ابتكار سالي الحربي.. نوى التمر يحصد الجائزة الذهبية لابنة القصيم

نوى التمر تتحول إلى مصدر حيوي للطب الحديث من خلال ابتكار المبتكرة السعودية سالي الحربي، التي حصدت الجائزة الذهبية في معرض سيؤول الدولي للاختراعات SIIF 2025؛ يعتمد مشروعها على استخراج كربونات الكالسيوم من هذه النوى لتصنيع العظام الصناعية، مما يعزز الاستدامة والاقتصاد الدائري. ويأتي هذا الإنجاز ضمن تكريمات سريعة الخطى من السعودية وبريطانيا وكوريا الجنوبية، مؤكدًا قيمة الابتكار العلمي والتطبيقي في استغلال الموارد الطبيعية للحلول الصحية المتقدمة.

كيف ساهمت نوى التمر في الفوز الدولي

في عالم الابتكارات الطبية؛ يبرز مشروع سالي الحربي كدليل على إمكانيات نوى التمر في توفير مواد أساسية للعظام الاصطناعية، حيث نجحت في استخلاص كربونات الكالسيوم بنقاوة عالية من خلال عمليات كيميائية دقيقة. هذا النهج لم يقتصر على الجانب العلمي؛ بل امتد إلى التأثير البيئي بتحويل النفايات الزراعية إلى أصول قيمة، مما يدعم التوجهات العالمية نحو الاستدامة. ومع تزايد الطلب على العظام الصناعية في الجراحات؛ يفتح الابتكار أبوابًا لتطبيقات جديدة في الطب الحيوي، خاصة في المناطق الغنية بالتمور مثل المملكة العربية السعودية. كما أن السلسلة من الجوائز التي حصلت عليها تعكس الاعتراف الدولي بهذه الخطوة، حيث تأتي بعد تكريمات سابقة من دول متعددة، مما يعزز مكانة نوى التمر كعنصر أساسي في الابتكار الصحي.

أصول الفكرة في بيئة القصيم الزراعية

من أرض القصيم؛ تنبع فكرة سالي الحربي، حيث تُعد المنطقة مركزًا زراعيًا حيويًا يزخر بأشجار النخيل ويُنتج كميات هائلة من التمور للأسواق المحلية والعالمية. نوى التمر هنا ليست مجرد بقايا؛ بل جزء أصيل من الدورة الاقتصادية المرتبطة بصناعة الغذاء، وهذا الارتباط اليومي ألهم الباحثة لاستكشاف قيمتها الكامنة. بدأت التجارب في المختبر بتحليل التركيب الكيميائي للنوى؛ مكتشفة إمكانية استخراج مركبات تدعم تصنيع العظام، مما حوّل المنتج الثانوي إلى مادة طبية متقدمة. هذه التجربة تجسد كيف يمكن للبيئة المحلية في القصيم أن تولد ابتكارات ذات طابع عالمي؛ عندما تندمج المعرفة العلمية مع الواقع الزراعي اليومي، مما يعكس قدرة الموارد الوطنية على مواجهة التحديات الصحية بطرق مستدامة.

خطوات تحويل نوى التمر إلى مواد طبية

يجمع الابتكار بين الزراعة والعلوم في عملية منهجية؛ تبدأ جمع نوى التمر من المصادر المحلية، ثم تنتقل إلى مراحل التحليل والمعالجة. لفهم هذا التحول، إليك الخطوات الرئيسية التي اتبعتها سالي الحربي:

• جمع النوى الطازجة من إنتاج التمور في القصيم؛ لضمان جودة الخامة.
• غسل وتجفيف النوى بعناية؛ لإزالة الشوائب الخارجية.
• طحن النوى إلى مسحوق ناعم؛ يُسهل عمليات الاستخلاص الكيميائي.
• استخلاص كربونات الكالسيوم عبر تفاعلات حمضية مدروسة؛ للحصول على نقاوة تصل إلى مستويات طبية.
• اختبار المنتج في تطبيقات محاكاة للعظام الصناعية؛ للتحقق من التوافق البيولوجي.
• تقييم الاستدامة البيئية؛ لقياس التأثير على الاقتصاد الدائري.

هذه الخطوات لم تقتصر على النجاح المخبري؛ بل ساهمت في بناء نموذج يمكن تكراره، معتمدًا على موارد محلية وفيرة مثل نوى التمر.

قيمة نوى التمر في الاقتصاد والصحة

تُظهر مقارنة بين الاستخدامات التقليدية والحديثة لنوى التمر كيف تحولت من نفايات إلى أصول؛ حيث كانت تُستخدم سابقًا في الأعلاف الحيوانية بينما أصبحت الآن مصدرًا للمواد الطبية. فيما يلي جدول يلخص الجوانب الرئيسية:

يبرز هذا الجدول كيف يمكن لنوى التمر أن تغير ديناميكيات الزراعة والصحة؛ مما يشجع على استثمارات أكبر في مثل هذه المشاريع المحلية ذات الامتداد الدولي.

في النهاية؛ يُعد إنجاز سالي الحربي خطوة نحو استغلال أفضل للموارد الزراعية السعودية؛ حيث تفتح نوى التمر آفاقًا طبية جديدة وتعزز الاستدامة في القصيم وخارجها.