تراجع مفاجئ.. أسعار النفط دون 60 دولارًا للبرميل مع آمال سلام روسي-أوكراني

انخفاض أسعار النفط يبرز في الأسواق العالمية مؤخرًا، حيث سجلت أدنى مستوياتها منذ مايو الماضي، مدفوعًا بآمال الوصول إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يفتح الباب أمام تخفيف العقوبات على موسكو وتعزيز الإمدادات الدولية، مما يغير ديناميكية الطلب والعرض بسرعة ملحوظة.

مستويات الانخفاض في عقود برنت وغرب تكساس

تراجعت عقود خام برنت الآجلة بنحو 1.03 دولار، أي 1.7%، ليصل سعرها إلى 59.53 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.06 دولار أو 1.9%، مسجلاً 55.76 دولار للبرميل عند الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش، ويعكس هذا الهبوط قلق السوق من زيادة الإنتاج الروسي المحتمل، خاصة بعد تقارير عن تقدم في المفاوضات الأوروبية التي تضمنت تعهدات أمنية أمريكية لكييف تشبه آليات الناتو، رغم إصرار روسيا على عدم التنازل عن أي أراضٍ كما أفاد نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف.

دوافع انخفاض أسعار النفط الرئيسية

أوضح جانيف شاه، محلل في ريستاد إنرجي، أن عبور برنت حاجز 60 دولارًا نحو الأسفل يعود إلى تقديرات السوق لاحتمال تدفق إمدادات روسية إضافية عند تحقق السلام، مما يولد فائضًا في السوق العالمي يضغط على الأسعار، وقد ساهم في ذلك الإعلان الأمريكي عن ضمانات أمنية لأوكرانيا، إلى جانب إشارات أوروبية إلى نجاح جزئي في الحوارات، بينما حذرت روسيا من عدم جدوى أي تخفيضات إقليمية، وهكذا يعكس انخفاض أسعار النفط توازنًا هشًا بين الأمل والواقع السياسي.

تأثيرات البيانات الاقتصادية على انخفاض أسعار النفط

أدت أرقام اقتصادية متواضعة من الصين إلى تعميق الضغوط على الأسعار، إذ سجل الإنتاج الصناعي أقل معدلات النمو منذ 15 شهرًا، وانخفضت مبيعات التجزئة إلى أبطأ إيقاع منذ ديسمبر 2022، مما يثير تساؤلات حول قوة الطلب العالمي أمام تدفق الإمدادات المتزايد، وفي هذا السياق، يبدو انخفاض أسعار النفط أكثر حدة مع مخاوف من تباطؤ الاستهلاك الآسيوي الرئيسي.

توقعات مستقبلية وسيناريوهات لأسعار النفط

يتوقع جون إيفانز من بي في إم أويل أسوشييتس استمرار الضغط الهبوطي على الأسعار مع بطء التقدم في المحادثات، مشيرًا إلى احتمال تسجيل برنت قاعًا جديدًا هذا العام دون أن ينخفض تحت 55 دولارًا قبل نهاية 2025، كما تحول فارق الأسعار بين عقود برنت لستة أشهر إلى كونتانغو لأول مرة منذ أكتوبر، ويقدر محللو باركليز متوسط سعر برنت عند 65 دولارًا في 2026 مع فائض يصل إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، وتزداد التعقيدات مع حوادث مثل مصادرة ناقلة نفط أمريكية قرب فنزويلا، لكن تكدس التخزين العائم وارتفاع مشتريات بكين من النفط الفنزويلي عالقت العقوبات قلل من تأثيرها.

لتوضيح العوامل الإضافية، يمكن تلخيص بعض الجوانب الرئيسية كالتالي:

• تقدم المفاوضات الروسيا-أوكرانية يدفع نحو فائض إمدادي.
• البيانات الصينية الضعيفة تقلل الطلب العالمي.
• تحول إلى كونتانغو يشير إلى توقعات هبوط طويلة الأمد.
• مصادرة الناقلات الفنزويلية لم تؤثر كثيرًا بسبب التخزين العائم.
• التزامات الناتو الأمريكية تزيد التفاؤل بالسلام.

يظل السوق حساسًا لأي تطورات سياسية، حيث يمكن أن يعكس انخفاض أسعار النفط اتجاهًا أوسع نحو التوازن إذا تحقق الاتفاق.