر بسابقة أخرى في تاريخ ليبيا حيث فشلت محاولات مشابهة في كسب الشرعية. لفهم ذلك بشكل أفضل، إليك قائمة بالخطوات التي ساهمت في هذا الفشل:

  • التخطيط السريع دون استشارات واسعة، مما أدى إلى نقص الدعم الشعبي.
  • الاعتماد على الدعاية الإعلامية المحدودة التي لم تقنع الرأي العام الدولي.
  • عدم مراعاة التوازنات الداخلية في ليبيا، حيث أثار التحرك معارضة فورية.
  • التقدير الخاطئ لردود الفعل الدولية، إذ تجاهل اللاعبون الإشارات السلبية منذ البداية.
  • التركيز على الشكل الخارجي بدلاً من المحتوى الجوهري، مما جعله يبدو كمهزلة.

لتوضيح التأثيرات الأوسع، يُظهر الجدول التالي مقارنة بين التوقعات والواقع في سياق تفويض حفتر:

الجانب التوقعات الواقع
الدعم الشعبي زخم واسع يعزز النفوذ تجمعات محدودة ومثيرة للشفقة
التأثير الدولي تأثير قوي على القرارات إهمال تام من الدول الكبرى
النتيجة السياسية خطوة ناجحة نحو السلطة مهزلة تاريخية تعمق التقسيم

يبقى الجدل حول مثل هذه التحركات يعكس تعقيد المشهد الليبي، حيث يسعى الإعلاميون مثل الحاسي إلى كشف الواقع لصالح مستقبل أكثر تماسكاً.