ما حقيقة صورة عرس بشار الأسد ولونا الشبل المسربة.. تدقيق النهار FactCheck

صورة زائفة لبشار الأسد ولونا الشبل انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل، مزعمة توثيق زواج سري بين الرئيس السوري المخلوع ومستشارته السابقة، مصحوبة بتلميحات لوجود وثائق رسمية غامضة؛ إلا أن التحقق يكشف عكس ذلك تمامًا، فالصورة معدلة ببراعة، مستمدة من لحظة قديمة تتعلق بزفاف بشار الأسد الحقيقي.

انتشار الصورة الزائفة لبشار الأسد ولونا الشبل

شهدت حسابات على فيسبوك ومنصات أخرى تداولًا واسعًا لصورة قديمة بلمسات تعديل، تظهر بشار الأسد ببدلة رسمية إلى جانب لونا الشبل بفستان زفاف؛ وفقًا للتعليقات المرفقة، يُزعم أنها دليل على علاقة حميمة سرية، مع إشارات إلى وثائق حكومية وطبية لم يُكشف عنها؛ أما الألوان الباهتة في الصورة فتعزز مظهرها العتيق، مما يضفي مصداقية زائفة على الادعاء، خاصة بعد أحداث السقوط الدراماتيكي لنظامه في دمشق. وقد تزامن هذا الانتشار مع دخول آلاف السوريين إلى قصره في حي المالكي، حيث عثروا على صور شخصية أخرى، مما أثار موجة من التكهنات حول حياته الخاصة؛ ومع ذلك، يعود التداول الأولي لهذه الصورة المعدلة إلى منتصف كانون الأول 2024، أي بعد أسبوع من فراره المؤكد.

حقيقة الصورة الأصلية لزفاف بشار الأسد

تعود الصورة الأصلية، التي تم تعديلها لتصبح صورة زائفة لبشار الأسد ولونا الشبل، إلى زفاف الرئيس مع زوجته أسماء الأخرس؛ نشرت في حسابات اجتماعية يوم 15 كانون الأول 2024، وتظهر الزوجين في لحظة احتفالية، حيث ترتدي أسماء فستان العرس نفسه الذي يظهر مع بشار في صور أخرى موثقة؛ أفادت تقارير إعلامية بريطانية ولبنانية بأن صحيفة “تشرين” أعلنت الزواج رسميًا في 2 كانون الثاني 2001، بعد عقد قران في اليوم السابق، بينما ذكرت أسماء لاحقًا أنه تم سرًا في كانون الأول 2000؛ هذه التفاصيل تؤكد أن الصورة الأصلية جزء من ذكريات حقيقية، لا علاقة لها بأي زواج آخر، ومحركات البحث تكشف عن صور مشابهة تعود إلى تلك الفترة، مما يبرز عمق التلاعب في النسخة المنتشرة حاليًا.

الصورة الأصلية الصورة الزائفة
تظهر بشار الأسد مع أسماء الأخرس بفستان زفاف 2000 استبدال وجه أسماء بوجه لونا الشبل
نُشرت في 15 كانون الأول 2024 انتشرت مؤخرًا مع ادعاءات زواج سري

كيف تم التلاعب بالصورة الزائفة لبشار الأسد ولونا الشبل

أجرت التحقيقات مقارنة دقيقة بين النسختين، مكشفة التعديل الواضح حيث استُبدل وجه أسماء الأخرس بوجه لونا الشبل، مع إشارات إلى نقاط التشابه في الإضاءة والخلفية؛ هذا التلاعب يعتمد على تقنيات تحرير بسيطة، لكنه يخدع العين غير المتخصصة، خاصة مع الألوان المتطابقة تقريبًا؛ وفي سياق أوسع، أثار مثل هذا الانتشار تساؤلات حول دوافع المنشئين، ربما لتشويه سمعة الشخصيات المعنية أو تعزيز الشائعات بعد سقوط النظام. كما أن البحث العكسي يؤكد عدم وجود أي دليل تاريخي على زواج بين بشار ولونا، الذي كانت مستشارة سياسية وإعلامية له حتى وفاتها.

التسجيلات المسربة ووفاة لونا الشبل

نشرت قناة “العربية/الحدث” تسجيلات حصرية تجمع بين بشار الأسد ولونا الشبل، تكشف حوارات خاصة مليئة بالسخرية والشتائم تجاه أحداث سورية؛ في إحدى المقاطع، يوجه الأسد إهانات للغوطة قائلًا كلمات قاسية، بينما تتحدث لونا عن ضعف حزب الله بعد تباهيه السابق، مضيفة تعليقات حادة على التحركات العسكرية؛ ويشمل الحوار سخرية من جنود يقبلون يده في لقاءات سابقة، مع أمجد عيسى معاونها كشاهد في السيارة. أما وفاة لونا في تموز 2024 بعد حادث سير في دمشق، فنُعيت رسميًا كمستشارة رئاسية، لكنها أثارت شكوكًا حول كونها مدبرة؛ إليك تفاصيل التسجيلات البارزة:

  • شتائم الأسد المباشرة تجاه الغوطة والمناطق المحررة.
  • سخرية لونا من قدرات حزب الله بعد فشله المزعوم.
  • حوار عن دخول سقبا كأنها لم تتحرر بعد.
  • استهزاء بالجنود الذين يظهرون الولاء المفرط.
  • تعليقات على فريق الأسد من الغوطة وكأنها جزء من استراتيجية فاشلة.

في النهاية، يبقى الواضح أن الصورة الزائفة لبشار الأسد ولونا الشبل مجرد محاولة للخداع، بعيدة عن الحقيقة التاريخية لزفافه مع أسماء، وسط زخم الشائعات بعد التغييرات الدراماتيكية في سوريا.