تراجع تاريخي لأسعار الذهب في اليمن: الجرام 63 ألف ريال بصنعاء و191 ألف بعدن

فارق أسعار الذهب في اليمن يصل إلى مستويات مذهلة، حيث بلغ بين صنعاء وعدن 995 ألف ريال يمني للجنيه الذهبي في غضون يوم واحد، مما يجعل الشراء في إحدى المدينتين يتطلب ضعف السعر تقريباً في الأخرى؛ هذا التباين يهدد مدخرات العديد من الأسر، ويُعد علامة على تفاقم الأزمة الاقتصادية، خاصة مع ارتفاع سعر الجرام عيار 21 بنحو 127 ألف ريال بين المنطقتين.

أسباب فارق أسعار الذهب في اليمن

يعود فارق أسعار الذهب إلى جذور عميقة بدأت منذ عام 2014، مع اندلاع النزاع الذي أدى إلى انقسام اقتصادي حاد بين المناطق المختلفة؛ في صنعاء يباع الجنيه الذهبي بحوالي 519 ألف ريال، بينما يرتفع في عدن إلى أكثر من مليون ونصف، متأثراً بتباين أسعار الصرف وتذبذب الدولار العالمي، وهذا الوضع يشبه أزمات سابقة مثل تلك التي شهدتها لبنان في الثمانينيات أو تركيا عام 2018؛ الخبراء يرون أن هذا الفارق يتجاوز 200%، مما يعكس عدم الاستقرار النقدي الذي يهدد بانهيار السوق إذا لم يتم التدخل الفوري، ويؤكد محللون اقتصاديون أن مثل هذه التفاوتات لم تُرَ من قبل في تاريخ السوق المحلي، حيث يعاني التجار من تقلبات يومية تجعل التخطيط مستحيلاً.

تأثير فارق أسعار الذهب على الحياة اليومية

يمتد تأثير فارق أسعار الذهب إلى حياة الناس العاديين، فالعديد من العائلات تشهد تآكل مدخراتها الذهبية يوماً بعد يوم؛ خذي أم أحمد، السيدة البالغة من العمر 45 عاماً في صنعاء، التي ورثت مجوهرات عائلية وترى قيمتها تنخفض دراماتيكياً بسبب هذا التباين، مما يجبرها على التفكير في بيعها بخسارة كبيرة؛ العرائس يؤجلن حفلات الزفاف، والأسر تبيع ذهبها لتغطية الاحتياجات الأساسية، بينما يصبح نظام المهور التقليدي معرضاً للانهيار؛ متاجر الذهب تشهد هدوءاً غير طبيعي، مع وجوه التجار المتوترة أمام الشاشات، وتلوح في الأفق موجة من الإفلاسات تهدد القطاع بأكمله، إذ يهرب المستثمرون نحو العملات الأجنبية بحثاً عن أمان نسبي وسط هذه الفوضى.

المدينة سعر الجنيه الذهبي
صنعاء 519,000 ريال
عدن 1,514,000 ريال تقريباً
فارق السعر 995,000 ريال

كيف يمكن التعامل مع فارق أسعار الذهب حالياً

في ظل هذه الأزمة، يبحث المتضررون عن طرق للحماية من فارق أسعار الذهب، وإليك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتباعها لتقليل الخسائر:

  • راقب تقلبات الأسعار يومياً عبر مصادر موثوقة لاتخاذ قرارات سريعة.
  • فكر في الاستثمار في عملات أجنبية مستقرة بدلاً من الاحتفاظ بالذهب المحلي.
  • استشر خبراء ماليين قبل بيع أي مجوهرات لتجنب الخسائر الفادحة.
  • ادعم الجهود الحكومية لتوحيد السياسات النقدية بين المناطق.
  • احتفظ بجزء من المدخرات في أصول متنوعة لتوزيع المخاطر.

يؤكد تاجر ذهب ذو خبرة 25 عاماً، مثل سالم، أن الوضع كارثي وغير مسبوق، بينما يحذر د. عبدالله، المحلل المالي، من أن فارق أسعار الذهب يعكس أزمة شاملة قد تؤدي إلى فقدان الثقة في الاستثمار التقليدي تماماً.

السوق اليمني يواجه تحدياً كبيراً مع هذا الفارق، لكن التوحيد الاقتصادي قد يكون المفتاح لاستعادة الاستقرار؛ العائلات تتطلع إلى تدخلات حاسمة تحمي ما تبقى من مدخراتها، وسط أمل بتعافٍ يعيد الذهب إلى دوره كملاذ آمن.