تأثير كميات الأمطار في العراق حالياً
تشهد البلاد موجة شتوية مكثفة أعادت ملف المياه إلى الواجهة، وسط تباين الآراء بين تفاؤل المزارعين بموسم واعد وتحذيرات الخبراء من استمرار العجز المائي المزمن. ورغم غزارة الهطول في بعض المناطق الشمالية والشرقية، إلا أن البيانات الرسمية تؤكد أن التأثير على الخزين الاستراتيجي لا يزال محدودًا، مما يضع الجهات المعنية أمام تحديات حقيقية لإدارة الموارد المتاحة وحماية المواطنين من تقلبات الطقس والسيول المحتملة.
حذرت هيئة الأنواء الجوية من استمرار الاضطرابات الجوية التي تؤثر على مناطق واسعة في الوسط والجنوب، مع فرص تشكل السيول في المحافظات الشرقية نتيجة غزارة السحب الرعدية والرياح الهابطة. وأوضحت الهيئة أن الحالة الجوية ستشهد ضعفًا تدريجيًا قبل ظهر الأربعاء، لكنها نبهت بشدة من انعدام الرؤية وتساقط البرد في بعض الأوقات، مما يتطلب الحذر أثناء التنقل.
إجراءات السلامة أثناء العواصف
دعت الجهات المختصة المواطنين إلى توخي أقصى درجات الحذر والابتعاد فورًا عن بطون الأودية والمناطق المنخفضة لتجنب مخاطر السيول الجارفة التي قد تباغت السكان ومستخدمي الطرق الخارجية:
- الابتعاد الفوري عن المناطق المنحدرة ومجاري السيول الحدودية خاصة في ميسان وواسط
- تجنب السفر البري والبحري خلال ساعات الليل لضمان السلامة من الانزلاقات
- متابعة النشرات الجوية الرسمية وتجنب المناطق التي تشهد سرعة في جريان المياه
فائدة كميات الأمطار في العراق للزراعة
استبشرت وزارة الزراعة خيرًا بالموجة المطرية الحالية واعتبرتها عاملاً حاسمًا لنجاح الموسم الشتوي، حيث توفر ما يسمى “رية الإنبات الأولى” لمحصول الحنطة الاستراتيجي في معظم المحافظات. ويساهم هذا الهطول المباشر في تقليل الضغط الكبير على المياه الجوفية والمخزون السطحي القليل أصلاً، مما يمنح الفلاحين فرصة ذهبية لتعزيز إنتاجهم النباتي في ظل ظروف الجفاف القاسية التي عانى منها القطاع لسنوات.
يؤكد الخبراء الزراعيون أن توقيت هطول الأمطار يمثل طوق نجاة للمساحات المزروعة حديثًا، إذ يساعد التربة على الاحتفاظ بالرطوبة اللازمة لنمو الجذور بشكل سليم وقوي. وتعمل الوزارة على استثمار هذه الأجواء لتوجيه المزارعين نحو الطرق المثلى للاستفادة من مياه الأمطار في ري المحاصيل دون الحاجة إلى تشغيل المضخات واستنزاف الموارد المائية الأخرى.
رغم الفائدة الزراعية الكبيرة، تشير التقارير إلى ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل بشأن انتهاء أزمة المياه، حيث تبقى الحاجة قائمة لإدارة حكيمة للموارد المتاحة لضمان وصول المياه لكافة الأراضي. فالزراعة الديمية تعتمد كليًا على ما تجود به السماء، بينما تحتاج المناطق المروية إلى تعزيز الإطلاقات المائية من السدود لضمان استمرار الموسم الزراعي حتى نهايته.
