محمد الحلو يهاجم الأغاني الحديثة: غياب الكلمة يفقد التأثير في السعودية

تراجع الاهتمام بالكلمة في الأغنية يمثل السبب الأبرز في تراجع جودة الإنتاج الغنائي الحديث، كما يرى المطرب المصري محمد الحلو الذي انتقد بشدة الوضع الراهن للموسيقى العربية؛ فالكلمة، في نظره، هي الركيزة التي يقوم عليها اللحن والتوزيع والأداء مجتمعين، وغيابها يجعل الأعمال سطحية وغير مؤثرة. وفي تصريحاته الأخيرة، شدد الحلو على أن هذا التراجع يهدد بفقدان الأغاني لروحها الأصيلة، مما يعكس تحولًا في الأولويات داخل الصناعة الترفيهية.

كيف يؤثر تراجع الاهتمام بالكلمة على جودة الأغاني؟

يصف محمد الحلو الواقع الغنائي المعاصر بأنه يميل نحو الإيقاعات السريعة والألحان الجذابة ظاهريًا، لكنه يتجاهل عمق المعنى الذي توفره الكلمات القوية، مما يجعل الأغاني تفقد قدرتها على الالتصاق بالذاكرة الجماعية؛ فبدلًا من بناء قصص أو رسائل عميقة، أصبحت معظم الأعمال مجرد إيقاعات مؤقتة تتلاشى سريعًا بعد إصدارها. هذا التحول، حسب الحلو، يعود إلى ضغوط السوق التي تفضل الإنتاج السريع على حساب الإبداع، حيث يصبح اللحن محورًا وحيدًا يغفل التوازن مع النص الشعري. ومن هنا، يرى أن الأغاني الناجحة تاريخيًا كانت تلك التي جمعت بين كلمة مؤثرة وإيقاع متناسق، خلافًا للوضع اليوم الذي يفتقر إلى هذا الانسجام، مما يقلل من فرص البقاء الطويل الأمد للأعمال الجديدة في ساحة الغناء العربي.

أسباب غياب التكامل في إنتاج الأغاني

يؤكد الحلو أن تراجع الاهتمام بالكلمة في الأغنية ينبع جزئيًا من تفكك الجهود بين الشعراء والملحنين والموزعين والمطربين، حيث أصبح كل فريق يعمل بشكل منفصل دون تنسيق حقيقي؛ فالشاعر يفقد دوره كصانع المحتوى الأساسي، بينما يركز الملحن على عناصر فنية سطحية لجذب الجمهور الفوري. هذا الغياب للتكامل يؤدي إلى إنتاجات غير متماسكة، تفتقر إلى الروابط الشعرية التي تربط اللحن بالكلمة، مما يجعل الأغنية تبدو كمزيج عشوائي بدلًا من عمل فني متكامل. وفي سياق تصريحاته التلفزيونية، أبرز الحلو أهمية التعاون الجماعي كعامل حاسم لاستعادة الحيوية في المشهد الموسيقي، مشيرًا إلى أن تجربته الشخصية أثبتت نجاح هذا النهج في أعمال سابقة.

• بدءًا بالشاعر الذي يصيغ كلمات تحمل رسالة عميقة ومتناسبة مع السياق الثقافي.
• ثم الملحن الذي يبني لحنًا يعزز من تأثير الكلمة دون إغراقها في تعقيدات غير ضرورية.
• بعد ذلك، تدخل الموزع ليضيف طبقات صوتية تدعم التدفق الطبيعي للنص والإيقاع معًا.
• أخيرًا، يأتي دور المطرب ليجسد الكلمة بأداء ينقل العاطفة الحقيقية إلى الجمهور.
• وأخيرًا، يجب أن يشرف منتج محترف على العملية بأكملها لضمان التوحيد.

في رأي محمد الحلو، أبرز إنجازاته الفنية جاءت من أغانٍ اعتمدت كلمات قوية مدعومة بألحان متجانسة، وهو نمط نادر اليوم وسط هيمنة الإنتاج السريع؛ لذا، يدعو إلى إعادة النظر في الأولويات لإحياء الجودة الحقيقية.