أبل تحذر من ثغرات خطيرة في سفاري تسمح للهاكرز بالسيطرة الكاملة على الهواتف

تحديث iOS 16.2 يمثل خطوة حاسمة من شركة أبل لتعزيز أمان أجهزة آيفون، حيث أصدرت الشركة تحذيراً عاجلاً لمستخدميها بعد اكتشاف ثغرات أمنية خطيرة يتم استغلالها حالياً في هجمات إلكترونية. يركز هذا التحديث على إصلاح مشكلات في نظام التشغيل، بما في ذلك ثغرتان نشطتان تسمحان باختراق الجهاز بسهولة، مما يجعل التأجيل في التطبيق يعرض الاستخدام اليومي لمخاطر كبيرة، كما أفاد موقع Fortune.

ثغرات متصفح Safari وخطورتها الفعلية

تكمن إحدى أبرز المشكلات في محرك WebKit الذي يدعم متصفح Safari وغيره من المتصفحات على آيفون، حيث أعلنت أبل عن ثغرتين رئيسيتين تُسجلان تحت الرموز CVE-2025-43529 وCVE-2025-14174. تتيح هاتان الثغرتان تنفيذ رموز ضارة عند التعامل مع صفحات ويب مصممة للهجوم، وأكدت الشركة أن هجمات معقدة تستهدف مستخدمي الإصدارات القديمة من iOS 16.2. لم تكشف أبل تفاصيل فنية دقيقة لتجنب انتشار الاستغلال، مما يمنح المستخدمين فرصة للتحقق والحماية قبل تفاقم الوضع.

اختراق نواة النظام ومخاطره الواسعة

بالإضافة إلى WebKit، يعالج تحديث iOS 16.2 ثغرة حاسمة في نواة النظام المعروفة بـ CVE-2025-46285، والتي قد تمنح تطبيقاً خبيثاً صلاحيات الجذر الكاملة. يعني ذلك سيطرة تامة على الجهاز، حيث يمكن للمهاجمين تجاوز حواجز التطبيقات، الوصول إلى الرسائل الخاصة، سرقة كلمات المرور، وحتى التحكم في الجلسات المصرفية. حذر الخبير جافاد مالك من أن مثل هذه الثغرات تحول الهاتف إلى أداة عرضة للاستخدام الشخصي الكامل، مما يتطلب تدخلاً فورياً للحفاظ على الخصوصية.

استغلال الثغرات وكيفية التعامل معها

ينتقل المجرمون الإلكترونيون بسرعة لاستخدام الثغرات فور الكشف عن إصلاحها، مستفيدين من انتشار التفاصيل عبر الشبكات، لذا يُنصح بشدة باتباع إجراءات وقائية. يُعتبر تحديث iOS 16.2 جزءاً من استراتيجية أوسع قد ترتبط بسلسلة هجمات مترابطة، حيث يُربط WebKit كنقطة وصل بين الإنترنت والنظام لتجاوز الطبقات الأمنية تدريجياً، مما يفتح أبواب التجسس حتى ضمن التطبيقات المحمية. في الوقت نفسه، أبلِرت الشركة مستخدمين في أكثر من 80 دولة من هجمات تجسس متقدمة تُمكّن من تسجيل الصوت والصورة، ومراقبة تطبيقات مثل واتساب.

للتعرف على علامات الاختراق المحتمل، إليك قائمة من الدلائل الشائعة التي يجب مراقبتها:

• ارتفاع درجة حرارة الهاتف بشكل غير مبرر.
• تباطؤ الأداء فجأة دون سبب واضح.
• ظهور تطبيقات غير مثبتة من قبل المستخدم.
• استهلاك بطارية مرتفع بشكل ملحوظ.
• نشاط غريب في الإشعارات أو الرسائل.

يمكن أن يساعد إعادة التشغيل في تعطيل التجسس مؤقتاً، بينما يبقى التحديث الفوري الحل الأمثل، مع تفعيل وضع الإغلاق لتعزيز الدروع.

لتوضيح الثغرات الرئيسية، إليك جدولاً يلخصها:

بالتوازي مع تحديث iOS 16.2، أصدرت أبل إصلاحات إضافية لـ iOS 18.7.3 التي تعالج 22 ثغرة، إلى جانب تحديثات لـ macOS وwatchOS وtvOS وvisionOS، وSafari على الأجهزة الماك. تؤثر هذه المشكلات على الإصدرات الأقدم مثل iOS 18.7.2، مما يجعل الترقية ضرورية للجميع. أما سبب عدم إصدار 16.1.1، فيعود إلى ميزة التحسينات الأمنية الخلفية في 16.1، التي تطبق الإصلاحات تلقائياً إن أمكن، لكن الانتقال المباشر إلى 16.2 يضمن الحماية الكاملة.

للتحديث اليدوي، توجه إلى الإعدادات ثم عام ثم تحديث البرمجيات، وتجنب النقر على روابط مشبوهة أو إخطار أقاربك ليفعلوا الخطوة نفسها، فالأمان يبدأ بخطوتك الأولى.