جهود احتواء كميات الأمطار في العراق
أكدت مديرية الدفاع المدني وأمانة بغداد جاهزية كوادرهما للتعامل مع أي طارئ ينتج عن زيادة مياه الأمطار، من خلال تفعيل غرف العمليات المشتركة ونشر الآليات التخصصية في الشوارع الرئيسية منذ شهر آب الماضي. وصرحت أمانة بغداد بأن شبكات التصريف مصممة لاستيعاب كميات محددة تصل إلى 24.5 ملم، ويجري التعامل مع أي تجمع للمياه فور توقف الهطول وفق خطط مدروسة، وهذه أبرز الخطوات المتبعة من قبل فرق الطوارئ:
- تصريف المياه المتجمعة باستخدام الآليات الحوضية المتخصصة وسحبها من الأحياء السكنية
- تحريك زوارق وطائرات الإنقاذ للمناطق المعرضة للغرق وإخلاء السكان عند الضرورة
- التنسيق المباشر مع وزارة الموارد المائية لمراقبة مناسيب الأنهار واستيعاب الموجات الفيضانية
واقع الخزين وكميات الأمطار في العراق
كشف مرصد “العراق الأخضر” عن حقائق بيئية مهمة تتعلق بمردود هذه الموجات المطرية، مشيرًا إلى أن الزيادة في الخزين المائي لم تتجاوز نسبًا ضئيلة جدًا تتراوح بين 1 إلى 2 بالمائة فقط. ورغم التدفقات المائية والسيول، إلا أن الحاجة لا تزال ماسة وطارئة لحلول استراتيجية لملء السدود والخزانات التي تعاني من فراغ كبير وصل إلى مستويات مقلقة، ويوضح الجدول التالي تباين الهطول المسجل في عدد من المحافظات:
| المحافظة / المدينة | كمية الأمطار المسجلة (ملم) | ملاحظات الرصد |
|---|---|---|
| السليمانية | 86 | أعلى كمية هطول مسجلة |
| ذي قار | 11.5 | هطول متوسط يخدم الأهوار |
| بغداد (الأعظمية) | 11.4 | أمطار رعدية معتدلة |
مستقبل كميات الأمطار في العراق والأمن المائي
تواجه البلاد عامًا مائيًا صعبًا وصفته وزارة الموارد المائية بأنه الأسوأ منذ عقود طويلة وتحديداً منذ عام 1933، حيث انخفضت إيرادات نهري دجلة والفرات بشكل مقلق وغير مسبوق. وأدت قلة الإيرادات المائية إلى تدني المخزون المائي في السدود إلى 8 بالمائة فقط من القدرة الاستيعابية، وهو مؤشر خطير يهدد الزراعة والبيئة واحتياجات السكان من مياه الشرب.
تحذر التقديرات الدولية ومنها تقارير منظمة الصحة العالمية من انخفاض حصة الفرد العراقي من المياه مستقبلاً لتصل إلى 479 مترًا مكعبًا بحلول عام 2030. ويعتبر هذا الرقم بعيدًا جداً عن الحد الأدنى للمعايير العالمية الموصى بها، مما يستدعي تحركًا جادًا وسريعًا لتأمين المياه للأجيال القادمة وضمان استدامة الحياة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
أظهرت الموجات المطرية الأخيرة حاجة العراق الماسة لاستراتيجيات حصاد مياه متطورة للحفاظ على كل قطرة، فرغم فائدتها الزراعية الآنية، إلا أنها لم تسد العجز الكبير في الخزين الاستراتيجي المنهك. ويجب على المواطنين التعاون الكامل في ترشيد الاستهلاك واستغلال المياه المتوفرة بحكمة لعبور هذه المرحلة الحرجة بأمان، برأيك، هل تكفي الحلول والخطط الحالية لمواجهة تحديات المناخ وشح المياه القاسي في الصيف المقبل؟
مساحات سبورت تكشف موعد مباراة مانشستر سيتي ونيوكاسل في الدوري الإنجليزي
شحن لاسلكي فائق السرعة يعزز Galaxy S26 Ultra مع One UI 8.5
سعر الذهب اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025 وجنيه الذهب يصل إلى 45160 جنيهاً
ثبات سعر مثقال الذهب عيار 21 في العراق رغم الطلب الاستثماري التصاعدي
برج السرطان اليوم: مكافأة سعيدة وإشراقة جديدة مع شريك الحياة
نفاد التذاكر يزيد حماسة الجيش الملكي لمواجهة الأهلي
صرف حساب المواطن الدفعة 97 ديسمبر 2025 وشروط الأهلية الجديدة
تراجع مفاجئ.. انخفاض قيمة اليورو والدينار والريال السعودي في الأسواق
