ابتكار تقني يستهدف الذهب المدفون تحت الأرض بكفاءة عالية 2025

أصل الذهب ينبع من أعماق الوشاح الأرضي، كما كشفت دراسة نشرتها جامعة غلاسكو مؤخرًا؛ حيث أجرت فحوصات كيميائية للغازات المحصورة في الصخور العريقة، مما أوضح أن رواسب هذا المعدن الثمين تحت أراضي اسكتلندا وأيرلندا تشكلت نتيجة انصهار الوشاح؛ ويُعتبر هذا الاكتشاف، الذي ورد في مجلة جيولوجيا، تطورًا كبيرًا في خطط البحث عن المعادن النفيسة عالميًا، خاصة مع الاستناد إلى آثار الهيليوم كمؤشر رئيسي.

كيف ساعد مطياف الكتلة في تفسير أصل الذهب

قاد علماء الفريق، بقيادة الأستاذ فين ستيوارت من مركز الطاقة الشمسية في اسكتلندا، تحليلًا باستخدام مطياف الكتلة على عينات من معادن الكبريتيد المليئة بالذهب في سلسلة جبال كاليدونيا؛ أظهرت النتائج أن دفء الوشاح دفع السوائل الحاملة للمعدن نحو السطح، مما يحسم نقاشًا علميًا دام عقودًا حول مصدر هذه الترسبات؛ وأكد ستيوارت أن كميات الهيليوم المرتفعة في هذه المناطق تثبت أن انصهار الوشاح ضروري لإيجاد رواسب ذهب واسعة النطاق، كالتي في مناجم كونونيش وكوراغينالت وكافاناكاو؛ ومع ذلك، لا يزال الخلاف مستمرًا حول مدى تأثير هذه الآلية على معادن أخرى مثل الليثيوم والكوبالت المستخدمة في التكنولوجيا الحديثة، مما يفتح آفاقًا لأبحاث إضافية.

دور حزام كاليدونيا في كشف أسرار أصل الذهب

يمتد حزام كاليدونيا لأكثر من ألف كيلومتر وثمانمائة، من الجبال الشمالية الأبلاشية في أمريكا الشمالية إلى أقاصي النرويج الشمالية، وتكون قبل بين أربعمائة وتسعين وثلاثمائة وتسعين مليون عام بسبب اندفاع الصفائح القارية لقارتي لورنتيا وبالتيكا نحو أفالونيا؛ أسفر هذا الالتصاق عن ذوبان الوشاح تحت القشرة، مما أنتج أجسامًا جرانيتية هائلة في المرتفعات الاسكتلندية، والتي تحولت اليوم إلى مصادر لرواسب ذهب وفيرة؛ دارت المناقشات بين الجيولوجيين حول ما إذا كان أصل الذهب من أعماق الوشاح أم من سوائل حرارية نبتت عن التحركات التكتونية؛ يشدد الدكتور كالوم لييل، الجيولوجي الخبير في الاستكشاف لدى شركة ويسترن جولد إكسبلوريشن وصاحب الدراسة الأساسية، على أن آثار الهيليوم تصبح مؤشرًا دقيقًا لتحديد أنظمة المعادن الرئيسية في مختلف أنحاء العالم، مما يثري الإدراك لأصل الذهب في ظروف جيولوجية متشابهة.

  • انتشار عينات دقيقة من معادن الكبريتيد عبر تضاريس جبال كاليدونيا.
  • تنفيذ فحوصات بمطياف الكتلة للغازات المحاصرة فيها.
  • حساب نسب نظائر الهيليوم 3He/4He بدقة في السوائل المرتبطة.
  • موازنة الإحصاءات مع ترسبات الذهب في المناجم العاملة اليوم.
  • وصل الاستنتاجات بدرجات الحرارة السائدة في السوائل المعدنية.
  • استخلاص التأثير الحاسم لانصهار الوشاح في بناء هذه الترسبات.

استخدام الهيليوم في استكشاف أصل الذهب عالميًا

كشف التحليل أن مستويات الهيليوم المنخفضة الذائبة في سوائل الخام تأتي مباشرة من الوشاح السحيق، مما يشير إلى أن الدفء الذي نقل الذهب الغني يبدأ من قعر القشرة؛ ترتبط نسبة الهيليوم ارتباطًا حميمًا بارتفاع درجة حرارة هذه السوائل وكم الرواسب الكلي، كما رُصد في حزام كاليدونيا حيث تراوحت القيم بين 0.09 و3.3 را، دلالة على تدفق هائل للعناصر المتطايرة الصهارية؛ ويفتح ذلك الباب أمام أساليب استكشافية مبتكرة لأصل الذهب في أماكن نائية، مستفيدًا من نظائر الهيليوم كأداة جيوكيميائية لتقدير المواقع والحجم المتاح.

المنجم نسبة 3He/4He (را)
كونونيش 0.09-3.3
كوراغينالت 0.09-3.3
كافاناكاو 0.09-3.3

يربط هذا الاكتشاف أصل الذهب بانصهار الوشاح ارتباطًا واضحًا، مقدمًا أداة علمية قوية لتوجيه حملات التنقيب المقبلة؛ ومع تزايد الحاجة إلى المعادن الثمينة، يساهم في تحسين أداء قطاع التعدين في دول عديدة.