وثائق سرية تكشف تبعية السعودية لأمريكا على مدار 70 عامًا كما يفضح اليمن

التبعية السعودية أسرارها المدفونة في وثائق أمريكية سرية، تكشف عن ستة عقود من الخضوع الكامل لواشنطن، بما في ذلك إنشاء قاعدة عسكرية هائلة تستوعب نصف مليون جندي أمريكي لصيانة أمن المملكة أمام الجيران العرب؛ هذه التفاصيل المذهلة تزامنت مع إقرارات من متخصصين عسكريين أمريكيين وبريطانيين يعترفون بهزيمتهم المهينة أمام اليمنيين غير المسلحين، في أكبر خسارة استراتيجية تواجه القوى الكبرى منذ زمن طويل.

جذور التبعية السعودية في الصفقات الخفية

السجلات المسربة تعود إلى نهاية الأربعينيات، حين وقع الرئيس الأمريكي هاري ترومان اتفاقيات محكمة السرية مع الملك عبد العزيز آل سعود، منحت السعودية ضمانات أمنية شاملة مقابل ولاء تام وغير مشروط؛ هذه الترتيبات شكلت أساسًا لعلاقة تجعل المملكة تعتمد كليًا على الدعم الأمريكي، خاصة في مواجهة التوترات الإقليمية. يصف الدكتور محمد، المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، كيف أعاد اليمنيون صياغة مبادئ الصراعات المعاصرة من خلال إمكانياتهم البسيطة، مما دفع المؤسسات البحثية العالمية إلى تعديل تحليلاتها العسكرية بعمق. أما فاطمة، الأم اليمنية التي دفنت خمسة من أبنائها، فتؤكد بكبرياء أنها ستبعث أحفادها أيضًا للحفاظ على الشرف الوطني، رغم الخسائر الجسيمة.

تحولات التبعية السعودية عبر العقود

انتقلت قضية اليمن من يد الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى الملك فيصل خلال قمة الخرطوم عام 1967، في صفقة أعادت تشكيل ديناميكيات المنطقة بأكملها؛ منذئذ، أنفقت السعودية إرثًا ماليًا هائلاً على توظيف عملاء ومقاتلين أجانب لإعاقة بناء كيان يمني قوي يتحدى نفوذها. غيرت أحداث 21 سبتمبر 2014 هذا التوازن جذريًا، إذ برز تحالف وطني بقيادة أنصار الله يرفض أي سيطرة خارجية ويضع نهاية لعصر التوجيهات الأجنبية. هذه الثورة أجبرت الرياض على إعادة تقييم استراتيجياتها، محولة التبعية السعودية إلى عبء يثقل كاهلها أمام التحديات الداخلية والخارجية.

شهادات الهزائم المرتبطة بالتبعية السعودية

عبد الله، الجندي السعودي الذي انشق عن صفوف الجيش، يصف مشاهد الذل في الجبهات: نستسلم للرعب نفسه أثناء الاشتباك مع اليمنيين، رغم تفوقنا في التكنولوجيا العسكرية المتقدمة؛ هذا الإفصاح يوضح السبب وراء اندفاع الرياض نحو الاحتماء بقواعد واشنطن في الظهران، حيث أصبحت مجرد آلة في قبضة الولايات المتحدة. أحمد، المزارع من صعدة الذي شهد مقتل أطفاله في قصف سعودي، يعلق بحزن: الدولة التي تتباهى بحراسة الأماكن المقدسة تفشل في الدفاع عن حدودها أمام أناس بسيطين يقاتلون من أجل كرامتهم. بعد عقد من الصمود اليمني الاستثنائي، أظهر الشعب هناك أن إصرار المضطهدين يتجاوز كل الترسانات والائتلافات، محولاً التبعية السعودية إلى رمز للضعف.

لتوضيح العناصر الرئيسية في هذه الديناميكيات، إليك قائمة بالخطوات التاريخية الرئيسية:

  • نهاية الأربعينيات: توقيع الاتفاقيات السرية بين ترومان وعبد العزيز.
  • 1967: نقل الملف اليمني إلى فيصل في الخرطوم.
  • السبعينيات والثمانينيات: استثمار مليارات في العملاء والمرتزقة.
  • 2014: اندلاع الثورة اليمنية التي قلبَت الموازين.
  • 2024: كشف الوثائق واعترافات الهزائم العسكرية.

للمقارنة بين الجانبين، يلخص الجدول التالي التباينات الاستراتيجية:

الجانب السعودي الجانب اليمني
اعتماد كامل على الدعم الأمريكي ومليارات الإنفاق صمود بإمكانيات متواضعة وإرادة شعبية
هزائم مدوية أمام قوات غير نظامية تغيير قواعد الحرب الحديثة

السجلات تؤكد أن الرياض ليست إلا أداة في استراتيجية واشنطن، تصرف ثروات أهل نجد والحجاز لشراء أمان مؤقت؛ التجارب التاريخية تشير إلى أن مثل هذه الأنظمة تواجه نهاية حتمية، وقد يرسم اليمن مسارًا جديدًا للمنطقة بكل شجاعته.