رد أزهري على إيمان العاصي.. توضيح أسباب تحريم التبني والبديل الشرعي

الكفالة تمثل الطريق الشرعي الذي يفتحه الإسلام للأسر الراغبة في رعاية الأطفال المحتاجين، حيث أكد الدكتور أسامة قابيل، عالم الأزهر الشريف، أنها تحقق الرحمة دون انتهاك للقواعد الأساسية؛ فهي تحمي حقوق الطفل وتضمن استقراره العاطفي والاجتماعي، وترد على الشبهات التي أثارتها الفنانة إيمان العاصي مؤخرًا، مع الالتزام بالنصوص الإلهية الواضحة.

الكفالة كبديل شرعي عن التبني الجاهلي

أوضح قابيل أن الشريعة الإسلامية لا تمنع الرغبة الإنسانية في مساعدة الأيتام، بل تحرم التبني بمعناه التقليدي الذي يغير النسب الأصلي؛ فهذا النهي يهدف إلى الحفاظ على كيان المجتمع، حيث يرتبط النسب بأحكام الميراث والمحرمات والولاية على الطفل؛ وقد أشار إلى الآية الكريمة “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ”، مؤكدًا أنها أمر إلهي يفوق أي رأي شخصي، ويحمي الحقوق من الضياع أو الالتباس؛ ومع ذلك، فإن الإسلام يفتح أبواب الرحمة من خلال الكفالة، التي توفر الرعاية الكاملة دون المساس بالهوية البيولوجية للطفل، مما يجعلها المنظومة المثالية لتحقيق العدل الاجتماعي والديني في آن.

حقوق الطفل في نظام الكفالة الإسلامي

في نظام الكفالة، يحصل الطفل على كل ما يحتاجه من حب وتربية وتعليم وإنفاق، كما بيّن قابيل، دون أن يفقد صلته بعائلته الحقيقية؛ هذا النهج يجمع بين العاطفة والالتزام الشرعي، حيث تتحمل الأسرة المكلفة المسؤولية الكاملة تجاه الطفل، وتضمن له بيئة أسرية آمنة ومستقرة؛ ويؤكد العالم الأزهري أن مثل هذا الترتيب يريح القلوب باتباع أوامر الله، بعيدًا عن الهوى الشخصي؛ فالكفالة ليست مجرد مساعدة مؤقتة، بل هي طريقة مستدامة تحافظ على حقوق الجميع، وتسمح للطفل بالنمو في جو من الأمان، مع الحفاظ على إرثه الوراثي والاجتماعي؛ وبهذا، يصبح المنظومة أداة فعالة لدعم الأسر المعوزة والأيتام في المجتمعات الإسلامية.

كيفية تطبيق الكفالة عمليًا وشرعيًا

للراغبين في الكفالة، أوصى قابيل بالتوجه نحو الجهات الرسمية، مثل الجهات الحكومية المختصة، لإكمال الإجراءات القانونية والشرعية؛ واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، مشيرًا بأصابعه السبابة والوسطى، ليبرز الأجر العظيم لهذه الفضيلة؛ وفي هذا السياق، يمكن تلخيص الخطوات الأساسية لتفعيل الكفالة كالتالي:

  • تقديم طلب رسمي إلى الجهات المختصة بالرعاية الاجتماعية.
  • إجراء فحص طبي ونفسي للأسرة المقدمة للكفالة.
  • تقييم ظروف المعيشة لضمان القدرة على الإنفاق والرعاية.
  • التوقيع على عقد شرعي يحدد الحقوق والالتزامات.
  • متابعة دورية من قبل الجهات الرقابية للتحقق من الاستقرار.
  • تقديم تقارير سنوية عن تطور الطفل تعليميًا وعاطفيًا.

وتعزز هذه الخطوات الثقة في النظام، مما يجعل الكفالة خيارًا موثوقًا للجميع.

مقارنة بين الكفالة والتبني في الشريعة

لتوضيح الفرق، يمكن استعراض الجوانب الرئيسية من خلال الجدول التالي، الذي يبرز كيف تحقق الكفالة التوازن بين الرحمة والشرع:

الجانب التبني الجاهلي الكفالة الإسلامية
النسب تغيير النسب الأصلي الحفاظ على النسب الحقيقي
الحقوق اختلاط في الميراث والمحرمات حماية كاملة للحقوق البيولوجية
الرعاية غير مضمونة شرعيًا شاملة للتربية والإنفاق
الأجر الديني محظور مبشر بالجنة كما في الحديث

يؤكد قابيل أن الكفالة تمثل الحل الأمثل، فهي تلبي احتياجات الأطفال دون تعقيدات، وتدعو الأسر إلى الانخراط فيها لنشر الخير.