إعلان سعودي.. دعم مستدام لتطوير التعليم في اليمن 2025

مهاد محمود يعود بطلاً إلى مقديشو بعد ترحيله من أمريكا؛ ففي أكتوبر الماضي، نشر البيت الأبيض تغريدة على منصة إكس متهماً إياه زوراً بتورطه في اختطاف عملاء فرنسيين عام 2009، رغم أنه نجم شهير على تيك توك يجذب مئات الآلاف من المتابعين بمحتواه الساخر عن النزاعات الصومالية. استقبلته عائلته وأصدقاؤه كضحية بريئة، محولاً قصته إلى قصة إلهام للصوماليين في المهجر، وسط حرب مستمرة تهدد العاصمة.

كيف أدت سياسة ترمب إلى ترحيل مهاد محمود؟

استقر مهاد محمود في الولايات المتحدة منذ 2022، يعمل سائقاً لشركتي أوبر وأمازون في مينيابوليس، حيث يتواجد مجتمع صومالي كبير، لكنه وقع ضحية حملة الترحيل الجماعي التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. في مايو الماضي، ألقي القبض عليه بواسطة رجال أمن ملثمين، ووجهوا إليه مسدساً أثناء خروجه من منزله، ثم احتجزوه لأشهر دون معاملة قاسية، إلا أنه يصف التجربة بأنها نهاية لحلمه الأمريكي. أشارت منظمات حقوقية دولية إلى انتهاكات متكررة لحقوق المهاجرين في تلك السياسة، التي استهدفت آلاف الأشخاص من خلفيات متنوعة، بما في ذلك الصوماليون الذين وصفهم ترمب بـ”العصابات” في تصريحاته اللاذعة. أكدت مصادر أمنية صومالية أن الاتهامات الأمريكية مبنية على معلومات خاطئة، ولم تجد أي دليل على تورط مهاد محمود في أعمال إجرامية، مما يبرز كيف أثرت التوترات السياسية على حياة أفراد عاديين.

نفي مهاد محمود للاتهامات المتعلقة بالخطف

في تغريدة البيت الأبيض، وُصف مهاد محمود بـ”المجرم الهارب” الذي شارك في اختطاف مسؤولين فرنسيين وقتل أحدهم، لكنه رد بأن هذه الادعاءات “غير صحيحة تماماً”، موضحاً أنه قضى سنوات طويلة في جنوب أفريقيا بين 2008 و2021، بعيداً عن الصومال حيث وقعت تلك الأحداث. أيدته روايته أقاربه في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، كما أظهرت وثيقة من الشرطة الصومالية في يونيو 2025 عدم وجود أي سجل إجرامي ضده. أعربت مصادر استخباراتية فرنسية عن يقينها بعدم تورطه، بينما رأى مسؤولون صوماليون أن الولايات المتحدة تعتمد على بيانات مغلوطة. يركز محتوى مهاد محمود على تيك توك على السخرية من الخلافات بين الفصائل الصومالية، محافظاً على مسافة من الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب التي تشن هجمات على بعد 60 كيلومتراً من مقديشو منذ 2006، مما يجعله بعيداً عن أي نشاط عنيف.

حقائق الخطف الفرنسي ودور مهاد محمود المزعوم

في يوليو 2009، اختطف مسلحون اثنين من عملاء الاستخبارات الفرنسية من فندق صحافي العالمي في مقديشو؛ هرب أحدهما، مارك أوبرييه، بعد شهر، بينما قضى الآخر، دوني أليكس، بعد ثلاث سنوات ونصف في الأسر، إذ أعدمه خاطفوه في يناير 2013 أثناء محاولة فرنسية لإنقاذه. أجرت وكالة الصحافة الفرنسية تحقيقاً في شخص مهاد محمود بعد ترحيله في نوفمبر عبر كينيا مع سبعة صوماليين آخرين، وخلصت إلى أنه ضحية لسياسة الهجرة الأمريكية الصارمة، لا علاقة له بالقضية التي هزت باريس. يعيش الصوماليون في المهجر صعوبات متزايدة بسبب مثل هذه الاتهامات السريعة، خاصة مع تصريحات ترمب التي اتهمت الجالية الصومالية بإرهاب مينيسوتا، معتبراً إياهم “قمامة” يجب تجنبهم.

لتوضيح الجدول الزمني لقصة مهاد محمود، إليك نظرة موجزة:

التاريخ الحدث
2008-2021 إقامة مهاد محمود في جنوب أفريقيا.
مايو 2023 اعتقاله في مينيابوليس.
أكتوبر 2023 اتهام البيت الأبيض له بالخطف.
نوفمبر 2023 ترحيله إلى مقديشو.

ومن أبرز العناصر التي ساهمت في تحوله إلى نجم محلي:

  • محتوى تيك توك الساخر الذي يجذب 450 ألف متابع أساساً.
  • زيادة المتابعين بنحو 100 ألف بعد الترحيل.
  • مقاطع فيديو عن الترحيب في مقديشو، شاهد عليها ملايين.
  • دعمه كضحية لسياسات الهجرة الأمريكية.
  • عودته الأولى إلى الصومال بعد 15 عاماً.
  • تأكيد كرامة الشعب الصومالي في منشوراته.

مع ارتفاع شعبيته، يرى مهاد محمود في عودته فرصة للتألق، رغم ألم الظلم الذي عانى، ويأمل أن تلهم قصته آخرين في التصدي للاتهامات غير المبررة.