صافرة البداية.. ينطلق العد التنازلي لكأس العالم الإلكترونية 2026

المنتخب السعودي أظهر أداءً غير مستقر خلال مواجهة فلسطين في كأس العرب، حيث سيطر على إيقاع المباراة لكن الهجوم تعثر بشكل واضح، وانتهى الأمر بتأهل مثير إلى نصف النهائي بعد أشواط إضافية؛ هذا الفوز أشعل جدلاً واسعاً حول جاهزيته للتحديات الكبيرة القادمة، خاصة مع اقتراب كأس العالم، إذ يحتاج الفريق إلى تغييرات في الاستراتيجية الفنية لمعالجة التناقضات البارزة، وبقيت خطوتان تفصله عن فرصة لاستعادة بريقه بعد غياب طويل عن الصدارة.

دور مصعب الجوير في إنعاش خط الهجوم للمنتخب السعودي

دخل مصعب الجوير الملعب في الدقيقة الـ78 كبديل لناصر الدوسري، وسرعان ما غيّر مسار اللعب لمصلحة المنتخب السعودي؛ أضاف ديناميكية وحيوية إلى الأمام، مما أتاح فرصاً حقيقية بعد فترة من الركود الهجومي؛ وفقاً لإحصاءات سوفا سكور، نفذ الجوير 23 تمريرة داخل منطقة الخصم، نجحت 18 منها بنسبة 78%، بينما لم يصل الدوسري إلى 11 ناجحة من 19 فقط بنسبة 58%، وهذا الفرق يبرز الاختلاف في الكفاءة الأمامية؛ لم يقتصر تأثيره على التمريرات، فقد شدد الضغط العالي وساعد في كسر الدفاع الفلسطيني الصلب، رغم ضعف خط الوسط عموماً؛ فالثلاثي الدوسري والخيبري وكنو فشلوا في دعم الهجمات بانتظام، إلا في لحظات معزولة؛ مع ذلك، برز كنو بلمساته القريبة من المرمى، حيث أحرز الهدف الحاسم بعد هدفين أمام جزر القمر، مما يشير إلى أن مكانه الأنسب يقع أقرب إلى الشباك بدلاً من التنظيم.

غياب سالم الدوسري وتأثيره على قوة المنتخب السعودي الهجومية

في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، سُئل هيرفي رينارد عن انخفاض الفعالية الأمامية بسبب غياب سالم الدوسري أمام المغرب، فرد بأن اللاعب احتاج إلى راحة لتعزيز لياقته، مشيراً إلى بدائل مثل محمد كنو الذي سجل ثلاثة أهداف في البطولة؛ لكن الإحصاءات تكشف جانباً آخر، إذ أحرز المنتخب السعودي سبعة أهداف حتى الآن، معظمها بفضل سالم الدوسري؛ صنع هدفين وفاز بلقب أفضل لاعب أمام عمان، ثم سجل واحداً وصنع اثنين أمام جزر القمر ليُكرّم كنجم المباراة مرة أخرى؛ عاد سالم إلى التشكيلة أمام فلسطين برسالة واضحة إلى كنو، بالإضافة إلى دوره في كسب الركلة الجزائية الأولى، مما يؤكد أنه العمود الفقري للخط الهجومي، حيث يفقد الفريق الابتكار والتميز في غيابه؛ لتلخيص مساهماته، إليك جدولاً يلخص أبرز إنجازاته:

المباراة الأهداف والصناعات
أمام عمان صنع هدفين
أمام جزر القمر هدف واحد وصنع اثنين
أمام فلسطين تمريرة حاسمة وركلة جزاء

انفعال هيرفي رينارد تجاه صالح أبو الشامات في صفوف المنتخب السعودي

منذ بداية مباراة فلسطين، ظهر غضب هيرفي رينارد تجاه صالح أبو الشامات؛ صاح المدرب الفرنسي عدة مرات يطالبه بتسريع خطواته بعد لمس الكرة، وهذا ليس حدثاً معزولاً، إذ اشتهر رينارد بانفعالاته على الخط كما في مواجهات سابقة؛ رغم ذلك، يُعد أبو الشامات موهبة شابة تتطور بوتيرة سريعة، حيث لعب تسع مباريات هذا العام تحت قيادة رينارد كأول تجربة له مع المنتخب السعودي، ليصبح عنصراً أساسياً؛ في المؤتمر، قال رينارد إن الوضع تعقد بعد الدقيقة 65، لكنه تحسن بدخول عبد الرحمن العبود، مؤكداً أن الروح الجماعية كانت مفتاح التأهل، مع التأكيد على حاجة أبو الشامات إلى تراكم خبرة أكثر لتعزيز دوره الدائم.

أسباب تراجع الهجوم لدى المنتخب السعودي

أفصح هيرفي رينارد بعد المباراة عن أن الجمود الهجومي يعود إلى قلة دقائق اللعب للاعبي المنتخب السعودي في الدوري المحلي، مما يعيق استمرار اندفاعهم طوال الـ90 دقيقة؛ يجلس معظمهم على الاحتياطي في أنديتهم لفترات طويلة، وهذه مشكلة خارج سيطرته كمدرب يجب حلها؛ أكد في تصريحات حادة للصحافة أنها مسؤولية مشتركة، ويجب نقل الرسالة بوضوح، وهو ليس الحديث الأول عنها، إذ أشار إليها سابقاً رغم التركيز على الجوانب التقنية؛ لفهم هذه التحديات، إليك نقاط رئيسية تتعلق بالإرهاق والمشاركة المحدودة:

  • غياب الانتظام يقلل من القدرة على الصمود في المباراة بأكملها.
  • يفقد اللاعبون الشعور باللعب بسبب الجلوس الطويل على المقعد.
  • هذا يؤثر سلباً على التناغم الجماعي خلال التجمعات القصيرة للمنتخب السعودي.
  • يجب زيادة حصص اللعب في الدوري لتعزيز الاستعداد للمنافسات الكبرى.
  • الإعياء الجسماني يظهر بوضوح في الأشواط الإضافية، كما حدث أمام فلسطين.

امتد اللقاء إلى 120 دقيقة، مما أنهك اللاعبين؛ الآن يترقب المنتخب السعودي نصف النهائي يوم الاثنين، وقد تكون هاتان المباراتان بداية لتحول حقيقي للفريق نحو إنجاز بارز قبل كأس العالم.