عودة مثيرة.. أشهر برنامج رمضاني سوداني يشعل نقاشات التواصل الاجتماعي

أغاني وأغاني يعود بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب الحرب في السودان، حيث أعلنت قناة النيل الأزرق عن استئناف تصوير موسم جديد من البرنامج الرمضاني الشهير بالقاهرة، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل؛ بعض الجمهور يرى فيه إحياءً للتراث الفني، بينما ينتقد آخرون تركيزه على الترفيه وسط الأزمة الإنسانية، ومع ذلك، تستمر التحضيرات لتقديم نسخة تجمع الأغاني الوطنية والتراثية لتعزيز الصمود الجماعي.

كيف أعادت أغاني وأغاني إثارة الجدل السوداني

في ظل التوترات المستمرة منذ أبريل 2023، أثارت خطوة قناة النيل الأزرق بإنتاج برنامج أغاني وأغاني من استوديوهات القاهرة انقساماً واضحاً بين المتابعين، حيث يعبر الكثيرون عن فرحتهم بقدوم رمضاني يعيد بعض الدفء إلى النفوس المرهقة؛ فالبرنامج، الذي كان يُبث بعد الإفطار، يحمل ذكريات جميلة لأجيال من السودانيين، ويُعتبر ركناً أساسياً في الموسم الديني، لكن آخرين يرون أن الظروف الصعبة لا تسمح بمثل هذه الإنتاجات، مشيرين إلى انتشار النزوح والفقر الذي يجعل الترفيه تبدو بعيدة المنال، ومع ذلك، تصر القناة على وصف الموسم القادم بأنه الأكبر منذ البداية، مع التركيز على أعمال تدعم القوات المسلحة وتحافظ على التراث الصوتي السوداني.

من يقود أغاني وأغاني في غياب السر قدور

يُقدم الإعلامي مصعب الصاوي النسخة الجديدة من أغاني وأغاني، خلفاً للراحل السر قدور الذي أسس البرنامج عام 2006 وقاده لـ18 موسمًا بأسلوبه الفريد، مما جعله جزءاً من الذاكرة الجماعية؛ يعد الصاوي بإطلالة تجمع الأصوات الشابة والمخضرمة، ليعيد صياغة الروح الفنية بما يتناسب مع التحديات الحالية، وفي هذا الموسم، يشارك نخبة من الفنانين والموسيقيين لتقديم قصص موسيقية تعكس التاريخ السوداني، مع التركيز على التنوع بين الأغاني الكلاسيكية والحديثة، وهذا الالتزام يأمل في أن يعيد البرنامج إلى مكانه كرمز للإبداع الوطني رغم الركود الذي يعيشه المجال الفني بعد تراجع الإنتاج الدرامي والانشغال بالأزمات اليومية.

الفنانون الذين يعززون عودة أغاني وأغاني

يضم الموسم مجموعة واسعة من الأسماء البارزة في أغاني وأغاني، حيث يجتمعون لإحياء التراث من خلال أداء متنوع، ومن أبرز المشاركين هدى عربي التي تُعرف بصوتها الدافئ، وإنصاف فتحي مع إسهاماتها في الأعمال التراثية، بالإضافة إلى مأمون سوار الدهب الذي يضيف لمسة كلاسيكية، وشكر الله عز الدين بحضورها القوي، وحسين شندي الذي يُجسد الروح الشبابية، وياسر تمتام كضيف مميز، ورماز ميرغني بأدائه الديناميكي، وأحمد فتح الله المعروف بـ”البنادول”، وفاطمة عمر التي تعزز التنوع النسائي، ومنى مجدي سليم، مع أول ظهور لأحمد دسوقي الذي يُقدم إسهاماً جديداً، ويُكملون الفريق الشعراء والموسيقيون ليبنوا حلقات تجمع بين الغناء والحكايات الموسيقية.

  • هدى عربي تقدم أغاني تراثية تعكس الجذور السودانية.
  • إنصاف فتحي تركز على الأعمال الوطنية الداعمة للصمود.
  • مأمون سوار الدهب يجسد الكلاسيكيات مع لمسة حديثة.
  • شكر الله عز الدين تضيف حضوراً قوياً في الدعم العسكري.
  • حسين شندي يُحيي الروح الشابة بالأداء الديناميكي.
  • ياسر تمتام يظهر كضيف مميز في الكواليس.
الجهة المعنية الرأي الرئيسي
قناة النيل الأزرق تحضير موسم أضخم لإحياء الذاكرة الرمضانية.
وزارة الثقافة والإعلام عدم ارتباطها بالأعمال الغنائية، تركيز على الأناشيد الوطنية.
الناقد هيثم أحمد الطيب الغناء أداة للوحدة والتماسك في زمن الحرب.

أما وزارة الثقافة والإعلام، فقد أكدت عدم تورطها في أي إنتاج غنائي، مشددة على دعم القوات بالأناشيد فقط، بينما يرى الناقد هيثم أحمد الطيب أن رفض أغاني وأغاني يُسيء إلى دور الفن في بناء الوحدة، فهو يحول رمضان إلى فضاء للحوار والإبداع، ويجب أن يركز النقد على تحسين المحتوى لا إيقافه.

مع تواصل التحضيرات، يظل أغاني وأغاني رمزاً للصمود الفني، يسأل عن كيفية الحفاظ على الهوية الثقافية وسط المعارك، ويُثير تساؤلات حول مستقبل البرامج الرمضانية في السودان.