اعتراف صريح لعارفة الفلاحي: أطفالي يمثلون استثماري الأصيل في الحياة

صناعة القرار تمثل جوهر الدور القيادي الذي تؤديه عارفة الفلاحي، أول امرأة إماراتية تتولى إدارة بنك في رأس الخيمة؛ فمع خبرة تزيد عن 25 عاماً في القطاع المصرفي، تجمع بين الرؤية الاستراتيجية والقرارات اليومية التي تشكل مسار المؤسسات. تشغل اليوم مناصب في مجلس إدارة ثماني شركات، وتقدم استشارات لثلاث جهات أخرى، مما يعكس تفاعلها مع أكثر من 11 كيان داخل الإمارة وخارجها؛ ومن خلال هذه التجربة، تبرز كيف أصبحت صناعة القرار أداة للتوازن بين الطموحات المهنية والحياة الشخصية.

مسؤوليات عارفة الفلاحي في صناعة القرار

تشمل التزامات الفلاحي الحالية عضوية مجلس إدارة غرفة تجارة رأس الخيمة، وشركة رأس الخيمة للتأمين، وشركة أسمنت الخليج، بالإضافة إلى شركة فلل للإسكان؛ كما ترأس لجنة المعارض في الغرفة، وتشارك في لجان أكاديمية واقتصادية بكليات التقنية العليا. هذه المناصب تتطلب صناعة قرارات دقيقة، تجمع بين الخبرة المالية والرؤى التنموية؛ فهي لا تقتصر على الإشراف اليومي، بل تمتد إلى بناء شراكات تثري الاقتصاد المحلي. في حوارها مع «الإمارات اليوم»، أكدت أن الإمارات تجاوزت مرحلة تمكين المرأة، وانتقلت إلى الاستمرارية في القيادة؛ حيث يركز التحدي على قدرة المرأة على الحفاظ على مواقعها، مع التوفيق بين العمل والأسرة وصحتها وسط التغييرات السريعة.

التحديات الشخصية في رحلة صناعة القرار

تشارك الفلاحي تفاصيل نادرة عن رحلتها، مشيرة إلى أن إنجازاتها المهنية لا تكتمل دون نجاحها الأسري؛ فمع أولادها، الذين علّمتهم مبادئ الحياة أثناء غيابها المهني الطويل، أصبحوا اليوم أفراداً مستقلين ومثقفين. التوازن بين إدارة بنك وتربية أبناء يحتاجون إلى دعم نفسي يومي كان التحدي الأصعب، لكنه الأكثر إلهاماً؛ إذ أدركت أن الأبناء يتطلعون إلى نموذج قيادي يجمع بين الوعي والكلمة الطيبة. في لحظة حاسمة أثناء جائحة كورونا، عرضت استقالتها لإنقاذ موظفيها من الإنهاء، قائلة إنهم الجنود الحقيقيون في مسيرتها؛ وكان القدر رحيماً بإبقاء الفريق سليماً، مما يعكس مبادئها في صناعة قرارات إنسانية.

لتوضيح مسؤولياتها المتعددة، إليك جدولاً يلخص أبرز المناصب:

المؤسسة الدور
غرفة تجارة رأس الخيمة عضو مجلس إدارة ورئيس لجنة المعارض
شركة رأس الخيمة للتأمين عضو مجلس إدارة
شركة أسمنت الخليج عضو مجلس إدارة
شركة فلل للإسكان عضو مجلس إدارة

مهارات أساسية لنجاح صناعة القرار

تركز الفلاحي على الانضباط واحترام الوقت كأركان للقيادة، مع التركيز على إدارة الموارد البشرية والمالية؛ فالقائد الناجح يتعامل مع اختلافات الأفراد، محفزاً كل واحد بطريقته الخاصة. وفي رسالتها إلى الفتيات الإماراتيات، تنصح بالالتزام بالدراسة وصقل الخبرة دون مطاردة المكاسب السريعة؛ إذ تتطلب صناعة القرار تعلماً في إدارة الفرق واستثمار الميزانيات بشكل صحيح. المؤسسات مدعوة لتقديم فرص حقيقية وتدريب نوعي، لأن المرأة تمتلك إمكانيات هائلة تحتاج إلى منصة للتألق. ومن حكمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تستلهم دعمه لدور المرأة في المجتمع، مما يدعم مسيرتها اليوم.

لتحقيق التوازن في حياة القائدة، إليك قائمة بالعناصر الرئيسية التي أكدت عليها الفلاحي:

  • الانضباط اليومي لإدارة الوقت بكفاءة.
  • فهم اختلافات الأفراد في الفرق لتحفيزهم بشكل فردي.
  • التركيز على الصحة النفسية والبدنية أمام المسؤوليات المتزايدة.
  • بناء شبكة دعم أسري يعتمد على الوعي لا الوقت فقط.
  • التعلم المستمر من الخبرات لصناعة قرارات استراتيجية.
  • الإيمان بالقيم الإنسانية في اللحظات الصعبة.

عارفة الفلاحي تقدم نموذجاً حياً للمرأة الإماراتية في صناعة القرار، حيث يصبح الاستمرارية والتوازن محوراً للنجاح؛ فتجربة تجاوزت التمكين لتصبح إرثاً يلهم جيلاً جديداً.