تداعيات الأمطار الغزيرة في بابل: إعفاء مديري المجاري والبلديات بقرار 2025

في خطوة إدارية حازمة تهدف إلى معالجة الإخفاقات الخدمية أصدر محافظ بابل أوامر فورية يوم الخميس بإعفاء مسؤولين بارزين في القطاع الخدمي، ويأتي هذا القرار استجابة مباشرة لغرق أحياء سكنية وشوارع رئيسية واسعة عقب موجة السيول التي اجتاحت المحافظة مؤخرًا مما كشف عن خلل واضح في جاهزية الدوائر المعنية للتعامل مع الأزمة وإدارة ملف الخدمات بشكل فعال يضمن سلامة المواطنين وممتلكاتهم.

تفاصيل إعفاء مديري المجاري والبلديات

أكد مصدر محلي مطلع لوكالة شفق نيوز أن المحافظ عدنان فيحان الدليمي اتخذ قراراً حاسماً بإعفاء مدير مجاري بابل ومدير البلديات من منصبيهما بشكل فوري، وجاء هذا الإجراء العقابي على خلفية الشكاوى الشعبية المتزايدة نتيجة الفيضانات التي ضربت أجزاء عديدة من مركز المحافظة والأقضية التابعة لها مما استدعى تدخلاً إداريًا عاجلاً لتصحيح المسار.

استند القرار الحكومي الأخير إلى مجموعة من الأسباب الجوهرية التي أثرت سلبًا على الواقع الخدمي في المدينة وهي كالتالي:

• ضعف الجاهزية المسبقة لمواجهة التقلبات الجوية الطارئة.
• تراكم مياه الأمطار وغرق المناطق السكنية لفترات طويلة.
• تصاعد الانتقادات الشعبية لبطء الاستجابة الحكومية.

ولم تتوقف التداعيات عند القرارات الإدارية بل امتدت لتشمل آثارًا ميدانية واسعة النطاق أضرت بالبنية التحتية في عموم المحافظة.

تأثيرات مياه أمطار غزيرة في بابل

لا تزال عدة أحياء سكنية وشوارع حيوية في وسط مدينة الحلة مركز المحافظة مغمورة بالمياه نتيجة الهطول المستمر والمكثف خلال اليومين الماضيين، وقد تسببت هذه الموجة بدخول المياه إلى عدد كبير من المنازل مما ألحق أضرارًا مادية بممتلكات المواطنين وأدى إلى شلل شبه تام في حركة النقل داخل المناطق المتضررة بشكل كبير.

خلفت الحالة الجوية الأخيرة أضرارًا واسعة استوجبت رصدًا دقيقًا ودوريًا لأبرز المشكلات التي يعاني منها السكان حاليًا بسبب المياه:

• صعوبة التنقل بين الأحياء بسبب ارتفاع منسوب المياه.
• تلف الأثاث والممتلكات الخاصة في البيوت الأرضية.
• انسداد شبكات الصرف الصحي وعجزها عن الاستيعاب.

وتزامنًا مع هذه الأضرار المادية الكبيرة سجلت المحافظة أرقامًا قياسية غير مسبوقة في كميات الأمطار الهاطلة مقارنة بباقي المدن.

تعطيل الدوام الرسمي ومعدلات الهطول

سجلت هيئة الأنواء الجوية أن محافظة بابل حققت أعلى معدل لهطول الأمطار في العراق باستثناء محافظات إقليم كوردستان مما فاقم من صعوبة الموقف الخدمي، وبناءً على ذلك أعلن مجلس محافظة بابل تعطيل الدوام الرسمي في كافة الدوائر الحكومية يوم الأربعاء لتقليل الزحام والحفاظ على سلامة الموظفين والمراجعين من المخاطر المرتبطة بالسيول وغرق الطرقات.

اتخذت الحكومة المحلية حزمة من الإجراءات الاحترازية العاجلة للتعامل مع هذا الظرف الطارئ وتقليل المخاطر المحتملة على السكان:

• إيقاف الدوام في المؤسسات الحكومية والمدارس.
• إصدار تحذيرات للمواطنين من الخروج إلا للضرورة القصوى.
• استنفار الجهد الآلي والهندسي للدوائر الساندة.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة بدأت الفرق المتخصصة جهودًا مكثفة ومستمرة للسيطرة على الموقف المائي في الشوارع والأحياء.

استجابة الفرق الميدانية لتصريف المياه

باشرت فرق الدفاع المدني والكوادر البلدية بالتعاون مع إدارة الصرف الصحي استنفار كافة معداتها وآلياتها الثقيلة للعمل على سحب تجمعات المياه الكبيرة، وتتركز الجهود حاليًا على الأحياء الأكثر تضررًا بهدف إعادة فتح الشوارع المغلقة وتسهيل حركة المرور أمام المواطنين وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن.

تعمل الفرق الميدانية والفنية وفق خطة طوارئ محكمة تتضمن خطوات متسلسلة لمعالجة الانسدادات وتصريف المياه المتراكمة بفعالية:

1. نشر المضخات الحوضية الكبيرة في النقاط الحرجة.
2. تسليك فتحات المجاري الرئيسية المغلقة بالعوالق.
3. سحب المياه من داخل المنازل المتضررة والشوارع.

أسفرت موجة الأمطار الأخيرة عن تغييرات جوهرية في المناصب الإدارية بمحافظة بابل كمحاولة لمحاسبة المقصرين وتحسين مستوى الاستجابة للكوارث الطبيعية مستقبلاً، وننصح المواطنين بضرورة متابعة النشرات الجوية والابتعاد عن أماكن تجمع السيول وأعمدة الكهرباء حفاظًا على سلامتهم، برأيك هل يكفي تغيير المسؤولين لإنهاء أزمة غرق المدن العراقية؟