700 ضعف الثواب.. السنن المستحبة في شهر رجب 2026

شهر رجب 2026 يمثل لحظة محورية لدى ملايين المسلمين الذين يترقبون بركاته الوفيرة، إذ يبدأ في 20 ديسمبر 2025 الموافق 29 جمادى الآخرة، محققاً حلماً روحياً يمتد لثلاثين يوماً من العبادة والتجديد. هذا الشهر، أحد الأشهر الحرم، يعد بأجر يفوق الخيال، قادر على مسح آثام سنة بأكملها، بينما يفصلنا عنه أقل من شهرين؛ فالاستعداد الآن يصبح ضرورة لمن يسعى إلى اقتناص هذه الفرصة الإلهية الثمينة.

موعد شهر رجب 2026 حسب الحسابات الفلكية

الحسابات الدقيقة للمراصد الفلكية تؤكد أن شهر رجب 1447 هجرياً سيفتتح أبوابه يوم السبت 20 ديسمبر 2025، متزامناً مع نهاية جمادى الآخرة؛ هذا التوقيت المحدد يعتمد على رؤية الهلال الشرعية التي يشرف عليها الخبراء بدقة متناهية. يقول الدكتور عبدالله المرصفي، المتخصص في الفلك الشرعي، إن هذه الإجراءات تضمن الالتزام بالسنة النبوية دون أي انحراف؛ وفي الوقت نفسه، يشارك أفراد من المجتمع تجاربهم الشخصية، مثل أم محمد من الرياض التي تبلغ 45 عاماً، حيث تعبر عن أسفها على إضاعة الشهر السابق في متاهات الحياة اليومية، موضحة أنها قررت التحضير مبكراً هذه المرة لتعويض ما فات. هذه الثلاثون يوماً، رغم قصرها مقارنة بباقي السنة، تحمل وزناً هائلاً في ميزان الأعمال الصالحة، إذ تمثل أقل من عُشر الوقت السنوي لكنها تكسب أضعاف الثواب.

الجذور التاريخية لشهر رجب 2026 في التراث الإسلامي

منذ عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أصبح شهر رجب ركيزة في التقويم الإسلامي، حيث علم أصحابه الدعاء الشهير الذي يطلب البركة فيه وفي شعبان ليصل إلى رمضان؛ هذا الشهر يحمل في طياته ذكرى الإسراء والمعراج في ليلته السابعة والعشرين، مما يجعله مدخلاً لسلسلة من المواسم الروحية المتتالية. كما اعتاد الصحابة على الإعداد له بالتوبة والاستغفار قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، يحافظ المسلمون اليوم على هذا الإرث، مستلهمين منه طريقة لتنقية النفوس وتهيئتها للخيرات المقبلة؛ الدارسون في العلوم الدينية يبرزون دوره كمحطة أساسية للتجديد الداخلي، خاصة مع اقتراب رمضان، حيث يصبح الالتزام بطقوسه خطوة نحو تعزيز الإيمان اليومي.

ممارسات مستحبة في شهر رجب 2026 لتعظيم الأجر

العبادات في شهر رجب 2026 تبرز كوسيلة فعالة لكسب الرضوان الإلهي، حيث ينصح المتخصصون بالإكثار من الصيام في الأيام البيضاء الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة، بالإضافة إلى أيام الإثنين والخميس؛ يضيف الدكتور أحمد السويدان، إمام مسجد الراشد في جدة، أن هذه الأعمال، مع الدعاء المتواصل والذكر والاستغفار، ترفع درجات المؤمن بإذن الله. شاركت فاطمة العتيبي، التي أدت العمرة في الشهر الماضي، شعورها بالسكينة الغامرة التي أدخلت النور إلى قلبها، مما يعكس تأثير هذه الممارسات؛ أما قراءة القرآن الكريم وصلة الروابط الأسرية والتوبة الصادقة، فهي أعمال تحمل كسباً مضاعفاً، وتشهد عليها حركة المعتمرين الكثيفة في مكة والمدينة.

للاستفادة القصوى من شهر رجب 2026، يمكن اتباع خطوات عملية تشمل:

• وضع جدول يومي للعبادات اليومية مثل الصلاة والذكر.
• الالتزام بصيام الأيام المستحبة دون إرهاق الجسد.
• قراءة أجزاء منتظمة من القرآن لتعميق الاتصال الروحي.
• زيارة الأقارب لتعزيز الروابط العائلية.
• التوبة المستمرة من الزلات السابقة للبدء بنية صافية.
• الحجز المبكر للعمرة إن أمكن للتواجد في الأماكن المقدسة.

مع اقتراب شهر رجب 2026، يظل التركيز على التحضير الشخصي أمراً حاسماً، سواء ببرنامج صلوات منتظم أو تواصل مع العائلة؛ هذه الثلاثون يوماً قد تحول مسار الحياة إلى الأفضل إذا ما اغتنمت بحكمة.