مصير الفرعون المصري.. أزمة محمد صلاح في ليفربول تضع حسام حسن بورطة أفريقية

يعيش النجم المصري محمد صلاح حاليًا فترة دقيقة للغاية داخل جدران قلعة أنفيلد، حيث تتزايد التساؤلات حول مستقبله مع الفريق بعد توتر العلاقة مع المدرب أرني سلوت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، فبينما يخوض ليفربول مواجهات حاسمة في دوري أبطال أوروبا يتدرب صلاح منفردًا بعيدًا عن المجموعة، وهو مشهد أثار قلق الجماهير والمحبين حول العالم وأعاد فتح ملف استمراره مع الريدز بقوة.

تفاصيل أزمة محمد صلاح في ليفربول وتصريحات سلوت

لم ينجح الفوز الثمين الذي حققه ليفربول في ميلانو في إخفاء التوتر القائم، إذ لاحقت أسئلة الصحفيين المدرب الهولندي أرني سلوت حول وضع نجم الفريق الأول وغيابه عن المشاركة الجماعية مع زملائه، وقد حاول المدرب التمسك بموقفه الصارم مؤكدًا أن مصلحة الفريق تعلو فوق أي اعتبار فردي مهما كان اسم اللاعب، إلا أن هذه التصريحات لم تقنع الكثيرين ممن يرون في صلاح أسطورة لا يمكن معاملتها كأي لاعب آخر داخل النادي.

يواجه المدرب الهولندي ضغوطًا إعلامية كبيرة لتفسير هذا الإقصاء المؤقت أو التدريب المنفرد، خاصة وأن الجماهير اعتادت رؤية نجمها الأول في التشكيلة الأساسية وفي قلب الأحداث الكبرى دائمًا، وتبدو الإجابات الدبلوماسية التي يطلقها سلوت غير كافية لتهدئة الشائعات التي تربط اللاعب بالرحيل القريب، فالعلاقة بين الطرفين تمر بمنعطف قد يكون الأخير في مسيرة اللاعب مع النادي الإنجليزي العريق.

رؤية حسام حسن حول أزمة محمد صلاح في ليفربول

يتابع المدير الفني لمنتخب مصر حسام حسن المشهد بذكاء وهدوء كبيرين، حيث يصب كامل تركيزه حاليًا على الاستعدادات النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقرر إقامتها في الملاعب المغربية، ورغم أنه كان يتمنى استقرار أوضاع قائده في إنجلترا إلا أنه يدرك جيدًا أن هذه الظروف قد تشعل حماس اللاعب لتقديم أفضل ما لديه بقميص الفراعنة، فصلاح يسعى الآن لإثبات أن قيمته الفنية ثابتة وأن شغفه بالانتصارات لا يتأثر بالمشاكل الإدارية أو الفنية مع ناديه.

لطالما كان المنتخب المصري في حاجة ماسة لخدمات هدافه التاريخي في البطولات الكبرى، لكن المعادلة تبدو مختلفة هذه المرة إذ يبدو أن اللاعب نفسه يحتاج إلى حضن المنتخب أكثر من أي وقت مضى، فالملعب هو المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الرد على كل المشككين وإثبات جدارته بالقيادة والنجومية بعيدًا عن ضغوط البريميرليج، وقد يكون قميص المنتخب هو الملاذ الآمن الذي يعيد له السعادة والتقدير الذي ربما افتقده مؤخرًا في ممرات النادي الإنجليزي.

هل تنهي كأس الأمم عقدة صلاح مع الألقاب؟

تظل كأس الأمم الإفريقية هي القطعة المفقودة الوحيدة في لوحة إنجازات النجم المصري، فرغم مسيرته الاحترافية المذهلة والأرقام القياسية التي حطمها في أوروبا، يقف غياب اللقب القاري عقبة أمام اكتمال أسطورته الكروية، وهذا الأمر يمثل لغزًا محيرًا للجماهير خاصة أن مصر تعد الدولة الأكثر تتويجًا بالبطولة، لذا فإن الدوافع الشخصية تتلاقى هذه المرة مع طموحات الجماهير لفك هذه العقدة المستمرة منذ سنوات طويلة.

اقترب قائد الفراعنة من ملامسة الذهب الإفريقي في مناسبتين سابقتين لكنه خسر الرهان في الخطوة الأخيرة، وهو اليوم أمام تحدٍ تاريخي ليؤكد أن أزماته مع ناديه لن تمنعه من تحقيق حلمه الوطني، بل قد تكون الوقود الذي يدفعه للقتال بشراسة أكبر في الملاعب المغربية، فالجميع ينتظر ردة فعل قوية تترجم الغضب المكبوت إلى أهداف وانتصارات تعيد مصر إلى منصة التتويج.

تكرار سيناريو 98 وخبرة حسام حسن الإفريقية

يستحضر العميد ذكرياته الخاصة عندما يرى الضغوط المحيطة بقائد فريقه حاليًا، فقد عاش حسام حسن تجربة مشابهة عام 1998 عندما سافر إلى بوركينا فاسو وسط حملة انتقادات وتشكيك واسعة في قدراته، لكنه نجح حينها في قلب الموازين والعودة بالكأس الغالية ليتحول الهجوم إلى احتفالات تاريخية، وهو السيناريو الذي يأمل أن يكرره صلاح في المغرب ليحول محنته الحالية إلى منحة تاريخية تُكتب بحروف من ذهب.

لا يوجد مدرب أقدر من حسام حسن على رسم خارطة الطريق نحو منصة التتويج، فهو يمتلك تاريخًا حافلاً بالإنجازات القارية التي حققها كلاعب في فترات زمنية متباعدة تثبت عزيمته القوية، ونستعرض فيما يلي أبرز محطات التتويج التي عاشها العميد مع الفراعنة والتي يسعى لنقل خبرتها لقائده الحالي:

  • بطولة 1986 في القاهرة والتي شهدت بداية توهجه.
  • بطولة 1998 في بوركينا فاسو التي عاد فيها من بعيد ليرفع الكأس.
  • بطولة 2006 التي اختتم بها مسيرته الدولية بلقب تاريخي وسط الجماهير.

يعول الجمهور المصري على هذه الشراكة بين حماس المدرب ورغبة اللاعب في التحدي، فكلاهما يمتلك شخصية قيادية ترفض الاستسلام للظروف المعاكسة، وقد تكون النسخة القادمة في المغرب هي الشاهد على ولادة إنجاز جديد يضاف لسجل الكرة المصرية العريضة، ويعوض صلاح عن خيبات الأمل السابقة التي طاردته بقميص المنتخب في النهائيات.

تواجه الكرة المصرية فرصة ذهبية باستغلال رغبة نجمها الأول في الرد بقوة داخل الملعب، حيث يمثل التكاتف بين خبرة المدرب وحماس القائد مفتاح الفوز باللقب القاري الغائب، لذا يجب عزل اللاعب عن ضجيج الصحافة الإنجليزية والتركيز فقط على المستطيل الأخضر، فهل تتوقع أن ينجح صلاح في تجاوز أزمته وحصد اللقب الإفريقي الأول له؟