تراجع مفاجئ للدولار يقترب من أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2025

تراجع الدولار يصل إلى مستويات منخفضة جدًا خلال الشهرين الأخيرين، وسط حالة من القلق تسيطر على الأسواق المالية قبل إعلان إحصاءات اقتصادية حيوية؛ يتجه التركيز نحو تقرير الوظائف الأمريكي لنوفمبر، الذي تأجل بسبب الإغلاق الحكومي الطويل. يظهر هذا الانخفاض تردد المتداولين، حيث يمنع الإغلاق جمع الرقم الرسمي، فتتحول النتائج المنتظرة إلى مؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد الأمريكي. ومع اقتراب قرارات بنوك مركزية أخرى، يتزايد الجدل حول مسار العملة.

أسباب تراجع الدولار خلال الأسابيع الماضية

انخفض مؤشر الدولار، الذي يعكس قيمة العملة الأمريكية أمام سلة تضم ست عملات كبرى، بنسبة 0.2 في الجلسات الأخيرة، ليصل إلى 98.261 نقطة، قريبًا من أدنى حد سجل في 17 أكتوبر. يرجع هذا الضعف جزئيًا إلى الانتظار المشحون لتقارير التوظيف الشاملة لأكتوبر ونوفمبر، إذ أدى أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا إلى تعطيل جمع المعلومات الرسمية. يرى الخبراء أن هذه الأرقام ستكشف آثار الإغلاق الحقيقية على سوق العمل، مما يهز ثقة المستثمرين مباشرة؛ لكن التراجع يظل محدودًا حتى اللحظة، مع إشارات إلى مخاوف أعمق من تباطؤ النشاط الاقتصادي الكلي.

تأثير تراجع الدولار على العملات الرئيسية

انخفض الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.1، ليستقر عند 155.07 ين، مع الترقب لقرار البنك المركزي الياباني بشأن معدلات الفائدة يوم الجمعة القادم. أما اليورو، فحافظ على استقراره عند 1.17535 دولار، مستفيدًا من التقدم في محادثات السلام في أوكرانيا، التي تضمنت وعودًا أمنية أمريكية تشبه تلك الخاصة بحلف الناتو. كما بقي الجنيه الإسترليني ثابتًا عند 1.3376 دولار، مما يعبر عن توازن نسبي في الأسواق الأوروبية. تكشف هذه التحركات كيف يرتبط تراجع الدولار بالأحداث الجيوسياسية، إذ يقوي أي إنجاز دبلوماسي قيمة العملات الأخرى أمامه.

ولفهم هذه الديناميكيات اليومية بشكل أوضح، إليك أبرز العوامل المتداخلة:

  • تقارير التوظيف الأمريكية، التي تبرز معدلات البطالة والوظائف الجديدة.
  • قرارات البنوك المركزية، مثل تغييرات الفائدة في اليابان أو أوروبا.
  • التطورات الجيوسياسية، كالتفاوض حول السلام في أوكرانيا الذي يخفف المخاطر.
  • إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي يؤجل الإحصاءات ويزيد الشكوك.
  • حركة الذهب كملاذ آمن، حيث ترتفع أسعاره مع انخفاض الدولار.
  • توقعات تخفيض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، مما يقلل جاذبية العملة الأمريكية.

دور بيانات الوظائف في توقعات تراجع الدولار

أشار بول ماكيل، رئيس أبحاث العملات في بنك إتش إس بي سي، في تقرير تحليلي إلى أن بيانات الوظائف ستضيء حقيقة سوق العمل الأمريكي أثناء الإغلاق الحكومي. يأتي هذا الترقب بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بنصف نقطة مئوية يوم الأربعاء، كما توقعه معظم المتخصصين، لكن التصريحات كشفت خلافات بين المسؤولين حول الحاجة إلى مزيد من التخفيضات لاحقًا. قد يعدل صدور التقرير الشهري هذه الرؤى، خاصة مع انتعاش الدولار مؤقتًا وانخفاض أسعار الذهب مؤخرًا؛ وفي هذا السياق، يبقى تراجع الدولار مرتبطًا بثقة السوق في الاقتصاد.

لتلخيص الأرقام الرئيسية، إليك جدولاً يعرض أسعار العملات الكبرى مقابل الدولار:

العملة السعر الحالي مقابل الدولار
الين الياباني 155.07
اليورو 1.17535
الجنيه الإسترليني 1.3376

مع اقتراب هذه الإحصاءات، يبقى السوق متيقظًا، إذ قد تعيد صياغة اتجاه تراجع الدولار في الأيام المقبلة.