ندم دائم.. عادل إمام يكشف ألم الفيلم الوحيد الذي يتمنى نسيانه إلى الأبد

ندم عادل إمام على فيلم سيد درويش يعكس جانبًا نادرًا من شخصية الزعيم الفني الكبير، الذي أدى دور “صبي العالمة” إلى جانب كرم مطاوع في هذا العمل الذي يعود إلى الثمانينيات. في حواراته الصحفية المتعددة، أعرب إمام عن أسفه الشديد على مشاركته فيه، معتبرًا إياه خطأ فنيًا أثر عليه نفسيًا لسنوات. هذا الاعتراف يبرز كيف يمكن لفيلم واحد أن يلتصق بمسيرة طويلة مليئة بالنجاحات، خاصة مع إمام الذي يُعتبر رمزًا للسينما المصرية منذ عقود.

نشأة عادل إمام والبدايات الأولى

ولد عادل محمد إمام محمد في قرية شها بمركز المنصورة في محافظة الدقهلية يوم 17 مايو 1940، ثم انتقل مع عائلته إلى حي السيدة زينب في القاهرة حيث قضى سنوات طفولته ومراهقته. هناك، أكمل دراسته وتخرج بدرجة البكالوريوس في الزراعة من جامعة القاهرة، لكنه سرعان ما اكتشف شغفه الحقيقي بالفن. يعيش إمام حياة أسرية مستقرة مع زوجته الدكتورة هالة، ويتباهى بثلاثة أبناء؛ رامي الذي تخرج من الجامعة الأمريكية ويعمل مخرجًا وموسيقيًا، ومحمد إمام الممثل، إلى جانب ابنته سارة التي أخذت طريق التمثيل أيضًا. هذه الخلفية الشخصية ساعدت في تشكيل شخصيته الفنية، رغم الندم الذي يطارد بعض قراراته مثل فيلم سيد درويش الذي يرى فيه إخفاقًا يفوق الآخرين.

مسيرة المسرح التي بنت إمبراطورية

منذ أيام الجامعة، جذب عادل إمام إلى عالم التمثيل من خلال هوايته في المشاركة مع الفرق الطلابية، ثم انضم إلى فرقة التلفزيون المسرحية عام 1962 حيث بدأ بأدوار ثانوية كشفت موهبته الكوميدية الساحرة. سرعان ما تألق في مسرحية “أنا وهو” نفس العام، تلتها “النصابين” عام 1966، و”البيجامة الحمراء” في 1967، مما مهد الطريق لأعمال أكبر. بلغت ذروة مسيرته المسرحية مع “مدرسة المشاغبين” بين 1971 و1975، التي أصبحت نقطة تحول حقيقية، ثم “شاهد ما شفش حاجة”، و”الواد سيد الشغال” من 1985 إلى 1993، وانتهت بـ”بودي جارد”. هذه الأعمال المتنوعة رسخت مكانته، لكن الندم على فيلم سيد درويش يظل يلقي بظلاله حتى على هذه الإنجازات المسرحية اللامعة.

انطلاقة السينما وتوسع الإنتاج

دخل عادل إمام عالم السينما بقوة من خلال فيلم “لصوص لكن ظرفاء” عام 1968 إلى جانب أحمد مظهر، مما أسس لصعوده السريع نحو القمة. واصل تقدمه حتى أصبح البطل الرئيسي في “البحث عن فضيحة” عام 1973 مع ميرفت أمين وسمير صبري، مستفيدًا من الانتعاش الفني والسياسي بعد انتصار أكتوبر الذي أنعش صناعة الأفلام. على مدار أكثر من أربعة عقود، شارك في نحو 200 عمل فني يشمل المسرح والسينما والتلفزيون، مع عودة ملحوظة للدراما الرمضانية في السنوات الثماني الأخيرة؛ بدءًا من “فرقة ناجي عطا الله” عام 2012، مرورًا بـ”العراف” في 2013، و”صاحب السعادة” 2014، وصولًا إلى “فالنتينو” عام 2019. رغم هذا الإرث الغني، يبرز ندم عادل إمام على فيلم سيد درويش كالوحيد الذي يشعر تجاهه بالحرج الشديد، ويتمنى لو استطاع محوه من سيرته إذا عاد الزمن.

المرحلة الفنية أبرز الأعمال
المسرح المبكر أنا وهو، النصابين، البيجامة الحمراء
السينما لصوص لكن ظرفاء، البحث عن فضيحة
الدراما الرمضانية فرقة ناجي عطا الله، العراف، فالنتينو

في سياق ندم عادل إمام على فيلم سيد درويش، يمكن تلخيص دروسه من خلال مقارنة بأعماله الأخرى؛ إليك بعض العناصر البارزة التي شكلت رأيه:

  • الدور الثانوي في التلفزيون أظهر موهبته الكوميدية مبكرًا.
  • مسرحية مدرسة المشاغبين كانت البداية الحقيقية للشهرة الواسعة.
  • انتصار أكتوبر ساعد في ازدهار أفلامه مثل البحث عن فضيحة.
  • الدراما الرمضانية عززت حضوره في الثماني سنوات الأخيرة.
  • الندم يركز على التأثير النفسي الطويل الأمد للأداء الخاطئ.

يظل هذا الاعتراف جزءًا أصيلاً من قصة إمام، يذكرنا بإنسانية الفنانين رغم بريقهم.