تراجع مفاجئ لأسعار الذهب في اليمن.. فارق كبير بين صنعاء وعدن

فجوة سعر الذهب في اليمن أحدثت صدمة هائلة في الأسواق المحلية، حيث بلغت النسبة المئوية لهذه الفجوة 197% بين صنعاء وعدن، مما جعل جنيه الذهب يُباع بـ466 ألف ريال يمني في الأولى مقابل مليون و387 ألف ريال في الثانية، وكأن الذهب أصبح سلعتين متمايزتين داخل حدود بلد واحد، ويواجه المدخرون ضغطاً لاتخاذ قرارات حاسمة في ساعات معدودة للحفاظ على استثماراتهم.

كيف أثرت فجوة سعر الذهب في اليمن على حياة الأسر

تشهد آلاف الأسر اليمنية خسائر فادحة بسبب هذه الفجوة، إذ وصل الفرق في سعر جرام الذهب عيار 21 إلى أكثر من 115 ألف ريال بين المدينتين، مما يعني تبخراً سريعاً للمدخرات الموثوقة على مدار سنوات؛ أحمد المحمدي، موظف متقاعد من عدن، اضطر لبيع قطعة ذهبية لزوجته بثلث قيمتها الحقيقية لتغطية تكاليف علاج، واكتشف لاحقاً أنها تساوي الثلاثة أضعاف في صنعاء، وهذا الواقع يشبه شراء سيارة بـ100 ألف ريال في مكان و300 ألف في آخر ضمن نفس الدولة، فالأزمة لا تقتصر على الأرقام بل تمتد إلى الصدمات النفسية والاقتصادية اليومية للناس العاديين.

منذ عام 2015، تطورت اليمن نحو انقسام اقتصادي يتجاوز الحدود الجغرافية ليصبح انفصالاً نقدياً عميقاً، يذكر بتجربة ألمانيا الشرقية والغربية في العصر الحديث؛ يرجع الخبراء هذا التباين إلى اختلاف أسعار صرف الريال اليمني بين المناطق الخاضعة للحوثيين والحكومة الشرقية، ويحذر د. محمد العولقي، الخبير الاقتصادي، من أن فجوة سعر الذهب في اليمن تعكس أزمة نقدية قد تؤدي إلى انهيار شامل، وربما تحول البلاد إلى اقتصادين منفصلين إلى الأبد، مما يعقد أي محاولات للوحدة المستقبلية.

التحديات التي تواجه العائلات أمام فجوة سعر الذهب في اليمن

تواجه العائلات اليمنية معضلة حقيقية، حيث اعتاد الذهب كملاذ آمن للادخار في المناسبات أو الطوارئ، لكنه الآن يفرض خيارات صعبة بين البيع بخسارة جسيمة أو الاحتفاظ بأصول غير مستقرة القيمة؛ فاطمة الحضرمية، ربة منزل، تعبر عن حسرتها قائلة إن الذهب كان ضمانتها الوحيدة، وهي الآن غير متأكدة من قيمته الحقيقية، بينما استفاد عبدالله الصنعاني، تاجر من صنعاء، من هذه الفجوة لتحقيق أرباح هائلة عبر التجارة بين المدينتين، معتبراً الأزمة فرصة للذكيين، ومع ذلك تبقى واجهات محلات الذهب في عدن هادئة نسبياً بسبب التراجع في الزبائن، مقابل حركة شرائية محمومة في أسواق صنعاء.

ماذا يعني ذلك لمستقبل الاقتصاد اليمني مع فجوة سعر الذهب

للتعامل مع فجوة سعر الذهب في اليمن، ينصح المتخصصون باتباع خطوات مدروسة لإعادة تقييم الاستثمارات:

  • قياس القيمة الحقيقية للذهب عبر أسواق متعددة قبل أي صفقة.
  • استشارة خبراء نقديين لفهم تأثير الريال على الأسعار.
  • تجنب البيع المتسرع في مناطق الضعف السعري.
  • البحث عن بدائل استثمارية محلية أكثر استقراراً.
  • متابعة التطورات السياسية التي قد تضيق هذه الفجوة.

هذه الخطوات تساعد في الحد من الخسائر، كما يبرز جدول مقارن بسيط للأسعار:

المدينة سعر جنيه الذهب (ريال)
صنعاء 466,000
عدن 1,387,000

اليمن تقف اليوم أمام خيارين حاسمين، إما استعادة الوحدة النقدية أو التعايش مع انقسام اقتصادي دائم، ويبقى على أصحاب المدخرات الذهبية الحذر في قراراتهم لتجنب الندم، فالذهب ربما يظل رمزاً لاستقرار مفقود.