قفزة قياسية.. منصة التمويل الجماعي الوقفي بعمان تتخطى 5 ملايين ريال 2025

مؤتمر عمان الوقفي 2025 يمثل لحظة فارقة في تطور النشاط الخيري والاقتصادي بعُمان، إذ أغلق أبوابه على فعاليات حافلة أعلنت فيها مبادرات رقمية ومالية تربط الوقف بالأدوات المعاصرة، مما يعزز الشراكات الاجتماعية من خلال تقنيات تضمن الاستمرارية والوضوح في تدبير الأصول الوقفية، وذلك في إطار تعزيز الرؤية التنموية الشاملة للسلطنة.

كيف يساهم مؤتمر عمان الوقفي 2025 في رقمنة الأوقاف

أبرز مؤتمر عمان الوقفي 2025 إطلاق منصة تمويل جماعي وقفي رائدة، نتيجة تعاون مكثف بين مؤسسة بوشر الوقفية وبنك نزوى ومنصة وديعة، يهدف هذا التعاون إلى إنشاء قناة إلكترونية آمنة تربط المتبرعين بالمبادرات الوقفية التنموية، مما يجعل القطاع أكثر تكيفاً مع المتغيرات الحديثة؛ فهي تحول الوقف إلى آلية استثمارية تشاركية تتجاوز الحدود التقليدية، وتسرع في تمويل البرامج الاجتماعية الناقصة السيولة لتحقيق تأثير فوري، بينما تضمن الحوكمة المالية وصول الدعم إلى الغايات المقصودة قانوناً وشرعاً.

تتيح المنصة للأفراد من مختلف الشرائح المساهمة بمستويات متنوعة، مما يوسع الدائرة التمويلية ويحول الوقف إلى نموذج استثماري جماعي يركز على الفعالية الاجتماعية، ومن أبرز أهدافها الرئيسية:

• تبسيط إجراءات التبرعات الوقفية عبر وسائل دفع إلكترونية موثوقة وفورية.
• تعزيز الوضوح بتقديم بيانات مفصلة عن البرامج وتقدمها ونتائجها للمتبرعين.
• إشراك شرائح واسعة من الأفراد والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في النشاط.
• خفض النفقات الإدارية الناتجة عن الطرق التقليدية في جمع الوقف.
• دعم الاستدامة من خلال تتبع الأداء وتعديل الاستراتيجيات بناءً على البيانات.

استراتيجية المنصة الرقمية في إطار مؤتمر عمان الوقفي 2025

يبني نجاح المنصة على الهيكل التقني لمنصة وديعة، الذي يقدم واجهة بسيطة تسهل التفاعل ويعرض الفرص الوقفية كخيارات استثمارية تجمع بين العائد الاجتماعي والاقتصادي، مما يشجع المشاركة الفعالة كما لو كان المتبرعون يدعمون مشاريع ريادية؛ ويتناغم ذلك مع التوجه الاقتصادي العُماني لتنويع الإيرادات عبر تفعيل القطاع الثالث غير النفطي، حيث توفر المنصة تدفقات نقدية للمشاريع العقارية والخدمية الوقفية، مما يحافظ على استمراريتها ويضمن توزيع الإنفاق على الجهات الخيرية المحددة.

من الطبيعي أن يرفع هذا النموذج من إدراك الشباب لدور الوقف كوسيلة تنموية حالية، لا مجرد تراث سابق؛ وفيما يلي مقارنة بين خصائص المنصة الجديدة والأساليب التقليدية للتمويل الوقفي:

صندوق ريادة الوقفي كمخرج رئيسي من مؤتمر عمان الوقفي 2025

في سياق مؤتمر عمان الوقفي 2025، أُعلن عن صندوق ريادة وقفي برأسمال ابتدائي خمسة ملايين ريال عُماني، نتاج تحالف بين مؤسسة بوشر وبنك صحار الإسلامي، يدعم رواد الأعمال في السلطنة؛ يركز على المبتكرات والشركات الصغيرة التي يقودها الشباب، مما يغير التصور النمطي لأموال الوقف كوسيلة للدعم الاجتماعي البسيط فقط، ويحوله إلى قاطرة للنمو الاقتصادي وتوفير الوظائف ذات التأثير الدائم.

يطبق الصندوق مبدأ تنمية الأصول الوقفية بدلاً من الاحتفاظ بها ساكنة، ويهدف إلى تمويل مجالات أساسية مثل:

• الحلول التقنية التي تعزز الاقتصاد المحلي.
• المنشآت الصغيرة ذات الإمكانيات الاقتصادية القوية.
• مشاريع الأمن الغذائي والصناعات المحلية للاستقلالية.
• الاستثمارات العلمية القابلة للتسويق.
• البرامج الاجتماعية المدعومة بابتكارات رقمية.

رؤى استراتيجية من مؤتمر عمان الوقفي 2025

امتدت إنجازات مؤتمر عمان الوقفي 2025 إلى رسم خارطة لتعزيز دور السلطنة كمركز وقفي إقليمي، من خلال جلسات ناقشت مأسسة القطاع كصناعة محترفة تخضع لمعايير رقابية صارمة؛ شدد المشاركون على قدرة الوقف على تعويض الثغرات التمويلية التي تفشل في تغطيتها الميزانيات العامة أو الخاصة، واقترحوا خططاً قابلة للتطبيق على المدى القريب لتحسين الإطار القانوني والتنظيمي.

من التوصيات البارزة الناتجة عن المناقشات، يمكن الإشارة إلى إنشاء مركز خبرة وقفي في عُمان كمرجع بحثي، وتأسيس بنك وقفي في مسقط للخدمات المصرفية المتخصصة، وإطلاق صناديق مخاطر وقفية للتكنولوجيا، بالإضافة إلى تطوير القوانين لتيسير إدارة الأوقاف الاستثمارية؛ هذه الإجراءات تجمع بين التراث الوقفي والحداثة، ويُنصح بمتابعة التطورات الرسمية للاستفادة من الفرص الجديدة.