ثورة الطاقة في كوبا.. لماذا يحول السكان طناجر الأرز إلى مواقد فحم؟

شاب كوبي يعيد استخدام أواني طهي الأرز المكسورة لصنع مواقد فحم تساعده وجيرانه خلال أزمة الطاقة التي تعصف بمجتمعه، مما تحوّل إلى رمز للصمود والإبداع في بلدية كوماناياغوا بمقاطعة سيينفويغوس، حيث تنبثق مبادرة غير تقليدية لمواجهة انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تؤثر على الحياة اليومية. كيفن ديفيد ألتونا برافو استغل أواني طهي الأرز المهملة والعلب الفارغة في ابتكار مواقد فحم ببساطة لكنها ضرورية للطهي عندما يُقطع التيار الكهربائي، لينقذ العشرات من مواجهة العجز في وسائل الطهي التقليدية.

الإبداع الشعبي في مواجهة أزمة الطاقة: قصة شاب كوبي يصنع مواقد فحم من أواني الأرز المكسورة

رغم طابعها البدائي، تلبّي مواقد الفحم التي يصنعها كيفن حاجة ملحّة في معظم البيوت، خاصة لكبار السن الذين يُعانوا من نقص البدائل للطهي في ظل الانقطاعات الكهربائية المستمرة، وهي ظاهرة ليست عابرة بل جزء من الحياة اليومية في كوبا. جاءت فكرة كيفن كحل عملي وبسيط يدمج بين إعادة التدوير والإبداع الشعبي، ما يكسب المبادرة أهمية اجتماعية وعملية كبيرة في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجه البلد. هذه المواقد المتواضعة تمكن الأسر من تحضير وجباتها بسرعة وبتكلفة منخفضة، مستخدمين كمية قليلة من الفحم يمكن توفيرها بسهولة.

كيف شاب كوبي صنع مواقد فحم لمساعدة جيرانه: مبادرة تدمج الإبداع والتضامن في ظل أزمة الطاقة

شارك كيفن فكرته عبر مجموعة “Revolico Cumanayagua & Cienfuegos Cuba” على فيسبوك، حيث استعرض نماذج مختلفة من مواقد الفحم التي صنعها يدوياً، وأكد أن بعضها مخصص لجيرانه المسنين الذين يحتاجون إلى دعم مباشر. في منشوره، أوضح أن استخدام هذه المواقد يتطلب فقط كميات ضئيلة من الفحم لطهي الطعام خلال دقائق، ما يجعل الفكرة عملية ومذهلة في بساطتها. رافق هذا العرض تفاعل واسع بين المتابعين، بين من أشاد بالطريقة وعلّق بفخر على براعة السكان في التعامل مع الأزمة، ومن عبّر عن الأسف لكون الحلول المستخدمة تعود إلى الماضي، مما يعكس غضباً من استمرار تدهور جودة الحياة وغياب حلول مستدامة.

شاب كوبي يواجه انقطاعات الكهرباء بمواقد الفحم: ابتكارات منزلية تعكس الإبداع والضغط اليومي

تتوزع ردود الفعل بين الإعجاب بالإبداع الشعبي وحزن عميق يرجع إلى حقيقة أن الابتكار لا يزال الخيار الوحيد للبقاء. فقد عبّر أحد المتابعين بأن بعد عقود من النظام الشيوعي، يبقى الابتكار ضرورة لا بد منها للبقاء على قيد الحياة، فيما سخر آخر بعبارة تشير إلى أن البلاد تعود إلى زمن استعماري قديم. هذه المشاعر تعكس حالة مزدوجة من الفخر والخذلان، حيث انتشرت العديد من الحيل والحلول المنزلية المبتكرة عبر الإنترنت، من استخدام هياكل الغسالات الروسية المحشوة بالطين إلى مواقد مصنوعة من رفوف الثلاجات القديمة. تشهد كوبا انتشارًا متزايدًا لهذه الاختراعات المصنوعة يدوياً كوسيلة للتكيف مع ندرة الموارد المتزايدة.

• صنع مواقد الفحم من أواني الأرز الفارغة
• استخدام المكونات المعاد تدويرها لصنع أدوات منزلية
• ابتكار حلول بديلة للطهي والغسيل اليومية
• مشاركة الأفكار عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتأثير المجتمعي

خلف هذا الابتكار البسيط قائم على مواقد الفحم، تقف سلسلة واسعة من الحلول المتطرفة التي ابتكرها الكوبيون للتكيف مع الأزمات اليومية، مثل طريقة تحضير القهوة باستخدام أنابيب مصل اللبن مع سخان كهربائي، أو بناء مراحيض بيئية تعيد استخدام مياه غسل اليدين لري النباتات. إضافة إلى ذلك، استحدث سكان آخرون وسائل لتنظيف الملابس بجانب الأنهار عبر وصل خراطيم لغسالاتهم بدل الاعتماد على قنوات المياه الرسمية، كما قام البعض بابتكار مراوح يدوية قابلة لإعادة الشحن مصنوعة من الورق المقوى والخشب لتوجيه الهواء إلى داخل المنازل.

تغيّر مفهوم القمامة تماماً في ظل ندرة الموارد، حيث لم تعد مجرد نفايات يُنظر إليها بعين الاحتقار أو الاستهلاك غير المفيد، بل أصبحت مواد خام ثمينة تُستخدم في صناعة أدوات وأجهزة منزلية. تنتشر “مصانع” صغيرة في الفناء الخلفي للمنازل والأراضي غير المستغلة، حيث تُنتج حاجيات يومية باستعمال المواد المتوفرة، مما يعكس قدرة المجتمع على التجاوب مع الأزمة بروح التحدي والإبداع. قصة كيفن وأمثاله ليست فقط حكاية عن موقد فحم، بل رمز حقيقي لبلد يرفض الاستسلام، يستمر في النضال بقوة بالرغم من أن مطبخه يعج بالدخان مجدداً، كما في العصور القديمة.