وائل الغول يحلل: مصر تواجه مخططات ‘إسرائيل الكبرى’ في المنطقة

إسرائيل الكبرى تتجاوز حدود الخيال الديني أو الأيديولوجيا المهملة؛ إنها استراتيجية تتقدم بخطى مدروسة، تختبئ في الظلال أحيانًا، وتنقض فجأة، مستغلة أي ثغرة في الاستقرار العربي لتوسيع نفوذها. بنيامين نتنياهو لم يبتكر هذا المفهوم، لكنه يحوله إلى واقع ملموس، مغلفًا بغطاء الأمن، ومبررًا أمام العالم كدفاع عن الحقوق، بينما يخفي طموحًا توسعيًا يعتمد على العدوان الممنهج.

كيف يدير نتنياهو مشروع إسرائيل الكبرى؟

في عقل نتنياهو، لا تمثل غزة مجرد مدينة مأهولة، ولا الضفة الغربية شعبًا يطالب بحقوقه، ولا القدس تراثًا تاريخيًا مشتركًا؛ بل هي أرض يمكن تهيئتها للضغط، وخريطة جاهزة للتمزيق، ودماء عربية تستخدم كأداة في صفقات سياسية معقدة. كل عملية عسكرية يطلقها لا تسعى لحماية حدود إسرائيل الكبرى فحسب، بل تهدف أساسًا إلى تعزيز موقعه الشخصي. يواجه تحديات داخلية مشتعلة، مثل التحقيقات القضائية التي تطارده بلا هوادة؛ وكذلك غضب الشارع الإسرائيلي الذي ينتقده بشدة؛ فضلاً عن إرث تاريخي يهدد بأن يحاكمه الأجيال القادمة. هذه العناصر تحول كل انتصار عسكري إلى درع شخصي يحميه من السقوط.

موقف مصر أمام طموحات إسرائيل الكبرى

تقف مصر كحاجز صلب أمام أي محاولة لفرض واقع جديد يهدد التوازن الإقليمي، ليس بالكلام الجهوري فحسب، بل بإجراءات عملية تحمل وزن الدولة الكبرى. أدركت القاهرة منذ البداية أن التركيز على غزة ليس نهاية الطريق، وأن اقتراح تفريغ القطاع يُقدم كحل إنساني زائف، بينما يُعد خطوة أولى نحو إقامة كيان يبنى على حساب الآخرين. أعلنت مصر رفضها الصريح لأي شكل من أشكال التهجير القسري، أو تصفية القضية الفلسطينية، أو تعديل الحدود بما يمس أراضي سيناء. هذا النهج يعكس وعيًا عميقًا بأن إسرائيل الكبرى تسعى لإعادة رسم المنطقة بأكملها، وأن الاستسلام هنا يفتح أبوابًا لمزيد من الغزوات.

لماذا لا تُقبل سيناء في مفاوضات إسرائيل الكبرى؟

سيناء ليست مجرد صحراء فارغة أو منطقة جغرافية سهلة التنازل؛ إنها رمز للدماء المسفوكة، وسيادة لا تُمس، وخط دفاع أخير يحمي جوهر الدولة المصرية في قلب الشرق الأوسط. من يعتقد أن الضغوط الدولية أو الابتزاز الإعلامي يمكن أن يُلين موقف القاهرة، فإنه يجهل تمامًا تاريخ مصر الذي يُبنى على المقاومة، وإرادتها التي لا تنكسر أمام الحصارات. في الواقع، حين حاولت القوى الخارجية فرض فتح الحدود أو إفراغ غزة قسرًا، أغلقت مصر أبوابها بقوة، ودخلت كلاعب رئيسي في المشهد، محطمة أي محاولة لإدارة الأزمة من بعيد. هكذا، تحولت إلى العائق الأبرز أمام تقدم إسرائيل الكبرى.

لتوضيح دور مصر في مواجهة هذه الطموحات، إليك قائمة بالإجراءات الرئيسية التي اتخذتها:

  • رفض أي اتفاق يشمل تهجير سكان غزة نحو سيناء.
  • تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود لمنع أي عبور غير مشروع.
  • التنسيق الدبلوماسي الدؤوب مع الدول العربية لدعم القضية الفلسطينية.
  • إصدار بيانات رسمية تؤكد على السيادة المصرية الكاملة.
  • تفعيل الدعم الإنساني المباشر لغزة دون التنازل عن المبادئ.
جانب المخطط رد مصر
تفريغ غزة رفض تام للتهجير كحل إنساني زائف
تعديل الحدود حماية سيناء كخط أحمر غير قابل للنقاش
الضغط السياسي فرض دور مصري مستقل في التفاوض

في غرف الاجتماعات المغلقة، قد يُرسم خط سحري لإسرائيل الكبرى، لكنها تتصدم بالواقع المصري الذي يعرف قيمة كل سنتيمتر من الأرض، ويحمي الحدود بكل ما أوتي من قوة. هكذا، تبقى السيادة ليست شعارًا فارغًا، بل قرارًا يُفرض يوميًا.