تراجع يتجاوز 2%.. النفط يسجل أسوأ أداء سنوي منذ 2020

أسعار النفط تشهد تراجعًا حادًا اليوم الثلاثاء؛ حيث تعمق الخسائر في ظل تقييمات السوق لاحتمالات اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، مع تصاعد التوترات في منطقة البحر الكاريبي بين واشنطن وكاراكاس؛ مما يعكس حالة من عدم اليقين يسيطر على الأسواق العالمية، ويؤثر على توقعات الطلب المستقبلي.

كيف أثرت محادثات السلام على أسعار النفط

يتابع المستثمرون عن كثب التطورات في المفاوضات غير المباشرة بين موسكو وكييف؛ إذ يُخشى أن يؤدي أي تقارب إلى تهدئة الاضطرابات في قطاع الطاقة الروسي، الذي يشكل جزءًا هامًا من الإمدادات العالمية؛ وفي الوقت نفسه، تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث تهدد العقوبات المحتملة بتعطيل الإنتاج في المنطقة؛ هذه العوامل مجتمعة تُضعف الثقة في استقرار أسعار النفط، وتدفع الأسعار نحو مستويات منخفضة غير مسبوقة منذ أشهر.

تفاصيل التراجع في عقود برنت ونايمكس

سجلت عقود خام برنت لتسليم فبراير 2026 انخفاضًا بنسبة 2.15%؛ أي حوالي 1.29 دولارًا أمريكيًا، لتصل إلى 59.27 دولارًا للبرميل عند الخامسة والنصف مساءً بتوقيت مكة؛ وهذا يمثل أول مرة منذ مايو الماضي تكسر فيها الحاجز الستيني، مما يعزز من مخاوف السوق؛ أما عقود نايمكس لتسليم يناير 2026، فقد هبطت بنسبة 2.30% أو 1.30 دولار، لتستقر عند 55.52 دولارًا للبرميل، وهي أدنى مستوياتها أيضًا منذ مايو؛ يأتي هذا التراجع رغم انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.30% إلى 98.04 نقطة، الذي عادة ما يدعم ارتفاع أسعار النفط.

منذ بداية العام الحالي، خسرت أسعار برنت القياسية نحو 20%؛ وهو أسوأ أداء سنوي منذ عام 2020 الذي شهد جائحة كوفيد؛ بينما انخفض الخام الأمريكي بنسبة 22%، مسجلاً أسوأ أداء منذ 2018؛ هذه الخسائر التراكمية تعكس ضغوطًا متراكمة على القطاع، وتثير تساؤلات حول استدامة الإنتاج العالمي.

دور البيانات الاقتصادية الصينية في تشكيل أسعار النفط

أضافت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين وقودًا إلى النار؛ إذ أظهرت الأرقام الصادرة الاثنين تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى حد في 15 شهرًا، مع تباطؤ مبيعات التجزئة بنسبة لم تشهدها منذ ديسمبر 2022؛ هذه المؤشرات تُشير إلى ضعف الطلب الاستهلاكي في أكبر مستورد للنفط عالميًا، مما يُفاقم الضغوط على أسعار النفط؛ ومع ترقب المتداولين تقرير معهد البترول الأمريكي عن مخزونات الولايات المتحدة اليوم، ثم البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة غدًا، يبقى التركيز مركزًا على أي إشارات لزيادة المخزونات، التي قد تعمق التراجع.

لتوضيح العوامل الرئيسية المؤثرة، إليك قائمة بالمخاطر الرئيسية:

• احتمال اتفاق سلام روسي-أوكراني يحد من اضطرابات الإنتاج.
• تصاعد التوترات بين أمريكا وفنزويلا في البحر الكاريبي.
• تباطؤ النمو الصناعي الصيني إلى أدنى مستوياته في 15 شهرًا.
• انخفاض مبيعات التجزئة في الصين منذ ديسمبر 2022.
• ترقب تقارير المخزونات الأمريكية القادمة.

ولمقارنة سريعة بين الأداء السنوي، يُظهر الجدول التالي التراجعات الرئيسية:

مع استمرار هذه الديناميكيات، يظل السوق يبحث عن إشارات إيجابية لاستعادة التوازن، خاصة مع اقتراب نهاية العام.