نشاط فلكي مميز.. الإمارات للشهب والنيازك يوثق زخة التوأميات في السماء

زخة شهب التوأميات أضاءت سماء الإمارات في ليلة مليئة بالإثارة الفلكية؛ فقد سجلت شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك، التابعة لمركز الفلك الدولي، أكثر من ألفي صورة تظهر نشاطًا مكثفًا لهذه الزخة الشهبية الشهيرة. معظم الشهب الملتقطة ترتبط مباشرة بزخة شهب التوأميات، مما يعكس تفاعلًا حيويًا بين الأرض والغبار الكوني المتدفق من مدار الذنب 3200 فايثون. هذا الحدث لم يكن مجرد عرض بصري، بل فرصة علمية لفهم ديناميكيات الشهب بعمق أكبر.

إنجازات الرصد في زخة شهب التوأميات

أعلن المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي وعضو في منظمة الشهب الدولية، أن الشبكة نجحت في تتبع 401 شهابًا أثناء اختراقه للغلاف الجوي الأرضي، حيث رسم مداراتها بدقة عالية. يعتمد هذا الإنجاز على تحليل العناصر المدارية للحبيبات الغبارية التي كانت تدور حول الشمس قبل أن تتحول إلى ومضات مضيئة. زخة شهب التوأميات، المعروفة بكثافتها الاستثنائية، سمحت بجمع بيانات قيمة تساعد في فهم مصادر هذه الظواهر، خاصة مع اقترابها من ذروتها السنوية في ديسمبر. النتائج هذه تفتح أبوابًا لدراسات متقدمة حول التفاعلات الكونية، مما يعزز دور الإمارات في مجال الفلك العالمي.

آلية عمل الشبكة لتتبع زخة شهب التوأميات

تعمل الشبكة بشكل آلي تمامًا لالتقاط الشهب فور ظهورها، وتتكون من ثلاث محطات رئيسية منتشرة في مناطق نائية بصحراء أبوظبي لضمان تغطية واسعة. كل محطة مزودة بسبع عشرة كاميرا فيديو متخصصة في التعامل مع الضوء الخافت، قادرة على رصد شهب ذات شدة تصل إلى قدر 6.5، أي أنها تلتقط حتى الومضات الخجولة التي قد تفوتها العيون البشرية. بعد التصوير، تقوم المحطات بمعالجة الصور تلقائيًا لتحديد مسار كل شهاب ولمعانه، ثم ترسل النتائج إلى مركز فلكي في الولايات المتحدة ضمن شراكة دولية تشمل شبكات عالمية أخرى، برعاية وكالة ناسا الأمريكية. هذا التعاون يعزز دقة التحليلات ويوسع نطاق البيانات المتاحة للباحثين.

تحديد المدى الدقيق للشهب في زخة شهب التوأميات

يتطلب رسم مدار الشهاب تصويرًا من محطات متعددة، حيث يُستخدم مبدأ المثلثات الهندسية لحساب الارتفاع والسرعة بدقة متناهية؛ فبدون هذا النهج، يبقى التقدير تقريبيًا. في حالة زخة شهب التوأميات، أظهرت الرصودات أن معظم الشهب تمر على ارتفاعات تتراوح بين 80 و120 كيلومترًا، مما يفسر إشراقها القوي قبل الاحتراق. هذا التحليل لا يقتصر على الإحداثيات، بل يمتد إلى دراسة التركيب الكيميائي للغبار، مساعدًا في بناء نماذج لمستقبل الزخات الشهبية الأخرى.

لتوضيح عملية الرصد، إليك خطوات الشبكة الآلية:

  • اكتشاف الشهاب فور الظهور في مجال الرؤية للكاميرات.
  • تصوير فوري بتعريض يصل إلى ثماني ثوانٍ لالتقاط التفاصيل.
  • معالجة الصورة محليًا لتحديد المسار واللمعان.
  • ربط البيانات من محطات متعددة عبر حسابات المثلثات.
  • إرسال التقرير النهائي إلى الشركاء الدوليين للتحليل المشترك.
  • أرشفة النتائج لدعم الدراسات المستقبلية.

بالإضافة إلى ذلك، سجلت الصور مجموعات نجمية بارزة مثل الجبار والثور والتوأمان والكلب الأكبر، بالإضافة إلى عنقود الثريا اللامع، مع ظهور كوكب المشتري والقمر في بعض الإطارات؛ كما التقطت طائرات عابرة وشهبًا متعددة في إطار واحد، مما يعكس حيوية السماء أثناء الحدث. هذه التفاصيل تضيف طبقة فنية إلى الجانب العلمي، تجعل الرصد تجربة شاملة.

العنصر المرصود التفاصيل
عدد الصور أكثر من 2000 صورة
عدد المدى المرسومة 401 شهابًا
شدة الرصد قدر 6.5
تعريض الصورة 8 ثوانٍ

مع استمرار الجهود في تطوير الشبكة، يبقى دور الإمارات حاسمًا في استكشاف أسرار الكون، خاصة مع زخات شهب التوأميات التي تعيد إحياء السماء كل عام. النتائج الحالية تثبت التزامًا بمعايير عالمية، مما يشجع على مزيد من الاكتشافات.