رغبات الجيل الجديد في بيئة العمل.. ماذا يبحثون فعلاً؟

الذي يبحث عنه الجيل الجديد في بيئة العمل يختلف جذريًا عن الأجيال السابقة، فجيل اليوم يحمل تطلعات أكثر عمقًا نحو المرونة والاحترام والهدف الحقيقي؛ لذلك يُركز على بيئة العمل التي تمنحه حرية الإنجاز والثقة التي تعزز من قدرة التركيز وحب التعلم المستمر.

ما الذي يبحث عنه الجيل الجديد في بيئة العمل من حيث المرونة والثقة؟

أوضح مستشار الموارد البشرية سعود الحسن أن سوق العمل اليوم يضم جيلًا جديدًا يتميز بتطلعات مغايرة، إذ لم تعد الوظيفة بالنسبة لهم مجرد مصدر دخل شهري فقط؛ بل يبحثون عن بيئة عمل مرنة تحترم إنسانيتهم وتتضمن هدفًا حقيقيًا يُشعرهم بالرضا والإنجاز. وبيّن الحسن أن هذا الجيل يتطلب إعطاء الثقة المطلقة ومنحه حرية الإنجاز التي تعزز من تركيزه وحبه المستمر للتعلم وتطوير الذات. تلك المرونة تتجلى في السماح لهم بالعمل بعيدًا عن القيود الصارمة، مما يُسهم في خلق بيئة عمل إيجابية تشجع على الإبداع والابتكار.

كيفية التعامل مع الجيل الجديد في بيئة العمل لتعزيز النجاح والقيمة

أكد الحسن أن فهم طريقة التعامل مع الجيل الجديد في بيئة العمل من أهم العوامل التي تؤثر في نجاحهم واستقرارهم الوظيفي، مشيرًا إلى ضرورة تبني نمط قيادة مختلف عن الأجيال السابقة؛ إذ لم يعد من الضروري بناء علاقة تقليدية بين المدير والموظف مبنية على السلطة فقط، بل يجب على المدير أن يتصرف كمدرب أو مرشد يدعم تطوير مهارات الموظفين ويبني ثقة متبادلة معهم. هذه الطريقة في التعامل تعزز شعور الجيل الجديد بالقيمة والتمكين داخل مكان العمل، كما أنها تسهم في خلق جو عمل متعاون يُقدر الأفكار والمبادرات الذاتية.

الفرق في مفهوم النجاح لدى الجيل الجديد في بيئة العمل

تختلف رؤية الجيل الجديد للنجاح في بيئة العمل بشكل واضح عن الأجيال السابقة؛ فبينما كان النجاح مرتبطًا في الماضي بالأمان الوظيفي والدخل الثابت، أصبح الجيل الحالي يربط النجاح بالمرونة، والقيمة التي يُضفيها عمله، والهدف الذي يحقق من خلاله تطوره المهني والشخصي. ويبحث الجيل الجديد عن بيئة عمل تتيح له تحقيق توازن بين حياته المهنية وشخصيته، بالإضافة إلى النمو الذاتي والمستمر عبر التعلم والتجارب الجديدة. لذا، بات من الضروري أن توفر المؤسسات بيئة تعمل على جذب هذا الجيل من خلال:

  • بيئة عمل مرنة تحترم خصوصيات الموظف وتحفز على الإنجاز الذاتي
  • منح الثقة والحرية في العمل بعيدًا عن المراقبة والتقييد الصارم
  • دعم التعلم المستمر وتطوير المهارات بأساليب حديثة
  • اعتماد أسلوب القيادة التشاركية الذي يبني علاقة تدريبية وليس إدارية بحتة

تبيّن الصورة أن الجيل الجديد في سوق العمل يحمل توقعات متجددة تتطلب من المؤسسات إعادة النظر في طريقة إدارتها وتأهيل بيئة العمل لتتلاءم مع هذه التطلعات، لا سيما تحقيق الثقة والمرونة كركيزتين أساسيتين؛ مما يؤدي إلى بناء علاقات عمل تقوم على الدعم والتعاون مع التركيز على الأهداف الحقيقية التي تعكس إنسانية الموظف وتُعزز من إنتاجيته.