انخفاض حاد.. معدل الإنجاب في السعودية يصل 1.9 طفل مع مخاوف الشيخوخة

انخفاض معدل الإنجاب في السعودية يمثل تحولاً دراماتيكياً يهز أركان المجتمع، حيث هبط إلى 1.9 طفل لكل امرأة في 2023، مقارنة بـ2.3 في 2020، مما يعني خسارة ثلث القدرة على تجديد السكان خلال ثلاث سنوات فقط. هذا الرقم يدفع المملكة نحو أبواب أزمة سكانية، إذ يقل عن خط الإحلال البالغ 2.1، ويفقد اليومياً مئات الأطفال المحتملين، وفق إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء.

ما أسباب انخفاض معدل الإنجاب في السعودية؟

تتداخل عوامل متعددة في تفاقم انخفاض معدل الإنجاب في السعودية، بدءاً من الضغوط الاقتصادية التي ترتفع مع تكاليف المعيشة والتعليم، فتصبح تربية الأطفال عبئاً ثقيلاً على الأسر. كما يلعب تأخر سن الزواج دوراً كبيراً؛ فالشباب يؤجلون الارتباط لأسباب مهنية أو مالية، مما يقلل الفرص الإنجابية. أما المرأة السعودية، فقد تحولت نحو مسيرتها المهنية بقوة، مفضلة الاستقلال على التوسع في العائلة، في ظل تغييرات اجتماعية عميقة. هذه الديناميكيات تشبه ما حدث في دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث أدى التركيز على الاقتصاد إلى تراجع الإنجاب، وفق تحذيرات الدكتورة سارة الغامدي من جامعة الملك سعود، التي ترى في الأمر انهياراً يهدد الهوية السكانية.

فاطمة، أم من الرياض، تعبر عن هذه الواقعية بقولها إن الأحلام بالأسر الكبيرة تحولت إلى مخاوف مالية، مما يعكس الضغوط اليومية على 35 مليون مواطن.

كيف يؤثر انخفاض معدل الإنجاب في السعودية على الاقتصاد؟

يمتد انخفاض معدل الإنجاب في السعودية إلى تأثيرات اقتصادية واسعة، حيث يتوقع الخبراء نقصاً في القوى العاملة الشابة خلال عقود قليلة، مما يعيق نمو الاقتصاد المعتمد على الشباب. سيزداد الطلب على رعاية كبار السن، مما يثقل كاهل النظم الاجتماعية والتقاعدية، وقد يؤدي إلى اعتماده الشديد على العمالة الوافدة. دراسات تشير إلى سيناريوهات تتراوح بين الركود الاقتصادي أو إعادة هيكلة جذرية للخدمات، كما يحذر البروفيسور أحمد العسيري من جامعة الإمام، الذي يصف الوضع بأنه تكرار لأخطاء دول أخرى بسرعة أكبر.

منى الشهري، موظفة حكومية، تتخوف من مستقبل ابنها في مجتمع يسيطر عليه المسنون، مع نقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مما يجعل الأزمة أمراً يمس كل منزل.

لتوضيح التغيرات الرقمية، إليك جدول يلخص تطور معدل الإنجاب:

السنة معدل الإنجاب (طفل/امرأة)
2020 2.3
2023 1.9

ما الحلول الطارئة لانخفاض معدل الإنجاب في السعودية؟

يطالب المتخصصون بتدخلات حكومية عاجلة لمواجهة انخفاض معدل الإنجاب في السعودية، مثل دعم الأسر مالياً من خلال إعانات وتخفيض تكاليف التعليم والسكن. كما يُقترح تشجيع الزواج المبكر عبر حملات توعوية، وتوفير مرونة في ساعات العمل للمرأة لتوفيق بين المهنة والأمومة. إليك قائمة بالخطوات الرئيسية المقترحة:

  • زيادة الإعانات المالية للأسر لتغطية نفقات الطفل الأولى.
  • توسيع برامج الرعاية النهارية للأطفال لدعم الأمهات العاملات.
  • إطلاق حملات إعلامية تروج لقيمة الأسرة الكبيرة دون إهمال الحريات الشخصية.
  • تحسين قوانين التقاعد لتخفيف الضغط على الشباب في دعم كبار السن.
  • دراسة نماذج ناجحة من دول أوروبية لتكييفها مع السياق السعودي.

رؤية 2030 تحتاج إلى دمج هذه السياسات كأولوية، لتجنب فخ الديموغرافيا المنخفضة الذي أصاب دولاً أخرى.

مع تزايد الوعي بهذه الأزمة، يبقى الأمل في إصلاحات سريعة تحول المسار قبل فوات الأوان، محافظة على توازن المجتمع السعودي.